لماذا نجحت مسلسلات نجيب محفوظ المأخوذة عن روايات له وفشل بعضها

تاريخ النشر: الثلاثاء، 30 أغسطس، 2016 | آخر تحديث:
نجيب محفوظ

تمر اليوم الثلاثاء 30 أغسطس الذكرى الـ10 لرحيل الأديب المصري نجيب محفوظ االفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1988، وله العديد من الروايات التي تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية.

يمكن تقسيم أعمال نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى أعمال تليفزيونية إلى 3 فئات:

الأولى: أعمال سبق تقديمها سينمائيًا وأعيد تقديمها تلفزيونيا بهدف استغلال نجاح الفيلم السينمائي أو تقديم رؤية مغايرة لما قدمه الفيلم.

الثانية: أعمال تم تقديمها تلفزيونيا في البداية ثم أعيد تقديمها في فيلم سينمائي.

الثالثة: أعمال تم تقديمها لمرة واحدة تلفزيونيا ولم يتم إنتاجها سينمائيا، وهي الأكثر عددا.

وفي أغلب روايات نجيب محفوظ التي سادت بها المشاهد الجنسية كان من الصعب تقديم مثل هذه المشاهد تلفزيونيا، فكان الاستعاضة عنها بالتلميح أو الحوار أو الحذف كلية بما كان يخل أحيانا بهدف الرواية، وكذلك في الروايات ذات الأفكار الفلسفية التي تتعلق بمسألة الإلحاد أو الإيمان التي طالما شغلت محفوظ في كل أعماله الروائية.

ومن بين العديد من الأعمال الروائية لنجيب محفوظ التي تم تحويلها لمسلسلات تلفزيونية يمكن تناول بعض هذه المسلسلات التي تعبر بشكل ما عن هذه الفكرة.

1) مسلسل "بين القصرين"

سيناريو وحوار: محسن زايد، إخراج: يوسف مرزوق
بطولة: محمود مرسي، هدى سلطان، صلاح السعدني، كمال أبو رية

يقدم محمود مرسي أداء عظيما ولا يقل أبدا عن أداء يحيى شاهين في العمل السينمائي يساعده في ذلك السيناريو المحكم والفهم القريب لما قصده نجيب محفوظ بعيدا عن سطحية سناريوهات حسن الإمام في الأفلام المأخوذة عن ثلاثية محفوظ، وولعه الدائم بعالم الراقصات والعوالم.

2) مسلسل "قصر الشوق"

سيناريو وحوار: محسن زايد، إخراج يوسف مرزوق
بطولة: محمود مرسي، هدى سلطان، صلاح السعدني، معالي زايد

في الجزء الثاني يعطي محسن زايد المساحة للقصة الرئيسية في الثلاثية "كمال وحبه لعايدة"، لكن الأداء السيء للوجه الجديد أسامة طه يفسد الأمر.

ويعطي ما هو أكثر من التلميح الذي ذكره الفيلم عن إلحاد كمال بعد أزمته، وحتى إنه يشير في مشهد مطول للحوار الذي دار بينه وبين والده عن مقال له عن نظرية التطور ونشأة الإنسان.

3) مسلسل "اللص والكلاب" 1998

سيناريو وحوار: محمد أبو العلا السلاموني، إخراج: أحمد خضر
بطولة: رياض الخولي، بهاء ثروت، عبلة كامل، رانيا فريد شوقي

تعتبر رواية "اللص والكلاب" من أوائل روايات نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، بل أنها تم تحويلها مرتين.

الأولى في الفيلم الأشهر والذي حمل نفس الاسم وكتب له السيناريو كمال الشيخ وصبري عزت، وأخرجه كمال الشيخ، ومن بطولة شكري سرحان، شادية، كمال الشناوي، وتم عرضه لأول مرة في 12 نوفمبر 1962.

أما الثانية فكانت تحت اسم "ليل وخونة" وتم إنتاجه عام 1990، وكتب له السيناريو أحمد صالح، وأخرجه أشرف فهمي، من بطولة نور الشريف، محمود يس، شهيرة، صفية العمري.

والمعروف أن محفوظ قد استوحى هذه الرواية من حياة السفاح "محمود سليمان" والذي اشتهر في الستنيات بقتل زوجته ومحاميه ثم آخرين.

وناقش فيها محفوظ في رمزية واضحة فكرة العدالة والقانون، وهل يمكن حقا تطبيق العدالة بمحاولات فردية أم أن الأمر سينتهي بك مجرما ومطاردا مثل سعيد مهران، وإذا كان من حق المجتمع معاقبة القاتل والسارق فلماذا لا يعاقب الخائن؟!

في الفيلم السينمائي – والذي يعد من أفضل الأعمال السينمائية المأخوذة عن أدب نجيب محفوظ – يأسر الجو البوليسي المخرج كمال الشيخ الذي يرى في سجن سعيد مهران ورغبته الدائمة في الانتقام سجنا له داخل ذاته.

بينما في المسلسل يختار كاتب السيناريو أن يبدأ العمل في فترة ما بعد النكسة، حيث رؤوف علوان واحدا من الطلاب المعتصمين حتى محاسبة المسئولين الحقيقين عن الهزيمة.

