فيلم Hidden Figures.. شخصيات منسية من التاريخ تصنع المعجزات

تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 فبراير، 2017 | آخر تحديث:
Hidden Figures

قبل أن تتولى أجهزة الحاسوب المعادلات الخاصة بوكالة ناسا الفضائية كان هناك ما يطلق عليهم "أجهزة الحاسوب الملونة"، وهن عالمات أمريكيات من أصول إفريقية لعبن دورا حيويا في وضع الولايات المتحدة حول المدار الكوني في الوقت الذي كان الصراع محتدًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، على من سيصل إلى الفضاء أولًا.

فيلم Hidden Figures المأخوذ عن كتاب للمؤلفة مارجو شاترلي يحكي قصة 3 من هؤلاء الأبطال المجهولين "كاثرين جونسون، ودوروثي فوجان، وماري جاكسون"، وكيف تعاملن مع هذه المهمة حيث يتطرق الفيلم للتفرقة العنصرية التي كانت سائدة في الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي، سواء من حيث اللون أو الجنس، ويوضح المعاناة التي عاشتها العالمات الثلاث من أجل التمتع بنفس الحقوق والاحترام كزملائهن من الذكور البيض.

يؤكد المخرج ثيودور ميلفي، في فيلمه المرشح لثلاث جوائز أوسكار بدورته الـ89، على فكرة العنصرية منذ بداية الأحداث، فعلى سبيل المثال هناك مشهد يجمع الثلاث عالمات مع ضابط شرطة يعرض عليهن التوصيل إلى العمل، فتعلق إحداهن "ثلاث نساء زنجيات يطاردن ضابط شرطة أبيض على طريق سريع .. انها حقا معجزة" لتعبر بهذه الكلمات عن مدى تفاقم العنصرية والتمييز العرقي في ذلك الوقت.

وتتوالى الأحداث لتسرد قصص العالمات الثلاث في وقت واحد لتتنقل المشاهد بخفة ودون الشعور بملل وتبدأ مع كاثرين جونسون التي تمت الاستعانة بها للعمل مع طاقم الأبحاث الفضائية في الوقت الذي اخفقت وكالة ناسا في الوصول للفضاء بسبب أخطاء في المعادلات، وتدخل كاثرين إلى عالم آخر حيث التوتر الواضح على زملائها في العمل من الذكور البيض الذين ظنوا في البداية أنها عاملة القمامة.

في الوقت نفسه نجد دورثي التي تتلقى أوامر من السيدة فيفيان ميتشيل وترفض طلبها للحصول على منصب المشرف العام لمجموعة الأمريكيات الأفارقة على الرغم من قيامها بمهام المنصب. وقد أظهرت ميتشيل كامرأة بيضاء عدم تعاطفها مع بيئة العمل لهؤلاء النسوة وتكرر قول "في النهاية لديكن وظيفة "؛ لتظهر أن هذا من الطبيعي أن يحدث في ناسا والواقع هنا أن وكالة ناسا هي نموذج مصغر لما كان يجري فعليا في المجتمع الأمريكي آنذاك.

معاناة العالمة الثالثة ماري تظهر أن العنصرية لم تكن قاصرة على السود وإنما على جميع من يختلفون عن السائد، ففي أحد المشاهد المؤثرة يجري حوارا بين ماري ومسؤول في الوكالة حول إمكانية أن تصبح مهندسة، فترد بأنها امرأة زنجية لن تقوم بتحقيق المستحيل، فيعلق هو إنه أيضًا يعاني نفس الظروف كونه يهودي بولندي كاد أن يقتل في سجون النازيين.

مع مرور الأحداث أصبح واضحا للجميع حجم العنصرية، ولكن لم يتوقف المخرج عن الاستمرار في استعراض صورها المختلفة، من منع النساء ذات البشرة السوداء من دخول دورات المياه المخصصة للبيض، وحرمانهم من استعارة الكتب، وغيرها من المشاهد المؤثرة.

ولعبت لغة الجسد دورا هاما للغاية في توصيل الحالة العامة للفيلم حيث نرى كاثرين وهي تدبدب بأرجلها وقت شعورها بالتوتر في بيئة العمل المحيطة بها كما نجد لغة الجسد تظهر بوضوح في مشهد الحوار الذي يدور بين ميتشيل ودورثي امام المرأة حيث تأبي ميتشيل أن تنظر اليها بشكل مباشر وتحدثها من خلال المرآة.

في النهاية، Hidden Figures يقدم رسالة تتجاوز حدود كونه فيلمًا، فهو يلقى الضوء على فكرة الأبطال المجهولين الذين يصنعون الكثير ويتناسهم التاريخ.


اقرأ أيضا

لهذه الأسباب ستفوز فيولا دافيس بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة

هؤلاء هم الأقرب للفوز بأوسكار أفضل ممثل في 2017

تعرف على القناة الناقلة لحفل جوائز الأوسكار الـ 89 في الشرق الأوسط