متى كانت أخر مرة شعرت بالرضا والحيرة في نفس الوقت؟.. اسأل Split

تاريخ النشر: الثلاثاء، 21 فبراير، 2017 | آخر تحديث:
Split

طالما أن المخرج هو مانوج نايت شيامالان فأنت سؤالك سيكون ترى أي حيرة أو مفاجأة يخبأها لي في نهاية الفيلم؟، هل سأكون راضيا بصفة تامة؟، حسنا إن كان البطل هو جيمس ماكافوي فستشعر بالرضا، لكن ماذا عن الحيرة؟ كل ذلك ستجده في فيلم Split.

لكن فيلم Split كان أكثر من ذلك، هدفه الرئيسي كان التركيز على مرض اضطراب الشخصية الانفصامية، ويوصف بوجود على الأقل شخصيتين بارزتين دائمتين نسبيا أو حالة فصام تتحكم بشكل متناوب بسلوك الشخص، وتكون مصحوبة باختلال في الذاكرة للمعلومات الهامة.

لدينا بكل تأكيد طبيبة نفسية في الفيلم، لكن ماكافوي كان عملاقا وتقمص دوره بكل براعة، اضطراب الشخصية الانفصامية يعد من أكثر الأمراض النفسية المثيرة للجدل نظرا لأنه لا يوجد إجماع واضح بخصوص تشخيصه أو علاجه، الأمر الذي يجعلنا أمام شخص لا نعرف إن كان مريضا أم لا، مجرم أم برئ.

ما يقرب من 8 شخصيات في شخصية واحدة قدمها لنا ماكافوي، ونقابله في البداية كشخص المهووس الذي يحتجز 3 فتيات في مكان خفي تحت الأرض.

من المفترض في الفيلم أن ماكافوي يعاني من اضطراب فصامي يجعله لديه 23 شخصية يتنافسون سويا بداخله ويتناقشون ويتعاونون أحيانا.

الحبكة ليست غامضة خاصة مع بداية الفيلم الواضحة باختطافه لـ3 فتيات، مع الوقت يحاولن الاستفادة من شخصياته الجيدة للهروب، ووسط تلك المعركة تظهر شخصية غامضة ومخيفة وعنيفة هي الـ24، وبكل تأكيد فستسعى لهلاك الفتيات.

قوة الفيلم لم تكن في الحبكة أو مفاجأة شيامالان بل على عاتق جيمس ماكافوي وحده فقط، ولحسن الحظ فقد تخطى كل التوقعات وجميع من توقعوا فشله وقفوا يصفقون له عقب انتهاء الفيلم، لأنه أدى بطريقة أكثر من رائعة لكل شخصية على حدا وتمكن ببراعة من فصلهم وجعل المشاهد يلحظ أن شخصياتهم منفصلة متصلة بشكل ما، وكأنه جسد المرض بصورة حية للغاية حتى أنه قد يصيب المشاهد بالتوتر الشديد أثناء المشاهدة.

ماكافوي يقنع المشاهد وكأنه في مبارزة في كل مشهد بأسلوب حديث مختلف لكل شخصية وتعابير وجه مغايرة كليا ومشاعة مختلطة، في كل مرة تظهر شخصية ستعرف أنه لا خوف على ماكافوي إنه يسيطر على الوضع كليا.

على الجانب الأخر كانت هناك مبارزة جيدة في الأداء من قبل أنيا تايلور جوي، لا شك في أن أدائها كان متميزا للغاية لم تكن مضطرة مثل ماكافوي لتقمص كل تلك الشخصيات، لكنها برعت في دورها للغاية وطريقة تفاعلها مع شخصيات "كيفن" المختلفة، وخط شخصيتها القصصي بمثابة تعزيز قوي لحبكة الفيلم ومساندة للغاية لمهمة جيمس ماكافوي الثقيلة.

ربما عاب النقاد على شيامالان أنه كرر نفسه مجددا من خلال حالة الرعب المسيطرة طول الخط لنهاية الفيلم والسرعة في الأحداث وسرعة الكشف عن تطورات الأحداث وتقلباتها، لكنه دائما يحتفظ لنفسه وللمشاهد بسر أو اثنين حتى النهاية، لا شك أنه مخرج موهوب فيما يخص خلق حالة من القلق للمشاهد وجعلهم مترقبين للغاية ويركزون بكامل قوتهم مع الفيلم.

فيما يخص المشهد الأخير من الفيلم، لم ير أحد ما سيحدث أو عرف أن هناك مفاجأة كبيرة للغاية، ولكن بدا الأمر واضحا، فيلم Split نوعا ما يشكل جزء ثانيا من فيلم Unbreakable. في البداية لم ألحظ الأمر شردت للحظة ثم قلت ماذا؟ "جلاس"؟ إنه بروس ويليز وشخصيته الشهيرة "ديفيد دان"، وبطريقة ما رأينا ذلك إنه نفس العالم الذي تم فيه فيلم عام 2000 وبعد 16 عاما، وقد نراه يخرج جزء ثانيا فعليا من Unbreakable لا نعرف بعد لكنها مفاجأة ممتعة بكل تأكيد.

في النهاية ستقف حائرا، ما نوع فيلم Split فعلا، هل هو رعب؟ أم عن علم النفس؟ أم جريمة؟ أم خيال علمي؟ أم فيلم عن شرير حقيقي قوي للغاية، لكن من دون شك ستعرف أنه وبما أن البطل لديه 24 شخصية فأنت أمام فيلم لكل شيء، لكل الشخصيات، عليك أن تشاهد Unbreakable فقط لكي تعرف جيدا أنك ستستمتع بهذا الفيلم حتى أخر لحظة منه.