ابعدوا عبد الحليم وعبد الوهاب عن ملابسكم الداخلية

تاريخ النشر: الخميس، 9 يونيو، 2016 | آخر تحديث:
عبد الوهاب وعبد الحليم

حالة من الغضب الشديد أصابت البعض بسبب الإعلانات الدعائية التي انتشرت خلال شهر رمضان وتم استغلال أغاني من التراث فيها لكبار النجوم.

ويأتي الغضب بسبب استغلال أوبريت "الجيل الصاعد" لإحد البنوك، وأغنية "سواح" لإحدى شركات الملابس الداخلية، والتي ألوم فيها جمعية المؤلفين والملحنين، في حالة موافقتها وإعطاء تصاريح لهذه الشركات، لاستغلال هذه الأعمال مقابل مبالغ مالية.

وبغض النظر عن أن كون هذه الشركات تعيد استخدام أعمال فنية معروفة وشهيرة لضمان النجاح لمنتجاتها دون تعب، وهو ما يعتبر إفلاس فني، وفقر في الإبداع، إلا أن استغلال هذه الأعمال التي أصبحت في التراث الموسيقي المصري والعربي، وأصبحت جزءاً من تاريخنا الفني، لايجوز أن يتم التعامل معها بهذا الشكل، ويجب على الدولة أن تمنعه.

بالإضافة إلى أن استخدام أغاني ارتبطت بفترة تاريخية هامة في حياة الموطن العربي مثل أوبريت "الجيل الصاعد" يعتبر من وجهة نظري إهانة للوطن بأكمله، خاصة وأن هذه الأعمال ستظل تعرض في جميع المناسبات الوطنية والاحتفالات، فكيف ستراها الأجيال المقبلة وبأي نظرة، نظرة الفخر بالأعمال الفنية التي صنعتها أجيال أمنت بقضيتها وعروبتها، أم النظرة الإعلانية التي تبرر أي شيء أمام المقابل المادي.

أما شركة الملابس الداخلية والتي تتعمد كل عام أن تستفز المشاهدين بإعلاناتها، سواء بأن تضم إحياءات جنسية أو باستغلال أغاني من التراث، لم تتوقف هذا العام عن نفس الأسلوب، واستخدم أغنية عبد الحليم حافظ "سواح" في الإعلان الجديد، وكأن شيء لم يكن، بعد أن اثارت المشاكل من قبل باستغلال أغنية فؤاد المهندس في أحد إعلاناتها، وكأنه أصبح جزءا من الحملة الدعائية، وهو استفزاز الجمهور وإثارة الجدل.

ولذلك أطلب من الجهات المسئولة في مصر أن تحافظ على تراثنا من هذه الأفعال المهينة لتاريخنا الفني والموسيقي، وتجريم مثل هذه الأفعال، وألا يكون المقابل المادي الذي ستدفعه هذه الشركات هو العذر والشماعة التي تعلق عليها الاخطاء، وإلا سنجد "عبد الحليم" و"أم كلثوم" و"عبد الوهاب" على علب السجائر والصالصة والملابس الداخلية في المرة المقبلة، مادام المقابل المادي متوفر.