كوارث التلفزيون المصري "أبو جاكته حمراء"

تاريخ النشر: الأحد، 8 مايو، 2016 | آخر تحديث:
هند رشاد

كانت الأماني في السنوات السابقة أن يلحق التليفزيون المصري بقطار الفضائيات التي أصبحت هي المسيطرة حاليا على الرأي العام، لكن وصل الحال بماسبيرو إلى أن نتمنى فقط أن يحافظ على احترامه ليموت مرتديا البدلة الشيك ويحتفظ بوقاره.

يأتي ذلك بعد أن تداول اليوم العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من برنامج "من 10 الصبج" الذي تقدمه هند رشاد وحاتم حيدر، واستضافا خلال الفقرة الأخيرة من البرنامج شخص مغمور يقول إنه مطرب، وله ألبومات يجهز لها وأغاني، لكنه في الحقيقة ما هو الإ شخص مهووس بالشهرة ولا يمتلك اي موهبة فنية، فكل إنسان لديه الحربه فيما يري في نفسه من قدرات لكن أن يستضيفه تليفزيون الدولة باعتبار انه فنان ويتحدث عن انجازاته فهذه هي المهزله، ويكفي أن يرى أي شخص عاقل الفقرة ليستنتجد بسهولة أن ما يتم عرضه على المشاهدين أمرا هزليا لا يمت للبرامج أو للغناء بصلة، لكن استمر الثلاثي مقدما البرنامج والضيف في تقديم وجبة إعلامية هزلية صباحية كافية لأن تجعلك تتحسر على حال الإعلام المصري.

ففي أي دولة من دول العالم نحترم عقول مواطنيها وتوعية فكرهم، نجد أن التلفزيون الوطني او العام هو المنبر الرئيسي الذي يتجه اليه المواطن للبحث عن الحقيقة، وإيجاد ما يخصهم في جميع نواحي الحياة سواء اجتماعية، أو سياسية، أو ترفيهية.

ومن الطبيعي هنا أن تتجه سهام النقد إلى مقدمي البرنامج والإعداد، لكنهم في حقيقة الأمر مظلومين أيضا، فما لديهم من إمكانيات ضعيف للغاية، واستضافة فنانين بحق بات أم را صعبا، خصوصا أن الفنانين يفضلون برامج القنوات الفضائية التي تعطيهم أموالا، أو تضمن لهم على الأقل نسبة مشاهدة، خصوصا أن البرنامج صباحي أو معنى أخر "من الفنان الذي سوف يصحي من نومه في السابعة صباحا ليستعد ويكون ضيفا على برنامج لن يفيده شيئا.

برنامج "من العاشرة صباحا" لجأ إلى استضافة ما هو متاح، لكن ذلك لا يبرر أنهم يسقطون في هذه الكارثة التي شاهدناها، وكان من الممكن أن يستضيفوا فنانين بحق يبحثون عن فرصة، بدلا من شخص يدعي إنه مطربا، فإذا كان هو حرا في إقتناعه بنفسه فذلك لا يفرض علينا أن نشاهده على تليفزيون الدولة الرسمي الذي يتغني بالريادة الإعلامية.

لسنا هنا بصدد الحديث عن مقدما البرنامج، بل عن منظومة إعلامية تثبت فشلها يوما بعد الأخر، فنحن نجد ان العاملين في القنوات الحكومية في دول العالم همهم الأول هو تقديم مادة تحترم العقول، مادة يشاهدها يستطيع مشاهدتها إنسان بالغ وليس طفل في العاشرة من عمره كما يفعل معنا التلفزيون المصري.

لكنه في حقيقة الأمر بعدما سيطرت القنوات الفضائية علي المنازل المصرية، أصبحت القنوات المصرية وبرامجها مليئة بالأخطاء اللغوية والمظهر الغير لائق بتلفزيون دولة خاصة في ظل عدم وجود رقيب او محاسب كما هو الحال، وأنهك الإهمال التلفزيون المصري بشكل كبير جعلته يقترب من مستوي قنوات "بير السلم" من حيث المحتوي الغريب الذي يحرصون علي تقديمه.

وتأتي المصيبة الكبري بعد ركاكة المادة المقدمة في ضيوف الدرجة الثالثة الذي يتم إستضافتهم في التلفزيون العام من مطربين مغمورين او شخصيات غير معروفه ليس لديها أي نجاز يذكر، مجرد إشغال فقرة دون دفع مصاريف وذلك لعدم وجود ميزانية كافية، فملايين التلفزيون السنوية تدهب لألاف الأشخاص المقيدون علي ذمة عمال التلفزيون وهم لا عمل لديهم.

فمتي سيفوق العاملين بالتلفزيون المصري ويحاولوا الإلحاق بالقنوات الفضائية او حتي جزء صغير منها، مني سيتم مراجعة ما يظهر علي شاشة التلفزيون العام من مقدمين برامج ومادة وضيوف، فمتي سيحترم التلفزيون المصري عقول المواطنين؟