ظهرت منذ فترة على الساحة الفنية فكرة كتابة العمل الدرامي بطريقة الكتابة الجماعية من خلال ورشة عمل يشارك فيها مجموعة من الكتاب يتبادلون من خلالها الأفكار ، مما يساعد على ظهور العمل بشكل جيد يحتوي على أفكار متباينة بدلا من أفكار كاتب واحد فقط.
والطريف في الموضوع أن فكرة الكتابة الجماعية موجودة منذ فترة ولكن غير معلنة ، حيث كان يقوم بعض الكتاب بتعيين كتاب صغار في السن لحسابهم الشخصي تحت إشرافهم يستفيدون من خبراتهم دون الإعلان عن اسمائهم ، وينسب العمل في النهاية لكاتب الأساسي فقط.
ولكن بعد نجاح العديد من التجارب التي شارك فيها عدد من الكتاب مثل "تامر وشوقية" و"الجراج" ، وتبني مجموعة من الكتاب الكبار حاليا فكرة الورشة الكتابية والإشراف عليها مثل أسامة أنور عكاشة في تجربة "القاهرة 2000" والدكتورة عزة عزت في مسلسل "المحطة أكشن نيوز" ، و"رجل وست ستات" أعتقد أن الوضع سيتغير بعد ذلك ومن الممكن أن يستمر ويكون هو الوضع الاكثر نجاحا.
هذا لا يعني أن انفراد كاتب واحد بكتابة مسلسل درامي اصبحت فكرة فاشلة ، فهناك مجموعة من الكتاب الكبار الذين تحقق أعمالهم أعلى نسبة مشاهدة لما تحتويه من أفكار وأراء تحترم وتجعل الجمهور العربي يقبل على مشاهدتها.
ولكن الملاحظ أن معظم المسلسلات الدرامية في الآونة الاخيرة أصبحت متشابة ولا تقدم شىء هادف ومعظمها يتم تصويرها في قصور وشقق فاخرة لا يعيش أكثر من 80 % من الشعب المصري في مثلها ، إذن لمن تقدم هذه الأعمال ، كما أن معظم هذه الأعمال تم استهلاك أفكارها عدة مرات فلماذا لا يفكر هؤلاء الكتاب في التجديد ولو من باب التغير أو حتى للمحافظة على أسمائهم.
وأعتقد انه في حالة انتشار فكرة الكتابة الجماعية ، ستكون هى عامل أساسي في إعادة مكانة الدراما المصرية التي اهتزت في الآونة الأخيرة ، كما انها ستتيح الخوض في أفكار جديدة ومتنوعة ولن تعتمد على وجهة نظر واحدة فقط بل ستتباين داخلها الأفكار ، مما يجعل العمل المقدم على مستوى عالي من الجودة يعرض العديد من وجهات النظر المختلفة في جميع أشكاله.
وفي النهاية أتمنى أن تنتشر الأعمال الدرامية الجيدة من جديد وتحقق نجاحا لما تقدمه من مادة هامة لا لمجرد النجوم الكبار المشاركين في بطولته ، كما أتمنى أن تتفهم القنوات التي تعرض مثل هذه المسلسلات أن النجاح الحقيقي يأتي من نسبة المشاهدة لا من كم الإعلانات الذي يكتسبها المسلسل والتي تسبب في أوقات كثيرة عدم الرغبة في متابعته لكثرتها المفرطة!