"الهَبــش" ليه حدود يا "عالمي"!

تاريخ النشر: الاثنين، 9 يوليو، 2007 | آخر تحديث: الاثنين، 9 يوليو، 2007

نلاحظ هذه الأيام أن مجموعة كبيرة من أغاني المطربين على الساحة الفنية متشابهه مع كثير من الأعمال الفنية الأخرى سواءً من داخل القطر العربي أو من خارجه.

وكان قد أشار زميلي محمد هلال إلى هذه الظاهرة من قبل من خلال مقال له حمل عنوان "عيني عينك" ، وكشف فيه عن مجموعة كبيرة من أغاني المطربين العرب التي تشابهت بشكل كبير مع أغاني أخرى معظمها أجنبية.

ويبدو أن هذه الظاهرة ستستمر وتستمر وكأنها أصبحت أمر واقع ، فمن الممكن أن تستمع لأغنية لأحد المطربين المصريين وتعجب بها كثيرا وبعد فترة من الزمن تكتشف أن هذه الأغنية لمطرب آخر في الخارج ، ولكن بطبيعة الحال لا يستطيع الفرد العادي أن يتابع الحركة الموسيقية في جميع دول العالم مما لا يتيح له الفرصة لمعرفة المصدر الأساسي لهذه الأغنية.

ولكن هذه المرة الأمر أصبح مستفز أكثر من اللازم ، فلقد استمعت لأغنية الفنان الكبير عادل إمام الأخيرة والتي طرحت في فيلمه الجديد "مرجان أحمد مرجان" الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي ، وفوجئت في نهاية الأغنية بكتابة أسماء المشاركين في هذه الأغنية وهم الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن عمرو مصطفى والموزع طارق مدكور ، وعلى الرغم من أنها نجحت على المستوى الدرامي للفيلم ، إلا انني انتبهت إلى أن هذه الأغنية هي نفس الأغنية التي تغنت بها الفنانة العالمية "شاكيرا" في افتتاح بطولة كأس العالم الماضية 2006 في ألمانيا!!!

وهنا تعجبت .. كيف لملحن أن يكتب اسمه على لحن لأغنية ليست عالمية فقط ، بل وتغنت بها مطربة مثل شاكيرا تُسمع أعمالها في مختلف أنحاء العالم ، وقُدمت هذه الأغنية تحديداً في حفل افتتاح بطولة كأس العالم الماضية ، والذي تابعه مليارات من البشر في جميع أنحاء العالم وبمختلف الأشاكال واللغات لأنه يعتبر الحدث الأكبر رياضيا ، هل توقع الملحن أن الشعب المصري والعربي لن يلاحظوا هذا التشابه في اللحن؟؟؟؟!

كلمات الأغنية بالطبع مختلفة عن الكلمات التي تغنت بها المطربة العالمية وبالطبع التوزيع الموسيقي اختلف بعض الشيء عن الشكل الأساسي للأغنية ، لكن البداية اللحنية للأغنية ، والتي تم التركيز على استخدامها في دعاية الفيلم ، متشابهة لحنيا مع الأغنية الأصلية ، أما باقي لحن الأغنية – للأمانة – مختلف إلى حد ما.

إذن كان من الواجب عدم الانفراد بكتابة اسم الملحن على هذه الأغنية أو على الأقل الإشارة إلى إنها أغنية معروفة وعالمية وأضيفت لها بعض التعديلات لتتماشى مع الطابع الدرامي الذي قدمت من خلاله ، ولكن هذا ما لم يحدث بل على العكس تماما ، اعتقد الكثيرين أنها أغنية جديدة من ألحان "الفنان العبقري" عمرو مصطفى!

وهنا لا يسعني إلا أن أشير إلى أن "الفنان العالمي" عمرو مصطفى – حسب وصفه لنفسه - لم يتقن الـ"إقتباس" هذه المرة ، وأن الأغنية التي استخدم لحنها الأساسي هى أغنية عالمية بالفعل واستمع لها أكثر من ثلاثة مليار انسان على وجه الأرض ، وأنه بالتأكيد سيكتشف حقيقة هذا الأمر "كذا" واحد مصري على الأقل يعني!