أمل مجدي
أمل مجدي تاريخ النشر: الخميس، 8 ديسمبر، 2016 | آخر تحديث:
يسري نصر الله

يعد يسري نصر الله واحدًا من أهم صناع السينما في مصر، عُرف عنه تقديمه للمشكلات السياسية والاجتماعية التي تعيشها بلاده في أفلامه المختلفة والتي منها؛ "باب الشمس" إنتاج 2004، و"جنينه الأسماك" عام 2008، و"بعد الموقعة" الصادر عام 2012 الذي يعد تأملًا في ثورة ميدان التحرير.

فيلمه الأخير "الماء والخضرة والوجه الحسن"، الذي يعرض في مهرجان دبي السينمائي ضمن عروض قسم "ليالي عربية" وشارك في وقت سابق بمهرجانات تورنتو ولوكارانو، يعد فيلمًا كوميديًا يتناول حياة عائلة من الطباخين تعمل على تحضير الطعام لحفل زفاف في قرية مصرية صغيرة.

هذه مقدمة حوار المراسل الصحفي نيك فيفارلي، مراسل مجلة Variety بمهرجان دبي السينمائي في دورته الـ13، مع المخرج المصري يسري نصر الله، الذي يترأس لجنة تحكيم مسابقة "المهر الإماراتي". ويتطرق الحديث إلى انتقال نصر الله لتقديم أفلام تبدو أكثر خفة وكوميدية في ظل الوضع المصري الراهن.

شعار هذا الفيلم: "أنت لا تحتاج إلى السياسة لتصنع فيلم سياسي، فالحب والسعادة والجمال والطعام أمور جادة بما فيه الكفاية"، إذا فمن الواضح أنه أكثر من فيلم مرح يعبر عن الطباخين في الريف.

في عام 1995 أخرجت فيلمًا يحمل اسم "صبيان وبنات" يتحدث عن ظاهرة الحجاب، وكان بطله باسم سمرة الذي عرفني على عائلته في الريف المصري، فهم كانوا طباخين ويتمتعون بالكثير من المرح والفكاهة، ولقد أبهروني لأنهم يعيشون الحياة التي أحبها.

لهذا شرعت في كتابة السيناريو لكنه كان سياسي جدًا، وكنا آنذاك قبل الثورة حيث كانت الدولة تسيطر على كل ما هو سياسي، ولم أرغب في صناعة فيلم من هذا المنظور، فاضطررت لتأجيله، وكنت كلما أفرغ من فيلم أخرجه أحاول البدء مرة ثانية في سيناريو "الماء والخضرة"، ثم أتركه مرة ثانية.

وأخيرًا قررت أن أخرجه، ولكن لم يكن هناك الكثير لأقوله من الناحية السياسية حول الوضع في مصر ومدى صعوبته، فكان على أن أعود للاحتياجات الأساسية، وفكرت في الأشياء التي حركت الناس في عام 2011 "عيش، حرية، كرامة"، وهذا ما يدور الفيلم حوله.

حدثني عن تجربة العمل مع أحمد عبد الله، المعروف عنه أنه واحد من كتاب السيناريو الذين تحقق أفلامهم نجاحًا في مصر.

صحيح أنه كاتب سيناريو تحقق أفلامه نجاح تجاري، لكن كتب عدد من الأفلام التي أحبها مثل فيلم "الفرح"، كما أنني لا أصنف المؤلفين على أساس تجاري أو غير تجاري، وإنما الأهم الذكاء والموهبة، فهو جيد في رسم العديد من الشخصيات والتعامل معها، وكانت مساهمته في الفيلم متعلقة بكتابة الحوارات ومناقشة الجزء الأخير من الفيلم معي، والتي غيرتها في النهاية.
هو كاتب لديه حس فكاهي عالي ويتمتع بسرعة البديهة، والعمل معه كان ممتعًا. ولكن معظم الفيلم بما في ذلك الفرح، أنا الذي كتبته، فأنا طباخ وأعرف ماذا أقول عندما يتعلق الأمر بالطهاة.

أنت صانع أفلام عربي ولديك جمهور في العالم العربي وأيضًا متواجدة على الساحة الدولية يبدو أن هذا أمر صعب، هل يشغلك الأمر؟

كان الأمر صعبًا في البداية، لكن أنا أعمل في هذا المجال منذ 30 عامًا، ومازالت أحاول التعامل مع هذه المعادلة، على سبيل المثال في "مرسيدس" إنتاج عام 1993، نال الفيلم رواجًا دوليًا لكن لم يحقق نجاحًا عند عرضه في مصر، ومع ذلك يعتبر الفيلم في يومنا هذا من الأفلام المفضلة لدي الشباب الذين تمكنوا من فهمه حقًا.
وأؤكد لك أنني لن أعرض على منتج فكرة أو موضوع أتوقع عدم نجاحه وخسارته مادياً. ففي هذا الفيلم راهنت المخرج محمد السبكي، ووافق عليه بسبب الزفاف والاستعراضات التي فيه، ولقد كان تجربة ممتعة.

اقرأ أيضًا:
"الماء والخضرة والوجه الحسن" ليسوا كافين لصناعة فيلم قوي

رسالة لوكارنو السينمائي(4)- "الماء والخضرة والوجه الحسن".. يسري نصر الله يصالح السينما الفنية والتجارية

ليلى علوي بعد عرض "الماء والخضرة والوجه الحسن": سعيدة بأراء الصحفيين وأنتظر رأي الجمهور