محمد عاشور
محمد عاشور تاريخ النشر: الأربعاء، 18 أبريل، 2007 | آخر تحديث: الأربعاء، 18 أبريل، 2007
شرين مازالت في صدمة بعد سماع الخبر

كان خبر وفاته بمثابة صدمة قوية لكل المحيطين به من الأقارب والأصدقاء ، كما كان صدمة للجمهور المصري الذي عشقه وعشق أعماله ، مما دفع العديد منهم لحضور جنازة نقيب الموسيقيين حسن أبو السعود وتوديعه للمرة الأخيرة.

"الصدمة" التي إعتلت وجوه الحاضرين كانت هي القاسم المشترك الواضح بين الجميع ، لدرجة ألجمت ألسنة العديدين ، ولم يستطع الكثير منهم أن يتحدث مع أحد أو يدلي بأية تصريحات حول تأثير الخبر عليه ، تاركين دموعهم تروي ما عجزت ألسنتهم عن التعبير عنه.

ويرجع هذا الشعور إلى أن معظمهم الحاضرين شاركوه آخر سهراته التي إمتدت حتى السابعة من صباح يوم رحيله ، أي قبل وفاته بما لا يزيد عن ثلاثة ساعات ، وهم يناقشون معه تفاصيل حفل عيد ميلاده المنتظر اليوم الأربعاء.

وقد يكون هذا هو الذي دفع الكثيرين لإستنكار الخبر وإعتباره مجرد "دعابة سخيفة" أطلقها البعض ، إلا أن الواقع جعلهم في حالة صدمة إستمرت طوال فترة الجنازة.

وبعدها يأتي المشهد التالي نقل جسمانه من منزله إلى مسجد المدينة المنورة في حي المعادي ، حيث إجتمع أهله وأصدقاءه ومحبيه لآداء صلاة الجنازة على روح الفقيد ، لنجد حشود من الجماهير خارج المسجد في إنتظار إقامة صلاة العصر ، وللمشاركة في صلاة الجنازة على الموسيقار الراحل.

ومن الشخصيات البارزة التي حضرت الجنازة كل من ممدوح الليثي نقيب المهن التمثيلية ، والمنتج نصر محروس والموسيقار هاني مهنى والفنان الكبير وصديق عمره أحمد عدوية ، والشاعر الكبير بهاء الدين محمد ، والمايسترو سليم سحاب والمايسترو حسن فكري ، والفنان فتوح أحمد والملحن حسن أش أش ، ومن المطربين كل من عصام كاريكا ومصطفى كامل وسعد الصغير والمطرب الشاب هيثم شاكر.

وبعد أداء صلاة الجنازة توجه الجميع إلى مدافن "الوزير" المخصصة لعائلته في منطقة السيدة زينب ، والتي شهدت تجمع عدد كبير من محبيه ، وضمت عدد آخر من الشخصيات البارزة منهم نقيب الفنانين أشرف زكي والملحن محمد ضياء والمطربة الشابة شرين عبد الوهاب التي ظهر عليها الإنهيار التام من وقع الخبر.

وخلال الدفن فوجئ الجميع بإنهيار تام للمطرب الشاب هيثم شاكر ، حيث إنفرط في البكاء والنحيب ، خاصة أنه كان يعتبر أبو السعود أباً روحياً له ، بينما وقف في ثبات النجل الأكبر للفقيد ، الشيخ علي حسن أبو السعود ، يتلقى العزاء في والده راضيا بقضاء الله ، إلا أن هذا لم يمنع ملامح التشتت والتخبط من الإرتسام على وجهه.

وبعدها بدأ الجميع في الإنصراف ، مودعين حبيبهم الغالي ، ومنهم من عاد من حيث أتى ، ومنهم من ظل واقفاً في مكانه من وقع الصدمة عليه ، ليظل شاهداً على نهاية مشوار طويل لفنان كبير أحب الجمهور أعماله ، وأحب الموسيقين ووقف بجانبهم ، وأحبه كل من عرفه لعطفه الدائم ومساندته القويه لهم في كل وقت ، ولا يسعنا هنا إلا أن نقول "إن لله وإن إليه لراجعون".