خالد يوسف
خالد يوسف تاريخ النشر: الاثنين، 17 يوليو، 2017 | آخر تحديث:
حسين رياض

تزخر السينما المصرية بالعديد من الممثلين الذي لمعوا في تقديم دور الأب، ولكن يظل الراحل حسين رياض هو الأشهر بينهم، لما يتمتع به من ملامح طيبة، وصوت حنون، وقيم ومبادئ مثالية، فمن منا ينساه كأب مثقل بالهموم في فيلم "السبع بنات"، أو في دور الجد خفيف الظل في "آه من حواء"، والأب المغلوب على أمره في فيلم "الجسد"؟

ولكنك ستندهش عندما تعلم أن صوت حسين رياض المميز لم يملكه بشكل طبيعي، وأنه كان يمتلك عادتان لم ينقطع عنهما طوال حياته، وهي الحقائق التي كشف عنها وغيرها في ذلك اللقاء الذي أجراه مع مجلة "الكواكب" في عددها رقم 653، بتاريخ 4 فبراير 1964، أي قبل وفاته بعام واحد، بمناسبة الذكرى الـ 52 على وفاته، في 17 يوليو الجاري.

* نادم على 90% من أدواره الفنية

اعترف حسين رياض في اللقاء بأنه نادم على 90% من أدواره الفنية، والسبب في هذا أن المخرجين لا يسمحون له بقراءة السيناريوهات الخاصة بها لكي يعطي موافقته عليها، موضحا: "المخرج يطلبني في التليفون قبل التصوير بساعات، وعليّ أن أذهب فورا، وإذا قلت له قبل ذلك إنني أريد قراءة السيناريو يقول لي كمان يومين، وإذا صمّمت على قراءته يبحث عن ممثل غيري ويحصل على ربع أجري".

وتابع: "أنا في نظر المنتج (كمالة عدد)، عندما يطلب بطل أو بطلة الفيلم السيناريو بعد ساعة يكون عنده/ عندها، لأن المنتج يبيع الفيلم بالبطل والبطلة.. أولادي وتلاميذي يحصلون على 3 آلاف و4 آلاف جنيه في الفيلم، بينما أنا المنتج يتفق معي على الحصول على ألف جنيه فقط، ثم يأخذ منها مائة أو مائتين جنيه.. أجدها كبيرة أوي أن آخذ ثلث أجر ممثل طالع له يومين!، ورغما عني أقبل ليه؟ لأنني أنفق في الشهر بين 300 و400 جنيه.. أكمّل على مرتب المسرح منين؟ من التنطيط من الأدوار الرديئة في السينما".

وأردف حسين رياض: "كل الناس العاملين في الدولة يرتقون في وظائفهم مع مرور السنوات إلا الفنان، فهو عندما بشيخ وإذا لم يكن عامل حسابه يشحت، ولا يجد ثمن الدواء أو ثمن القوت الضروري".

* العادة الأولى: يرتدي قبعة طوال الوقت

يحرص حسين رياض على ارتداء قبعة، وهذا يرجع إلى حكاية تعود إلى 25 عاما (منذ تاريخ إجراء اللقاء)، عندما عاد المخرج محمد كريم من ألمانيا وهو مرتدي لقبعة، فقلّده حسين هو واستيفان روستي ومختار عثمان، وأكد حسين أنه عندما يكون على المسرح فإنه يرتدي الشعر المستعار، ولكن لو خرج بدونها يصيبه برد وزكام

* العادة الثانية: الماء ملازم له بسبب عُقدة

لابد أن يكون هناك كوب من الماء ملازما لحسين رياض على خشبة المسرح، ويكون غير مرئيا للمتفرجين، كما أنه لابد أن يكون هناك "تُرمس" من المياه في سيارته، والسبب في هذا "عُقدة"، هي أنه كان في رحلة تستغرق 7 ساعات من دمشق إلى حلب بصحبة أحمد علام حلمي رفلة وقاسم سكرتير الفرقة القومية، ولكن ما حدث أن السيارة التي تقلّهم تعطلت في الطريق، ولأنه لم يكن معهم مياه وسط درجة الحرارة الشديدة فنزل حسين إلى الجبل يمسح تراب "الظلط" ويلحسه من شدة العطش، ومنذ تلك الواقعة أصبح الماء لا يفارق حسين رياض أينما وُجد.

* السر وراء تهدّج صوته

يمتلك حسين رياض صوتا مميزا، ولكنه لم يكتسبه بالوراثة، ولكن بسبب امتلاكه لغضروف في الحبال الصوتية، تضخّم بشكل غير طبيعي، ما أدى إلى تهدّج صوته المعروف به.

* الحرمان وراء براعته في دور الأب

يقول حسين رياض في لقائه، إن سر إجادته لدور الأب هو أن والده مات وهو طفل في عمر الـ 11 سنة، لذا فهو يعيش هذا الدور بكل جوارحه لكي يعوّض الحرمان الذي عاشه في صباه.