خالد طه
خالد طه تاريخ النشر: الاثنين، 24 أبريل، 2017 | آخر تحديث:
محمود مرسي

في مثل هذا اليوم 24 إبريل، رحل عن عالمنا واحد من أعلام التمثيل، والذي أرسى مدرسته الخاصة في عالم التمثيل، وكان يملك نظرياته الخاصة في الفن والحياة، والذي غادرنا بهدوء ومن دون من صخب وجنازة، وأن يتم الإعلان عن خبر وفاته بعد دفن جثمانه.. إنه "العملاق" محمود مرسي، صاحب الأدوار المميزة على شاشة السينما والتليفزيون، والذي كان قادرا على كرهك له في دور "عتريس" في فيلم "شيء من الخوف"، وأن تحبه وتتعاطف مه مثله وقيمه في "أبو العلا البشري".

وعمل محمود مرسي في البداية في إذاعة لندن العربية في خمسينيات القرن الماضي، ولكنه أنهى ارتباطه بها في 1956 احتجاجا على "العدوان الثلاثي" على مصر، وكانت بدايته الفنية كمخرج في التليفزيون المصري في 1960، وأخرج عدة تمثيليات سهرة، مثل "القطة" عن قصة لإحسان عبد القدوس، كما عمل في العام نفسه أستاذا في المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم جمع بين تدريس التمثيل والإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما عام 1968.

ورحل محمود مرسي في 23 إبريل 2004، عن 81 عاما، بعد معاناته في أيامه الأخيرة من أزمات متفاوتة فى الكلى، نتيجة تدخينه بشراهة، وقبل يومين من استئناف التصوير في آخر أعماله مسلسل "وهج الصيف"، طلب من ابنه الوحيد علاء الحضور، فذهب إلى منزله ومعه زوجته الصحفية أمل فوزي، ولكن طال رنين الجرس، وسمعا صوت خطوات بطيئة زاحفة، تخللها هبدة الوقوع، ليفتح الابن بمفتاحه، وينقل والده لمستشفى الزراعيين، وهناك يلقى وجه ربه الكريم.

وفي ذكرى وفاته الـ 13، وعلى الرغم من أنه كان مقاطعا لوسائل الإعلام، وغير محب لـ "البروباجندا"، ويفضّل أن تتحدث أعماله عنه، مثل عدد قليل من الفنانين، إلا أننا نحاول في FilFan.com أن نكشف عن جوانب خفية عن شخصية محمود مرسي، من تصريحاته الصحفية النادرة والمعدودة خلال السطور التالية، والتي من المؤكد أنها تعكس أننا فنان وإنسان استثنائي بكل المقاييس:

* "أنا لا أجيد الكلام، وبالنسبة للإذاعة الناس تسمعني في الأعمال التي أقوم بها، وبالنسبة للتليفزيون الناس بتشوفني في أعمالي.. يبقى عايزين أتكلم ليه؟!"

* "لو كان الجاني الذي اعتدى على نجيب محفوظ قرأ روايته "أولاد حارتنا" لما طاوعته يده الآثمة على أن تمتد إلى عنق هرم مصر الرابع لتنال منه ومن مصر كلها".

* "تمنيت تجسيد شخصية الليث بن سعد لأنه خير مثال للإسلامي المستنير، ونحن فى أمسّ الحاجة لمثل تلك الشخصيات، التى تحمل مبادئ الإسلام وأفكاره الحقيقية، في وسط حفنة من العقول الظلامية التى تريد النيل من شبابنا".

* "قدّمت شخصية السيد عبد الجواد فى "ثلاثية" نجيب محفوظ فى التليفزيون بمنظور جديد، يختلف عن أداء العزيز يحيى شاهين الكلاسيكى الذي قدّمه فى أفلام حسن الإمام".

* حكاية ضيف شرف ليوم واحد فى منتهى السذاجة، ولا يقبل بها فنان محترم على الإطلاق ليعمل باليومية مثل النجار والسباك".

* "انفصال والدي عن والدتي أثّر في نفسي على المدى الطويل بالغ الأثر، ذلك أن درجات من الشك والإحساس بعدم الأمان والقلق ظلّت ملازمة لي طوال حياتي".

* "التمثيل بالنسبة لي في جميع المراحل كان أقرب إلي الكرة التى أحاول التخلص منها فأقذفها بقوة، وعلى طول يدي وإلى آخر المدى لكنها ترتطم بالجدار لتعود لي أكثر قوة".

* "زكي رستم أفضل ممثل جاء فى هذا البلد على الإطلاق".