في هذا العالم المشبّع بالخيانة حد هزيمة الوطن بأكمله يحاول سعيد مهران تحقيق مفهومه عن العدالة، فهل يستطيع؟!

4) مسلسل "حضرة المحترم" 1999

سيناريو وحوار : عاطف بشاي، إخراج: سيد طنطاوي
بطولة: أشرف عبد الباقي، سوسن بدر

في "حضرة المحترم" يقع عاطف بشاي أسير الرواية مقدما سيناريو للرواية موازيا لها بشدة، حتى إنه يقدم الحوارات الداخلية لشخصية عثمان بيومي الراغب في أن يصبح المدير العام للمصلحة الحكومية التي يعمل بها، وتعليقه على أحداث حياته بأسلوب الحوار الباطني.

ويلتزم بالرواية إلتزاما يكاد أن يكون حرفيًا، وهذا في المطلق ليس ميزة، وإنما الأصل في إعادة تقديم عملا روائيا تليفزيونيا أو سينمائيا هو تقديم وجهة نظر عن هذا العمل تتناسب مع الوسيط الجديد الذي تتعامل معه.

لكن الاختيار السيء لأشرف عبد الباقي – خاصة في تلك المرحلة من حياته- لدور "عثمان بيومي" يفقدك أي رغبة في المتابعة أو التركيز مع المسلسل.

5) مسلسل "السيرة العاشورية ج1" 2000

سيناريو وحوار: محسن زايد، إخراج: وائل عبد الله
بطولة: نور الشريف، إلهام شاهين

عن رواية "الحرافيش" درة أعمال نجيب التي ناقش فيها كل شيء تقريبا، تحديدا أفكاره عن شكل العلاقة بين الحاكم والمحكوم، الدين، الشر، الخير، الثورة، الجنون، والعقل، التصوف، العبث، الطهر، والانحطاط.

يقدم نور الشريف عن سيناريو لمحسن زايد أداء واعي ودقيق ينم عن فهم حقيقي لعالم نجيب محفوظ ولشخصية "عاشور الناجي".

6) مسلسل "حديث الصباح والمساء" 2002

سيناريو وحوار: محسن زايد، إخراج: أحمد صقر
بطولة: ليلى علوي، عبلة كامل

أنجح ما تم تقديمه من أعمال نجيب محفوظ تلفزيونيا، والفضل في ذلك يعود بالطبع إلى السيناريست محسن زايد الذي حول رواية صعبة مثل حديث الصباح والمساء كتبها محفوظ بطريقة "البروفايلات" لكل شخصية على حدة حولها زايد إلى دراما شديدة العذوبة تتناول فلسفة الحياة والموت وتضم عدد ضخم من الممثلين حتى قيل وقتها طرفة عن اذكر اسم الممثل الذي لم يظهر في مسلسل "حديث الصباح والمساء".

ولا شك أن وفاة محسن زايد في عام 2003 خسارة فادحة عموما لكنها أيضا خسارة شديدة لمحبي المسلسل الذين لن يتمكنوا أبدا من مشاهدة الجزء الثاني منه.

7) مسلسل "أفراح القبة" 2016

سيناريو: محمد أمين راضي/ نشوى زايد، إخراج: محمد يس
بطولة: منى زكي، إياد نصار، جمال سليمان

آخر ما تم تقديمه من أعمال نجيب محفوظ، إذ تم عرضه في رمضان 2016، بعد أن حذف "محمد أمين راضي" كاتب سيناريو المسلسل اسمه من تتراته، بعد أن كتب سبعة عشر حلقة من المسلسل على حد تصريحاته، بينما لم يحمل التتر أيضا اسم نشوى زايد التي قالت أنها أعادت صياغة المسلسل ككل بما قد كتبه راضي.

وبغض النظر عن الخلاف الذي أدى لهذا الحذف، وأن يتولى الكتابة اثنين كُتّاب دون تنسيق، فإن المسلسل قد افتقد وحدة الروح، وأثار ردود فعل متناقضة، بعد أن أصبح مزيجا غير مفهوم من المشاهد النخبوية والشعبوية الشديدة، يغلفه اهتمام شديد بالتفاصيل، وأداء تمثيلي جدير بالدراسة، وجهد واضح من مخرج شديد الموهبة.

وتنوعت حلقاته من بين فهم واضح لعالم نجيب محفوظ ككل، وحلقتين قابلتين للحذف دون خلل يعيد فيهما اثنين من أبطال المسلسل مسرحية هاملت، وحلقات تذكر المشاهد بأفلام خالد يوسف بما تمتلئ به مشاهد جنسية فجة وغير مبررة.

وفيما يلي محاولة لحصر بعض أعمال نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية.


اقرأ أيضا
في ذكرى ميلاده الـ58.. 10 معلومات قد لا تعرفها عن أسطورة "البوب" مايكل جاكسون

حمدي الميرغني وويزو يحافظان على وجود "مسرح مصر" بأفلام عيد الأضحى

محمد يحيى يكمل الظاهرة التي لا تتوقف.. تعرف على أخر 4 ملحنين يسيرون على درب مروان خوري وتامر عاشور