خالد طه
خالد طه تاريخ النشر: الاثنين، 8 مايو، 2017 | آخر تحديث:
أحمد مظهر

هو من ألمع "فتيان الشاشة الأوائل" في السينما المصرية في عصرها الذهبي، الذي فضّل أن يخلع بذلته العسكرية من أجل حبه للتمثيل، ليبدع وينطلق في العديد من الأدوار الهامة، ويكفي أن نذكر منها القائد الإسلامي "صلاح الدين الأيوبي"، في "رائعة" المخرج يوسف شاهين، لينال من بعده لقب "فارس السينما" من دون منازع، ليس فقط بسبب حبه للفروسية وللخيول، وإنما لتمتعه أيضا بأخلاق الفرسان النبلاء، بشهادة غالبية زميلاته ممن عملن معه على الشاشة الفضية، مثل نادية لطفي، ومريم فخر الدين.

شاهد مريم فخر الدين تشيد بأحمد مظهر وتختاره كأفضل ممثل في مصر

إنه الوحيد والذي لن يتكرر أحمد مظهر، وتمر اليوم 8 مايو الجاري الذكرى الـ 15 على رحيل "فارس السينما" أحمد مظهر، وفي هذه المناسبة ينشر FilFan.com حقائق هامة عن ذلك الممثل ابن حي العباسية بالقاهرة، وأحد "حرافيش" أديب "نوبل" العالمي نجيب محفوظ، الذي وُلد في 1917 لأسرة راقية تعود لأصول شركسية، والتحق بالكلية الحربية، وتخرّج فيها سنة 1938، وكان من ضمن دفعته الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وهو ما أدى لنشأة صداقة بينهم، والتحق مظهر من بعدها في تنظيم "الضباط الأحرار" عقب عودته من حرب فلسطين:

* لم يشارك في بدايته الفنية باسم أحمد مظهر

كان أول ظهور فني لأحمد مظهر في فيلم "الطريق المسدود" في 1958، وشاركته بطولته فاتن حمامة، وهو من قصة للكاتب إحسان عبد القدوس، ولكن ظهر اسمه على الفيلم باسم والده حافظ مظهر، ولكن سرعان ما تغيّر إلى أحمد مظهر.

* فكّر في الاعتزال بسبب سعاد حسني

كانت أكثر معاناة تواجه أحمد مظهر طيلة مشواره الفني هي أزمة ترتيب كتابة أسماء الممثلين على تتر العم، وأشار في لقاء نادر إلى أن البطلات دائما ما يتمسكن بكتابة أسمائهن قبل اسمه.

وكان من أبرز الممثلات اللاتي ارتبطن اسمهن بمعاناة أحمد مظهر هي سعاد حسني، التي على الرغم من اشتراكها معه في أكثر من عمل فني، منها "غصن الزيتون"، و"القاهرة 30"، و"الجريمة الضاحكة"، و"ليلة الزفاف"، إلا أنها أصرت أثناء تصويرهما لأحد الأفلام في 1972 أن يسبق اسمها اسمه على الملصق الدعائي، بحسب مجلة "الموعد".

وبحسب صحيفة "الأهرام"، فإن تمسك سعاد حسني بموقفها دفع أحمد مظهر للتفكير جديا وقتها في اعتزال الفن، بعد أن شعر أن أسهمه في بورصة النجوم بدأت تنخفض بمعدل بسيط مع مرور السنوات، وأدرك أن هذا الهبوط ليس تقصيرا منه، بل لانحدار مستوى الأفلام والمخرجين بصفة عامة، كما لاحظ أن الأدوار التي تُعرض عليه لا ترتقي إلى مستواه.

وأعلن أحمد مظهر في أحد لقاءاته مع مجلة "الموعد" في 1972 عن نيّته في افتتاح ورشة إصلاح سيارات كبيرة في منزله، بمساعدة بعض الأصدقاء، إذ كان من المعروف عنه شغفه الشديد بتصليح السيارات، كما أنه فكر في افتتاح ستوديو للتصوير الفوتوغرافي، بعد حصوله علي شهادة جودة من المصور السينمائي أحمد خورشيد.

ولكن وبعد تفكير طويل، تخلّى أحمد مظهر عن قراره بالاعتزال، واستمر في عطائه الفني لعدة أعوام، واشترك بأعمال سينمائية عديدة، كما أنه أصفح عن سعاد حسني، ووافق على إصرارها على كتابة اسمها الأول، واشترك معها في فيلمهما "شفيقة ومتولي" في 1978.

