Arrival.. كيف تقدم فيلما يستند على أفكاره الخاصة ويتعمق بك في أحداثه

تاريخ النشر: السبت، 3 ديسمبر، 2016 | آخر تحديث:
Arrival

كوكب الأرض يدخل في فوضى كبيرة بعد ظهور سفن فضائية في سماء مدن مختلفة حول العالم، تلك التيمة التي رأيناها في أكثر من فيلم وقصة خيال علمي ربما مللنا منها فما الذي يجعلك متميزا عن غيرك؟ إنه السؤال الوجودي الذي ستجد له عددا لا ينتهي من الإجابات.

إذا، الفضائيون يطرقون بابك ويطلبون الحديث فماذا ستفعل؟ وكيف ستتفاعل مع هذا الحدث؟ إنه بالضبط ما قدمه لنا فيلم Arrival من بطولة إيمي أدامز، التي حاولت أن تتحدث معهم في فيلمنا هنا.

إن أردت تناولنا حديثا وفكرة جديدة عن أفلام الخيال العلمي بشكل عام وعن تيمة السفن الفضائية التي تغطي سماء عدة مدن في الكوكب فعليك بمشاهدة هذا الفيلم للمخرج دينس فيلينوف.

أيضا إن كنت قد شاهدت فيلم Sicario فأنت تعلم جيدا ما نتحدث عنه هنا، فدينس منح حرب المخدرات والحكومة بعدا أخرا بطريقة رائعة للغاية وهو ما قدمه أيضا في فيلمنا هنا.

ستشعر ولو للحظة أنك أمام فيلم كيانو رييفز The Day the earth stood still لكنك مخطئ بكل تأكيد، بطريقة إبداعية نرى الفضائيين يرغبون في الحديث في أول تواصل فعلي معهم، إضافة لعمل الخيال، كل 18 ساعة الصدفة تفقس أكثر وتقترب أكثر.

بطلة الفيلم خبيرة ميدانية دفعت للتعامل معهم بواسطة الجيش، دكتور "لويس بانكس" لا يوجد في حياتها سوى العمل يظهر أمام باب منزلها كولونيل "ويبير" أو فورست وايتكر" الذي يطرق بابها ويطلب منها أن تساعد الجيش في ترجمة أصوات قادمة من الفضائيين قد وصلوا للتو للكوكب.

ثم بعد ذلك نرى "إيان دونيللي" عالم من الجيش أو جيرمي رينير والذي يفترض أنهم مثيرين للمشاكل في المقابل تقترح "لويس" التواصل معهم فيشير "ويبر" إلى أنهم متواجدون فعليا لهذا السبب من الأساس.

على الهامش هناك سر غير معروف لأي شخص مأساة تخص دكتور "لويس" هناك طفل مفقود بسبب السرطان، ومحاولتها للتواصل مع الفضائيين سببت ألما بسبب إلقاء الضواء على أصداء ذاكرتها.

فيلينوف لم يكن مثل ستيفن سبيلبرج، حله للغة التحدث والتخاطب مع الفضائيين كان حرفيا وليس رمزيا، هم يستعملون شفرة و"لويس" ترى أنها قادرة على حلها، الأمر نابع من الحدس الدائم لدى الأشخاص الأذكياء، العفوية قادتها للوصول لطريقة للتواصل مع زوار الكوكب.

الآن المرحلة الثانية حالة من الذعر بين البشر قبل التواصل مع الفضائيين والخوف الدائم من المجهول، والتساؤل هل أتوا بسلام أم لا؟ الفيلم يستشهد أيضا بنتيجة زيارك كابتن كوك للاستراليين الأصليين في القرن الـ18، لكنه لم يذكر ما حدث من مشاكل مع الأفارقة أو الهنود الحمر.

ما يشي لنا بكل شيء هو التواصل في مراحله الأولى مع الفضائيين، وكيفية التحول من نظيرة المؤامرة والهلع الكبير إلى فيلم خيال علمي يتحدث عن العلاقة بين الإنسان والفضائيين وسبل التعاون بينهم مثلما حدث في فيلمنا هذا، فيلينوف لم يحبط المشاهد أبدا وعده بفيلم خيال علمي وقد كان وجبة دسمة لمن أتى من أجل ذلك النوع فقط، لكن من ظن أنه فيلم قتال بين الإنسان والكائنات الفضائية وما غير ذلك من الأمور فقد حجز تذكرة الفيلم الخاطئ.

كان لدينا مناطق عسكرية وسفن فضائية وفضائيين ولغة غريبة وحتى البدلات العازلة، إنه اختبار من نوع خاص للمشاهدين وليس أبطال الفيلم، فيلينوف كان يخاطب المشاهد ويقدم وجبته كاملة له بكامل أركانها.

تجربة خاصة من نوع فريد وتحد خاص، هل يمكنك التحدث بلغة لم تعهدها يوما؟ ماذا إن أتوا بسلام لكنك لم تفهم ذلك؟ ماذا إن احتاجوا هم لمساعدتك؟ كمشاهد ترتعد من اللحظات التالية لكنك تنكر أنه فيلم خيال علمي بحت لا يوجد به الكثير من الدماء.

وبطريقة ناعمة تحرك المخرج من بين الخيال العلمي ليركز على السياسة ولو للحظات والخيانة البشرية، القصة كانت لها أكثر من بعد وأكثر من طريقة تنتقل من خلالها بين الحقيقة والخيال، منذ بداية الفيلم وهو يحضرنا لكل مشهد سنراه في اللحظة التالية.

الفيلم يعد مخاطرة كبيرة للغاية تخيل أن يخبرك أحدهم أنك ستشاهد محادثة مع الفضائيين؟ هكذا قد يكون الانطباع السطحي عن الفيلم لكن بكل تأكيد لم يكن حول هذا الأمر فقط شاهده مرتين لتحكم عليه واقرأ السطور الماضية جيدا الفيلم حبكته كانت رائعة للغاية، إيمي أدامز تألقت في ذلك الدور وقدمته بطريقة رائعة، إنه تناول مختلف لفيلم يقف مستندا على قوة أفكاره الخاصة وجودته الخاصة، ويتعمق بك في أحداثه استنادا على ما يقدمه في لحظاته.