إسلام مجدي
إسلام مجدي تاريخ النشر: السبت، 7 يناير، 2017 | آخر تحديث:
Sherlock

أخيرا وبعد غياب دام لثلاثة أعوام عاد إلينا مسلسل Sherlock في موسمه الرابع بعد حلقة استثنائية في العام الماضي، ولا شك أن حلقة الأول من شهر يناير للعام الجاري شهدت العديد من الأحداث والكثير من التطورات.

الشيء المميز والذي يخص مسلسل "شيرلوك" أنه حينما يغيب لفترة طويلة ويجعلنا نتشوق لحلقة منه أنه يعوض ذلك بحلقة قوية للغاية وما حدث في أول حلقات الموسم الرابع لم يكن مختلفا.


لنراجع سويا أحداث الحلقة الأولى من الموسم الرابع

"موعد في سامراء"

حسنا بداية الحلقة الحقيقية كانت بقصة "موعد في سامراء" الشهيرة عن التاجر الذي حاول خداع الموت في محاولة بائسة للهرب من قدره فرحل بعيدا إلى مدينة "سامراء" وفور وصوله وجد نفسه أمام الموت، وتقبل قدره وقرر الاستسلام، وعند سؤاله لما تفاجأ برؤيته في سامراء، أجاب الموت، ظننت أن لدينا موعدا في بغداد.

القصة كانت إسقاط جيد على أحداث الحلقة، ربما لم يستمتع بها "شيرلوك" قط لكن هذا ما حدث، المسلسل ربط في البداية ما حدث في نهاية الموسم الثالث مع محاولة "موريارتي" للهرب من الموت ثم حلقة 2016 المنفردة والتي أكدت موته، لكن في بداية الحلقة الأولى لهذا الموسم اقتنع "شيرلوك" أن هناك إرثا خلفه "موريارتي" وفخ جديد لن يتمكن من الهروب منه بسهولة.

حالة الضغط تلك تعامل معها "شيرلوك" بطريقته الفريدة ولا أحد أبرع من بيندكت كامبرباتش في نقل تلك الحالة إلى المشاهد، تجاهل ما يقال حوله وتحدث مع "فيفان" وسخر من شقيقه.

ثم دخلنا لأول أحداث الحلقة والسؤال من "موريارتي" هل اشتقت إلي؟ ثم انهمك "شيرلوك" في حرب خاصة مع الرسائل النصية عبر هاتفه، كل ذلك حتى وصل "ليستراد" بقضية جديدة لرجل غني تلقى مكالمة من ابنه بأنه في التبت ويرغب في أن يصور له غرضا على سيارته لكن بعد أسبوع وجده ابنه ميتا في السيارة بعد حادثة من سائق مخمور.

ببراعته "شيرلوك" تمكن من حل القضية ولكنه وجد واحدة جديدة، تحطم "تمثال" تاتشر وهي القضية الرئيسية للحلقة، في البداية تشتت كثيرا بـ"موريارتي" لكنه اكتشف أن كبريائه منعه من رؤية الحقيقة أسفل أنفه.

الأحداث تصاعدت في الحلقة بصورة تصاعدية ووتيرة معتادة من المسلسل المتميز المرور بالقضايا الصغيرة ثم التقاط طرف الخيط والسير حتى نهايته وللأسف لم تكن نهاية الخط فقط.

وداعا "ماري"


"ماري" و"واتسون" أصبح لديهما "روزموند" لكن الأهم الحلقة كشفت لنا تفاصيل أكثر عن ماضيها وقادنا ذلك لسر أكبر وأعمق من مجرد تاريخها، والسؤال الأكر هل خانت العميلة "ر" مجموعتها؟

معدل الكوميديا في الحلقة انخفض تدريجيا دون أن يدري المشاهد حتى ظهر لدينا العديد من العقد والأداء القوي من أبطاله، الجميع خرج من المنطقة الدافئة الخاصة به، "شيرلوك" عليه أن يفي بقسمه، و"ماري" تسعى لحماية عائلتها، ثم "واتسون" المشتت.

لنصل إلى مشهد الحلقة الأهم مقتل "ماري" على يد المرأة التي تسببت في الخيانة الفعلية لمجموعته السابقة، تلقت الرصاصة بدلا من "شيرلوك" لحمايته.

لكن أهم ما في المشهد والفكرة واضحة للغاية، أن ما قتلها فعليا وهي التي ظلت طوال الحلقة تهرب من "آيه جي"، لم تمت بسبب شيء فعلته، بل لغرور "شيرلوك" وعجرفته جعل السكرتيرة ترتكب تلك الجريمة الأخيرة وتفاجئه، لتضحي بنفسها وتعادل معه النتيجة بعدما حاولت قتله سابقا.

لم ينتهي الأمر في تلك الحلقة عند ذلك الحد بغض النظر عما قدمته من منحنيات وتطور في الأحداث وتقديم مشاهد مختلفة للمشاهد، لكن "واتسون" حاليا في حالة انهيار تام تلك الشخصية قد لا تتمكن أبدا من العودة إلى ما كانت عليه، رؤيته لزوجته تموت بين يديه، حسنا هذا يسمى طريق الانهيار.

مشهد وفاة "ماري" درامي من الطراز الكلاسيكي المشهد المعتاد لكنه ولسبب غريب سيؤثر فيك، رأينا ذلك المشهد في مسلسلات مختلفة، لكن ذلك المشهد كان قويا ومختلفا ويمنح الحلقة نقاطا أكثر.

كلمات "شيرلوك" تجاه السكرتيرة ربما كانت قوية للغاية بهدف دفاعه عن "ماري" لكن في نفس الوقت عجرفته دفعته أكثر للاستمرار وكلفه ذلك حياة الأخيرة، تلك ضربة قوية وخيانة لقسمه لـ"واتسون".

"شيرلوك" أخطأ بشدة في هذه الحلقة لكن من تصور أن يراه يعترف بذلك على الرغم من عجرفته وغروره ها هو يفعل، على الجانب الأخر انهيار "واتسون" ليس لأنه فشل بدوره في حماية زوجته، لكن لقد كان يخونها، وأخيرا "ماري" وجهت قضية لـ"شيرلوك" بأن يحمي زوجها ويساعده فهل يتمكن؟

ربما لا تكون تلك أفضل حلقة على الإطلاق يقدمها "شيرلوك"، لكن تلك الحلقة قد أعدت لنا أرضية جديدة ولعبة أخرى أكبر بكثير ستبدأ بين الجميع، ولا يوجد أحد بإمكانه الفوز فيها تلك هي القواعد الجديدة بموت "ماري"، الحلقة وإن لم تكن الأفضل إلا أنها مرضية إلى حد كبير، لذا علينا أن ننتظر الحلقة المقبلة لنرى كيف ستستمر قصتنا.