نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: السبت، 4 يونيو، 2016 | آخر تحديث:
محمود عبد العزيز وأدوار مختلفة

لم تكن الوسامة وحدها مفتاح طريق الفنان محمود عبد العزيز للنجومية، بل الموهبة والقدرات التمثيلية لمختلف الأدوار.

محمود عبد العزيز بدأ حياته الفنية في فترة السبعينات، فشارك في عدد من الأفلام وكانت كلها أدوار شبابية رومانسية يظهر فيها بكامل أناقته ووسامته مرتديا أحدث صيحات الموضة، ليكون وقتها فتى أحلام الفتيات.

ولكن محمود عبد العزيز ولأنه يعرف إنه يمتلك قدرات تمثيلية أكبر من أن توضع كلها تحت مسمى الوسامة، وحتى لا يقال عنه أنه أصبح نجما لشكله فقط، في فترة الثمانينات والتسعينات قدم عدد من الأعمال التي خرج فيها من عباءة النجم الوسيم.

قدم الفنان محمود عبد العزيز عدد كبير من الأفلام التي شكلت بصمة في تاريخ السينما، فهناك أدوار لا يمكن نسيانها أبدا، هنا في هذا التقرير لن نتحدث عن مجمل أعماله فسنحتاج لوقت طويل، ولكن فقط سنتذكر أعمال استغنى فيها محمود عبد العزيز عن وسامته، وقدم أدوار بشكل مختلف وشخصيات معقدة.

​أبو كرتونة

لا يمكن أن تنسى صوته وطريقة كلامه، لا يمكن أن تنسى طريقة السير وحركات جسمه، ولا يمكن أن تنظر كثيرا إلى ملابسه وتسريحة شعره، فيلم "أبو كرتونة" واحد من الأفلام الكوميدية التي قدمها محمود عبد العزيز وظهر فيها بشكل مختلف تماما عن شكله الوسيم.

الفيلم لم يكن فقط مجرد فيلم كوميدي يُضحك الجمهور للشكل الذي ظهر به محمود عبد العزيز، بل ناقش قضايا فساد رؤساء مجالس بعض الشركات واستغلال نفوذهم وسرقة المصنع وتشريد مئات العمال.


الكيت كات

ويعد الشيخ حسني واحدا من الشخصيات التي لا يمكن نساينها سواء كشخصية في فيلم مصري، أو شخصية في تاريخ الشخصيات التي قدمها محمود عبد العزيز.

يُضحكك كثيرا ويبكيك أيضا، يقول كلمات وجمل مؤثرة يتم استخدامها الآن للتعليق على أحداث.

قدم محمود دور الأعمى بإتقان شديد، فلم يكن مجرد أن يغمض عينيه ويمد يداه لتحسس الطريق كما يفعل كثيرون، فإذا كنت تشاهد الفيلم ستعتقد أن هذا الشخص أعمى بالفعل.

يروي الفيلم معاناه الكثيرين من إحباطات الحياة، وما يعيشوه في الأحياء الشعبية، ففي هذه الفترة لم تكن الأفلام مجرد أفلام تعرض لتُضحك النجمهور أو تبكيه، بل كانت تناقش قضايا هامة يتم تقديمها بطريقة غير مبتذلة.

الكيف

يعد علامة من علامات السينما المصرية، فغير أنه يناقش قضايا المخدرات وأضرارها على الشباب، فالإبداع في التمثيل لكل شخصيات والقصة وأحداث الفيلم يجعلك لا تمل من مشاهدته، ويجعله واحد من أشهر وأنجح الأفلام.

إذا تحدثنا عن دور محمود عبد العزيز فسنجده يجمع بين الكوميديا والدراما بعد تصاعد الأحداث، ولا ننسى الغناء وخاصة الاغنيات "الهابطة" فهو لم يكن يغني أغنيات شعبية، بل كانت أغنيات هابطة تدل على هذه الفترة التي ساد فيها هبوط في الذوق.

​المعتوه

ظهر محمود عبد العزيز في هذا الفيلم بشكله العادي، ولكنه قدم دورا مختلف وصعب.

فإذا شاهدت الفيلم في أول الأمر ستتعاطف مع محمود عبد العزيز وطوال الوقت ستصدق روايته حول علاقته بـ "عفاف شعيب" والتي حاولت قتله، بل يصل الأمر إلى اتهامها بخيانة زوجها وأنها كانت على علاقة معه، وخوفا من أن يكتشف زوجها الأمر كانت محاولتها لقتله.

إلى أن نكتشف في آخر الفيلم أنه بعد تعرضه لحادث أفقده قدراته الجنسية أصبح يعاني من حالة نفسية، واستغل معرفته بأمور عن تلك السيدة عن طريق الصدفة وكونها جارته واتهمها باتهامات باطله.

الفقراء لا يدخلون الجنة

مرة أخرى يظهر محمود عبد العزيز في دور المريض النفسي، وطوال الوقت يستطيع بأدائه المتميز أن يجعلك تسأل نفسك هل هو مظلوم ومجني عليه، أم هو الجاني، هل كل من حوله أشرار ويستغلوه، وتكتشف في النهاية أنه مريض نفسي تعرض لصدمة في طفولته جعلته يعاني طوال حياته.

تجسيده لدور المريض النفسي يختلف في كل مرة، طريقة أدائه للدور والإتقان الشديد يجعلك تصدقه، ولل تقارنه بدور سبق وقدمه.