* "في فيلم "شيء من الخوف" قالوا عن "عتريس" إنه رمز للتسلّط والاستبداد، وأنه يجسّد شخصية جمال عبد الناصر كديكتاتور، وأتى الإنصاف من ناصر شخصيا، عندما سمح بعرض الفيلم بعد مشاهدته قائلا: إذا كان هناك فيلما يستطيع أن يهز نظاما فلا أهمية لهذا النظام ولا ضرورة له".

* ابني الوحيد علاء من الفنانة سميحة أيوب هو كل ما خرجت به من الدنيا، وهو منذ طفولته يميل للعلم، وإلى كل ما هو جديد، وأعتبره صديقا وأخا أكثر من كونه ابناً، وعندما نلتقي يبوح كل واحد بأسراره للآخر، فلا توجد بيننا حواجز تمنع التواصل، الاختلاف الوحيد هو نظرة كل منا للمرأة، فتجاربي جعلتني أفكر ألف مرة قبل السماح لها بدخول حياتي، أما أحمد فيرى أنها الحياة التى لا يمكن الحياة بدونها".

وتجدر الإشارة إلى أن علاء محمود مرسي شارك في بعض الأعمال الفنية، ومنها دور كمال المهندس في فيلم "أم كلثوم كوكب الشرق" للمخرج محمد فاضل، الذي يعزف على الكمان ووقعت في حبه أم كلثوم، وكادت أن تتزوجه، لولا أنه هرب منها حتى لا يكون "زوج الست".

ويعمل علاء محمود مرسي حاليا كطبيب نفسي واستشاري في العلاقات الزوجية

* "لا أكره المرأة ولكن لأنني أفهمها أتعامل معها بحذر".

* "الممثل العظيم هو الذي يستطيع اقتحام الدور والخروج منه دون خوف".

* "أحيانا أذهب إلى الاستوديو بمزاج متعكّر، دون تصورات محددة عن الطريقة التي سأنفذ بها مشاهدى، عندئذ يأتي دور زملائي في تنشيط طاقتي، فمثلا عندما كنت أمثل دور "عبد الهادي" في مسلسل "زينب والعرش" كان حسن يوسف ذلك الإنسان الجميل هو ملهمى فى كثير من الأحيان، بتعبيراته وعينيه المعبرتين عن براءة ونقاء الشخصية التي يؤديها، ما أعطاني مفاتيح العديد من المواقف".

* "أقاطع الصحافة توفيرا لطاقتي الذهنية والبدنية".

* "لا أستعيد ذكرياتي كثيرا، فإلى جانب السعادة كانت هناك لحظات كثيرة حزينة وأليمة".

* "معظم الأعمال الفنية المعروضة عليّ سيئة، وعندما قررت أن أختار أحسن السيء وجدت أن جميعه سيء جدا".

* "قاطعت السينما لأنني لا أجد السيناريو الذي يرضيني والقصة التي تشبعني منذ آخر فيلم لي وهو "حد السيف"، الذي لعبت فيه دور المدير العام العاجز عن تدبير النقود لتزويج ابنته، ويهوى العزف على آلة القانون، ويعمل لدى راقصة مشهورة، وكانت الراقصة هي الفنانة نجوى فؤاد منتجة الفيلم".

* "لا أدري سببا لهذا الطوفان من التفاهة في السينما والمسرح والتليفزيون، فالملايين تُنفق على أعمال تافهة، وقد عُرضت علىَّ عشرات السيناريوهات لمسلسلات تليفزيونية بعد مسلسل "لما التعلب فات"، الذي عُرض في رمضان، ورفضتها لأنها تافهة والأدوار هامشية، وآخرها مسلسل "محمد علي الكبير"، الذي كان سيخرجه الراحل حسام الدين مصطفى، وقد عُرض علي دور عمر مكرم، وقرأته فوجدت كل الأدوار هامشية بجانب دور حسين فهمي وهو محمد علي".

* عن رأيه في المطرب الشعبي أحمد عدوية وأغنيته "السح دح امبو": "نعم وماذا في ذلك؟ إنها افضل من معظم أغاني هذه الأيام وأحمد عدوية فنان شعبي حقيقي تخرّج من الحارة المصرية، وأنا أرى أنه يجب أن يكون للحارة أغانيها وللغرز والمقاهي والمواخير والطوائف المختلفة أغانيها أيضا".

* عن محمد هنيدي: "محمد هنيدي ممثل محدود القدرات، ربما يضحك الناس، لكنه غير قابل للتطوير، ولن يصل أبدا إلى مقدرة عادل إمام، وهناك آخرون مثله في القدرات المحدودة، مثل علاء ولي الدين وآخرين لا أذكر أسمائهم، وفيلم الواحد منهم يكلّف ملاليم ويدرّ عليه ملايين، والتفسير الوحيد هو أن طوفان التفاهة طاغ، وعموما أنا لا أشاهد التليفزيون المصري ولا أذهب إلى السينما أو المسرح".