توفيت الإذاعية والإعلامية الكبيرة صفية المهندس يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز الـ85 عاماً ، وتم تشييع الجثمان من مسجد مصطفى محمود والعزاء سيقام بمسجد الحامدية الشاذلية مساء الجمعة.
وأشارت عدة تقارير إلى أن سبب الوفاة يرجع إلى حالة اكتئاب تعرضت لها الراحلة منذ عدة أيام منعتها من تناول الطعام ليقوم ابنها بإدخالها إلى المستشفى ، وتقارير أخرى تفيد إلى أن الوفاة جاءت إثر غيبوبة دخلت فيها منذ أيام.
وقد ولدت صفية عام 1922 ، وهى الشقيقة الكبرى للنجم الكوميدي الراحل فؤاد المهندس ، وقد بدأت عملها الإذاعي عام 1947 من خلال برنامج "ركن المرأة" والذي كانت تقوم فيه بجمع أحاديث الأديبات المصريات ، واستمرت في تقديمه لمدة أربع سنوات ، وتتلمذت علي يد الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان الشهير بـ"بابا شارو" ، ثم تزوجت به عام 1968.
وقدمت صفية أشهر البرامج الإذاعية مثل "ربات البيوت" و"الخير والبركة" و"المرأة العاملة" ، والبرنامج الدرامي "عيلة مرزوق أفندي" ، كما شاركت بصوتها في أوبريت قطر الندى.
وقامت الإعلامية الراحلة ، التي كانت تلقب بـ"أم الإذاعيين" – بتسجيل 27 حلقة من سيرتها الذاتية لموجة البرنامج العام ، تتناول حياتها منذ أن شبت في حي العباسية ، وعن علاقتها بوالدها زكي بك المهندس نائب رئيس مجمع اللغة العربية ، وكيف كانت لا تجيد النطق في بداية حياتها ، فأصر الوالد زكي بك المهندس نائب رئيس مجمع اللغة العربية علي أن تتعلم اللغة العربية واصلاح حروفها ودخولها كلية الآداب قسم لغة عربية ، وقامت بالاشتراك في فريق التمثيل وتقديم مسرحية باللغة الانجليزية ، ورآها رائدا الاذاعة محمد فتحي وعبدالوهاب يوسف فطلبا منها العمل الاذاعي ، وبالفعل أجرت الاختبار في الاسكندرية تحت إشراف محمد محمود شعبان "بابا شارو" ، ونجحت فيه رغم معارضة أعضاء مجمع اللغة العربية زملاء والدها في ذلك الوقت.
كما تحكي في مسيرتها الأحداث التي مرت بها كأول مذيعة وكيف استنكر أحد قراء القرآن الكريم أن تقدمه امرأة علي الهواء ، وكيف اجهشت بالبكاء خوفا منه ، ولكن الاذاعي عبدالوهاب يوسف طمأنها واقنع القاريء بموهبتها.
كما تحدثت عن دور الاذاعة في ثورة يوليو وعدوان 1956 وأثناء عدوان 1967 ، وقصة انتاج حلقات 'شنبو في المصيدة' بعد نكسة عام 1967 ، ورأي الرئيس جمال عبدالناصر في الحلقات ، وعن علاقتها بشقيقها فؤاد المهندس وقصة زواجها من بابا شارو.
وتقلدت الراحلة خلال مشوارها العديد من المناصب داخل الاذاعة المصرية منها مديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام 1967 ، ثم نائبة رئيس الإذاعة ، وبعده رئيسة للإذاعة – وهى أول امرأة ترأس الإذاعة المصرية - فى الفترة من عام 1975 حتى عام 1982 ، وقد أحيلت إلى التقاعد عام 1982 ، واختيرت عام 1999 عضوا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، ثم عضوا بمجلس الشورى وعضوا بالمجلس القومي للفنون.
*مصادر الخبر "أخبار اليوم" و"الشرق الأوسط".