FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الاثنين، 21 مايو، 2007 | آخر تحديث: الاثنين، 21 مايو، 2007
المخرج فيليب عرقتنجي وندى أبو فرحات - تصوير : محمد ممدوح

حوار : محمد عاشور
تصوير : محمد ممدوح


السينما اللبنانية تعني في بال كثيرين سنواتٍ من الهجرة المصرية لتصوير الأفلام في بيروت ، لا تخرج عن الأزياء الستينية والسبعينية ، أعقبتها فجوة بينها وبين المشاهد العربي عادت بعدها لبنان إلى الشاشات الفضائية في صورة هيفاء وهبي وماريا وجاد شويري ونانسي عجرم ، ليأتي المخرج فيليب عرقتنجي لتغيير الصورة النمطية بعد رحلة أربعين عاماً في أوروبا بفيلمه الجديد "بوسطة" ، وأجري من القاهرة ومع بطلة فيلمه ندى أبو فرحات هذا الحوار مع موقع FilFan.com.


الموقع: هل تأخرت الأفلام اللبنانية في الوصول إلى مصر؟

عرقتنجي: نعم ، ولا أعلم لماذا ، ولكني أعتقد ان الجمهور المصري لم يتقبل وجود أفلام غير مصرية ، تعود أن تسافر السينما المصرية إلى الخارج ، وهو ما أرفضه ، لاعتقادي بضرورة مشاهدة العرب لأعمال بعضهم ، ومهم بالنسبة لنا نحن اللبنانيين أن نخبر العالم أنه لم يعد هناك حرب في لبنان ، وأنا أعلم أن المصريين أكثر الشعوب الذين تفاعلوا معنا في أوقات الحرب وأرسلوا المعونات والمساعدات للبنان ، ولكن لبنان بها شعب يحب الحياة والرقص والغناء وتوجد سينما وثقافة مختلفة ، وليس فقط ثقافة الحرب ، وهذا ما أحاول قوله في "البوسطة" من خلال قصة بها فرحة وبسيطة.

كلمة "البوسطة" هي الأتوبيس أو الباص باللهجة المصرية ، والفيلم من النوع الجماهيري أيضاً ، وتم توزيعه في الخليج واليوم يوزع في المغرب والجزائر وتونس ومصر ، ووصل عدد مشاهديه إلى 140 الف مشاهد في لبنان وحصل على المركز الأول في قائمة الإيرادات عند طرحه ، وأحتل المركز الرابع من ضمن خمس وعشرون فيلم هذا الموسم.

الموقع: هل "البوسطة" سيكون بوابة للأفلام اللبنانية في الأسواق العربية؟

عرقتنجي: البوسطة هو بوابة للبنانيين أنفسهم ليشاهدوا بلدهم ، لأن أبناء لبنان غير معتادين على حضور أفلام لبنانية ، وعند طرحه حقق نجاحا كبيرا ، ففتح المجال لأفلام لبنانية عرضت بعده ، وبالتالي هو بوابة للمشاهد المصري والعربي ، خاصة أن مصر سوق مهمة جدا ، فالشعب المصري يحب السينما ، ولم تعد اللهجة اللبنانية غريبة عليه بفضل الفضائيات ، وأصبح أكثر ترحيباً بلغة سينمائية مختلفة لأن السينما المصرية تنوعت في الفترة الأخيرة ، ولكن في النهاية فأهم شيء في الفيلم قصته ، و"البوسطة" فيلم يكسب حب العالم ليس لأنه فيلم لبناني ، لكن لأنه فيلم جيد.

الموقع: داخل "البوسطة" أو الأتوبيس اجتمعت كثير من التيارات الفكرية والسياسية اللبنانية.

عرقتنجي: كثير من نقاد السينما اللبنانية ناقشوا الفيلم من تلك النقطة ، وبالفعل يوجد في الاتوبيس لبنانيين من كل الطوائف يبحثون ويطوفون حول القرى والضياع لنشر وحدة "الدبكة" القديمة بالحديثة ، وعند عودتهم يتعرفوا ويتصالحوا ، والشباب والبنات الذين يرقصوا مع بعضهم نوعا ما نموذج من المصالحة اللبنانية التي بدأت ومازالت تكتمل ، ولو توجد اليوم مشاكل فالروح اللبنانية في قلب الأتوبيس بالفعل.

