تغطية وتصوير : ريهام عصام

"بحلم بمصر تكون نسخة من لندن وباريس ، بلد نضيفة وفيها نظام ، لأننا شعب حلو دمه خفيف بيحب الدنيا والمفروض إنه يعيش حياة أحسن من كده بكتير" ، هذا هو الحلم البسيط لرجل الأعمال المصري الشهير المهندس نجيب ساويرس الذي أفضى به لجمهوره من الصحفيين والإعلاميين في مؤتمر عقد ظهر الإثنين 29 يناير الجاري أعلن فيه عن إنطلاق قناته التليفزيونية الوليدة "أو تي في" otv.

بدأ المؤتمر متأخراً عن موعده بأكثر من ساعة ، حيث انتظر المنظمون حضور ساويرس رئيس مجلس إدارة القناة والنجم الأول لهذا اليوم مقدمين اعتذاراً تلو الآخر لرجال الإعلام ، لكنهم بعدما بدأ الصحفيون في الرحيل قرروا بدأ المؤتمر بدونه ، ليعلن عبد الله بكر المدير التنفيذي للقناة عن إنطلاق المحطة التليفزيونية الجديدة المقرر بدء بثها على القمر الصناعي المصري "نايل سات" nile sat في تمام السادسة والنصف من مساء الأربعاء 31 يناير الجاري.

"تهدف القناة إلى إعادة الريادة الإعلامية المصرية ، خاصة مع تزايد عدد القنوات التليفزيونية الفضائية الخاصة العربية والتي وصل عددها إلى أكثر من أربعمائة قناة" ، بهذا برر بكر قرار رجل الأعمال المصري الشهير بدخول مجال الإعلام وافتتاح قناة تليفزيونية خاصة ، بالإضافة إلى أن "ساويرس يرى أن الإعلام والتعليم والسياسة الأضلاع الثلاثة البارزة في مثلث التنمية ، ولعدم إمكانية خوض المجالين الأخيرين قرر تقديم خدمة إعلامية متميزة ومختلفة للجميع".

ومن جانبها أكدت المذيعة المصرية الشابة ياسمين عبد الله التي اختيرت كمديرة للبرامج في القناة أن المحطة مصرية خالصة مملوكة بالكامل لساويرس دون شركاء ، وطاقم العمل فيها أغلبه من الشباب المصري الذي سيظهر للجمهور للمرة الأولى في برامج مسجلة أو مذاعة على الهواء مباشرة ، وبالإضافة لعرض مجموعة من برامج الواقع وأهم المسلسلات الدرامية الأمريكية.

لكن هذا لم يمنع مشاركة النجم الكبير سمير غانم في تقديم برامج ترفيهي بعنوان "ساعة مع" يستضيف خلاله كبار نجوم التمثيل والغناء في مصر العالم العربي ، أو مشاركة الإذاعي الشاب أحمد العسيلي في تقديم برنامج بعنوان "حبه عسيلي" الذي قرر الثورة –كعادته – على القواعد ليقرر أن تكون ديكورات برنامجه محطمة وغير متناسقة "لأننا دائماً ما نعرض ديكورات منسقة ومنظمة لا تتلائم مع واقعنا ، لذا قررت أن تكون الديكورات ملخبطة ، وقد تكون هذه فرصة لنا نحاول فيها إصلاح واقعنا" ، ويناقش العسيلي في برنامجه بعض من قضايا المجتمع في قالب كوميدي خفيف.

وعن ساعات ارسال القناة تابعت ياسمين : "نبدأ بارسال مدته سبع ساعات ونصف يومياً حتى الثامن عشر من فبراير المقبل لتزيد ساعات العرض إلى ثماني ساعات ، ثم تصل إلى عشر ساعات في الخامس والعشرين من الشهر نفسه ، وتتزايد تدريجياً حتى تصل إلى 24 ساعة يومياً".

وفور وصول رجل الإعمال الشهير نجيب ساويرس إلى المؤتمر انتقلت أعين وكاميرات الجميع إليه ليبدأ كلمته – غير المعدة مسبقاً – والتي أظهرت كفاءته العالية على الاستحواذ على اهتمام الحضور بل وانتزاع ضحكاته في كثير من الأحيان.

"تقديم محتوى من البرامج متجدد ومتقدم ثقافياً تم اختياره لتسلية المشاهد المصرى وتعليمه وإطلاعه على الأحداث الجارية" من هذا المنطلق الذي أعلنه ساويرس جاء قراره لإطلاق قناة تليفزيونية تهدف لتثقيف المجتمع المصري وعرض أهم قضاياه في قالب خفيف لا يزيد الحمل على كاهل المواطن المصري البسيط.

"سنعرض الواقع المصري كما هو بايجابياته وسلبياته ، فنحن لن نتقدم خطوة واحدة للأمام إذا استمرينا في اخفاء أخطاءنا ، وإذا كنا نخجل منها فعلينا أن نبدأ في نصلحها" ، برر ساويرس بهذا رفضه التام لأن تكون القناة تابعة لأي حزب ديني أو سياسي أو أن تتبنى أي اتجاهات الهدف منها تشكيل وتغيير آراء الجمهور ، لتتمتع بمساحة من الحرية غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المصري ، ليمازح ساويرس الجمهور واصفاً هذه الحرية بأنها "قد تؤدي في النهاية لإغلاق القناة".

بل إن مقص الرقيب لن يقترب نهائياً من المواد المعروضة على حد تأكيدات رجل الأعمال الشهير وذلك لأنه يؤمن "بحرية الاختيار ... فمثلاً قرار منع عرض فيلم "شفرة دافنشي" da vinci code كان خاطئاً من وجهة نظري رغم أنه يتعرض للديانة المسيحية بالسوء ، يجب أن يعرض الفيلم وأن يكون للجمهور حرية الاختيار في مشاهدته أو لا".

وتابع : "أنا نفسي لم أكن لأشاهد هذا الفيلم إن عرض في مصر ، لكني ضد أن نسلب من المواطن حريته في اختيار الأعمال التي يشاهدها ، فنحن سنعرض الأفلام دون رقابة عليها ، وإن وجدنا أن هناك أعمال تملك محتوى جنسي مكثف لن نعرضها من الأساس ، فأعمالنا لن تطالها مقصات الرقيب ، خاصة أن ا