فيلم Collateral Beauty..فكرة لامعة أفسدتها المعالجة الساذجة والتنمية البشرية

تاريخ النشر: الخميس، 15 ديسمبر، 2016 | آخر تحديث:
Collateral Beauty

جذب فيلم Collateral Beauty الجميع منذ طرح الإعلان الدعائي الأول في شهر سبتمبر الماضي، وبَدَا مثيرًا للانتباه؛ يضم مجموعة من أشهر ممثلي هوليوود، كلًا منهم يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة ويثق محبيه في اختياراته.

نحن هنا نتحدث عن ويل سميث وهيلين ميرين وكيت وينسلت وإدوارد نورتن، وكيرا نايتلي، إلى جانب المخرج ديفيد فرانكل الذي قدم عدد من الأفلام الجيدة حظيت باستحسان جماهيري مثل The Devil Wears Prade وMarley & Me.

والقصة التي ظهرت ملامحها في الإعلان تحمل الكثير من الأفكار الفلسفية التي تشغل الجميع، يقول ويل سميث: "نحن هنا لنتواصل معًا... فالحب، والوقت، والموت، هذه الأشياء الثلاث تجمع كل البشر اللذين يعيشون على الأرض، فنحن نشتاق للحب ونتمنى أن يكون لدينا المزيد من الوقت، ونخشى دائمًا الموت".

هذه الفكرة الإنسانية التي بدت لامعة، ضاعت بين المعالجة الساذجة وسطحية الشخصيات التي كتبها ألان لوب. ومع مرور أول عشرين دقيقة بالفيلم سيكون من السهل توقع معظم الأحداث والخطوط الدرامية المتعلقة ببعض الشخصيات.

بالإضافة إلى أن الجمل الحوارية التي دارت بين الأبطال، تشبه في بعض المشاهد ما يكتب في كتب التنمية البشرية وما تتضمنه من جمل مأثورة تحفزك على مواصلة الحياة وعدم اليأس. بالطبع هذا الأسلوب يعد منطقيًا عندما نقرأ هذه النوعية من الكتب، ولكن لا يصح أن يتم الاعتماد عليه في كتابة الأفلام الدرامية التي تحاكي الواقع.

يقدم ويل سميث في Collateral Beauty دور "هاورد"، رجل الأعمال الناجح الذي فقد ابنته الوحيدة، منذ عامين، لكنه لا يستطيع استعادة توازنه أو التعامل مع حقيقة موت صغيرته البالغة من العمر 6 سنوات، فيشرع في كتابة ثلاث خطابات يوجهها إلى الحب والموت والوقت. ونظرًا لإهماله شركته وعمله، يقرر أصدقائه (وايت/إدوارد نورتن، وكلير/كيت وينسلت، وسايمون/مايكل بينا) أن يتحالفوا ضده لكي يبعدوه عن الشركة ومجلس إداراتها.

وهنا تأتي فكرة لـ"وايت" وهي أن يستعينوا بممثلين لتجسيد ثلاثية الحب والموت والوقت، كي يتحدثوا مع "هاورد" فيظهر كأنه فقد عقله ويتواصل مع أشخاص غير حقيقيين. تجسد كيرا نايتلي "الحب"، وهيلين ميرين "الموت"، وجاكوب لاتي مور "الوقت". يضطر الممثلون لقبول الاتفاق مقابل مبلغ من المال يحصلون عليه كي يتمكنوا من إنتاج مسرحية خاصة بهم.

بالطبع نعرف بمرور الأحداث أن أصدقاء "هاورد" مثله يواجهون أزمات في حياتهم ويبحثون عن نفس ما يبحث عنه، بل أنهم بحاجة لهؤلاء الممثلين ونصائحهم أكثر منه. "وايت" على سبيل المثال، لديه أزمة مع ابنته ويشعر أنها لا تحبه، و"كلير" تتمنى أن تنجب طفلًا قبل مرور الوقت، أما "سايمون" يعاني من مرض يهدد حياته ويعرضه للموت.

في الثلث الأخير من الفيلم، يتمكن ألان لوب من مفاجئتنا بعض الشيء بالدور الذي تلعبه "ناعومي هاريس" في القصة وتأثيرها علي مجريات الأحداث عن طريق Plot Twist أو حبكة ملتوية لم نتوقعها في البداية، لكن هذه المشاهد الأخيرة لا تخلو من إقحام اسم الفيلم ومعناه في أكثر من موقف على لسان الأبطال، لبلورت الهدف وتمهيد الطريق للنهاية التقليدية.

المناخ العام الذي تدور فيه أحداث الفيلم لا يتسم بالترابط، وفي الوقت الذي نشاهد فيه قصص درامية من المفترض أنها مؤثرة وتقدم صراعات إنسانية، إلا أنه من الصعب أن تتأثر بأداء الممثلين كلية وتشعر بالمرارة والفقدان، وباستثناء بعض المشاهد التي تميز فيها كلًا من ويل سميث وناعومي هاريس، فجميع الممثلين قدموا أداء باهت كأنهم يجسدون أدوار في فيلم من نوعية أفلام الكوميديا الرومانسية، التي تشتهر بها السينما الأمريكية.

وكان من الأفضل أن يتم التركيز على القصة الأساسية المتعلقة بالأب وابنته والجلسات والاجتماعات التي يحضرها لاستعادة توازنه وقدرته على مواصلة الحياة، وتأثير ظهور الحب والموت والوقت في حياته بصورة أعمق، بدلا من الدخول في قصص فرعية أفقدت الفيلم الكثير من قيمته.

يتناسب موعد طرح الفيلم مع أجواء الكريسماس التي تشغل مساحة كبيرة من كادراته وتكوين صورته. ويمكن مشاهدته مع حلول موسم الأجازات، لكن لا تتوقع أن ينتابك الانبهار والحماسة التي شعرت بها أثناء مشاهدتك للإعلان الدعائي.

اقرأ أيضًا:
ويل سميث: هذا الفيلم ساعدني على التعامل مع وفاة والدي

في عيد ميلاده الثامن والأربعين..10 معلومات قد لا تعرفها عن ويل سميث

بالفيديو .. ويل سميث ينفذ وصية محمد علي كلاي ويحمل نعشه