الموقع: لماذا ركزت على إيقاع الدبكة أكثر من أغاني المطربين الكبار؟

عرقتنجي: لم تتواجد موسيقى ورقصة الدبكة فقط ، بل يوجد أيضا أغاني وموسيقى أخرى تخرج من شخصيات العمل ، والأغاني والرقصات من الفلكلور اللبناني ، والتي وظفتها ضمن الدراما ، لأن الفيلم ليس موسيقياً أو استعراضياً.

البعض شاهدوا الفيلم وقالوا أنه فيلم سياحي ، لكننا جسدنا قصتنا في بعض الأماكن اللبنانية بطريقة مختلفة ، ومنها قصة الحب بين بطلي الفيلم رودني حداد والمتألقة نادين لبكي وسط مجموعة من الشباب الذين يحاولون الوقف بصدد المهرجان القومي للدبكة وإظهارها بلون جديد لها بأحداث طريفة وجميلة.

الموقع: هل شخصية بطل الفيلم كمال قريبة من شخصيتك؟

عرقتنجي: كمال يشبهني كثيراً ، ولكني لا أشبه كمال ، أنا استوحيت هذه الشخصية من حياتي ، لأني جاءتني فترة وكنت كمال ، وانتقلت شخصيتي إلى طورٍ آخر ، ولذلك تمكنت من الكتابة عنه ، لأنك لا يمكنك الكتابة عن شخص تعيشه ، وعلى الرغم من أن الفيلم يضم شخصيات كثيرة ، لكني شعرت بكمال أكثر لأنه الشخصية الرئيسية بالفيلم.

الموقع: ما الجديد لدى فيليب عرقتنجي؟

عرقتنجي: صورت فيلماً جديداً مع ندى أبو فرحات وجورج حبازن اسمه "تحت القصف" ، وتدور القصة عن امرأة تبحث عن ابنها أثناء الحرب وبعدها ، وأحاول تقديم اختلاف تام عن السينما العربية الاعتيادية والعالمية فيه ، وهو انتاج فرنسي إنجليزي عربي ، وصورته أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان الصيف الماضي وبعدها ، لذلك فهو فيلم حرب حقيقي وصعب وأسود ، يتحدث عن آثار الحرب بالجسم والشخص.

فأنا بعد الحرب الأخيرة أدركت أني صرت خبير بأحاسيس الحرب ، فأنا أعيش في حروب من سن عشر سنوات ، وصحيح أني أحب الحياة وأخرجت "البوسطة" لأثبت أن الحياة موجودة في لبنان ، إلا أني أردت إخراج فيلم عن الحرب وهي تعني الموت ، وهو عمل إيجابي نوعا ما وبه أجعل غيري يشعر بما عايشناه.

الموقع لندى أبو فرحات: إذن فستمثلين مع عرقتنجي من جديد؟

ندى: نعم أنا سعيدة بالفيلم الجديد جداً ، فشخصيتي في "تحت القصف" مفعمة بالأحاسيس ، والعمل به صور عن الحرب ، وكنت بحاجة للتعبير عن كيفية وكمية الحزن بهذا الشعب ، وعرقتنجي لديه نفس الرسالة مثل كل المشاركين بالعمل ، لذلك وجدت نفسي مشدودة لهذا العمل منذ قراءته ، وشعرت بشخصية زينة التي أجسدها ومعاناتها.

الموقع لندى: ولكن لماذا تأخر ظهورك في السينما المصرية؟

ندى: أحببت أن أخرج من لبنان بعمل يشاهده العالم ، ليتعرف صناع السينما علي من خلال بلدي ، وهذا لا يعني رفضي للعروض المصرية ، شريطة أن يكون الدور مناسب لشخصيتي.

الموقع لندى : وهل تتوقعين انهيال العروض السينمائية عليك بعد عرض "البوسطة" في مصر؟

ندى: ليس لهذه لدرجة ، لأن مصر بها الكثير من النجمات ، ولكل منهن ميزتها ، أتوقع أن تكون خطواتي متقاربة ، والمهم أني أخذت الخطوة الأولى وعرفتهم على فني.

الموقع لندى: وكيف كان استعدادك لفيلم "البوسطة"؟

ترد ندى بتلقائية ضاحكة: بفرح لأني أحب الرقص والغناء ، وأحببت هذا الدور لأنه بمثابة صدمة ترفيهية للجمهور ، وهذا ما حدث ، وقد تدربنا شهرين ونصف مع نشار كراك الله ، وكانت الحركة تخلق داخلنا حيوية ، ومع التعب كان هناك فرح ومرح ، خاصة أن "فولا" التي جسدتها شخصية مميزة.