* رفض عمل شقيقته في الفن

لا يعلم الكثيرون أن لأحمد مظهر شقيقة عملت في الفن، وهي الممثلة فاطمة مظهر، الحاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ثم بكالوريوس الفنون المسرحية.

وكان أحمد مظهر يرفض عمل شقيقته فاطمة بالفن قبل الانتهاء من دراستها الجامعية، ولكنها تمسكت بالإثنين معا، وبدأت العمل التليفزيوني منذ 1967، لكن فور حصولها على الشهادة الجامعية، عبّر أحمد مظهر عن فرحته ورضائه بتلك النتيجة.

وعن شقيقها، تقول فاطمة مظهر في لقاء مع مجلة "الكواكب" في 1972: "كان إصراري الدفين أحمقا؛ فشقيقي هو الذي رعانى دائما، وتولى تربيتي، وهو كفنان استفدت كثيرا منه، على الرغم من أنه لم يوجهني توجيها فنيا مباشرا، ولكنني لا أملك له الآن سوى الاحترام والتقدير العظيم".

وانطلقت فاطمة مظهر في الفن في أواخر الستينيات من القرن الماضي، ولكننها فضّلت ارتداء الحجاب والابتعاد عن الفن بهدوء.

* بكى في أواخر حياته

لم يتمالك أحمد مظهر نفسه من البكاء، أثناء شكواه في أواخر حياته للمحاور مفيد فوزي في برنامجه "حديث المدينة"، بشأن اقتصاص نصف الفيلا الخاصة به التي يعيش بها مع أحفاده، والموجودة أسفل محور 26 يوليو.

وبعد عرض الحلقة، اتصل الرئيس الأسبق حسني مبارك بوزير الإسكان حسب الله الكفراوي، ليسأله عن مدى إمكانية إجراء تعديل لتفادي نزع نصف أرض فيلا أحمد مظهر، وبالفعل تمّ عمل دراسة، ورأى المهندسون تعذّر إجراء تعديل، لأن الابتعاد عن الفيلا يستلزم إجراء انحراف بالطريق عشرين مترا ناحية الإسكندرية، ما سيتسبب في وقع حوادث

وعرضت حكومة مبارك على أحمد مظهر في المقابل دفع تعويض كبير له مقابل اقتصاص جزء من فيلته، ولكنه رفض ذلك، وقال إن الأشجار النادرة التي تم اقتلاعها لا تعوّض بمال، ثم أن الفيلا نفسها تشوهت، لأنها أصبحت بحديقة صغيرة، وكان يقضي فيها أيامه الأخيرة ويستمتع مع أحفاده بما تبقى من عمره داخلها.

وأوضح حسب الله الكفراو أوضح في لقاء مع مفيد فوزي في برنامج "مفاتيح"، أنه لو تطلّب الأمر إزالة مسجد لفعل ذلك لمصلحة الملايين، مؤكدا أنه ترجّى أحمد مظهر أكثر من مرة بإزالة الأشجار لكنه لم يوافق، فاضطر "البلدوزر" إلى إزالة نصف الحديقة.

وعليه ظلت الأحزان تلاحق أحمد مظهر، وأصيب بأكثر من نوبة إغماء، حتى فارق الدنيا يوم 8 مايو عام 2002، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد أن اشتدت الالتهابات والآلام الحادة في صدره، وتوفي إثر التهاب رئوي حاد.

شاهد تصريحات حسب الله الكفراوي لمفيد فوزي بشأن فيلا أحمد مظهر

* مكتشف ميرفت أمين

يعد فيلم "نفوس حائرة" من إنتاج 1968، هو ثان وآخر تجارب أحمد مظهر مع الكتابة، ولكنه فشل تجاريا، بينما شهد على ميلاد الوجه الجديد آنذاك الفنانة ميرفت أمين.

وشاهد أحمد مظهر ميرفت أمين للمرة الأولى عن طريق الصدفة، بأحد العروض الفنية بكلية الآداب، وانجذب لتلقائيتها، فدعاها إلى زيارته في مكتبه، وعرض عليها العمل معه في الفيلم، ورحبت هي بالفكرة وترددت على شركته الإنتاجية بصفة شبه يومية، حتى تتعرف أكثر على تفاصيل أو ظهور لها على شاشة السينما.