#شريط_كاسيت .. هيا ندخل العالمية بدويتو

تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 أبريل، 2016 | آخر تحديث:
#شريط_كاسيت

ملحوظة المحرر: #شريط_كاسيت هي سلسلة مقالات للكاتب محيي الدين أحمد ينشرها موقع FilFan.com قبل طرحها في كتاب في النصف الثاني من عام ٢٠١٦ يحمل نفس الاسم.

بعدما أعتلى المسرح ليتسلم جائزته العالمية الأولى، وقف ليغني "نور العين" بالتأكيد شعر الحضور بشيء غير مألوف، موسيقى مختلفة تماما عن ما تعود عليه هذا الجمع، بالتأكيد في تلك اللحظات لمعت فكرة العالمية في ذهن عمرو دياب، فكانت المحاولة الأولى عن طريق غناء "نور العين" بالإنجليزية، لكن يبدو أن النتيجة لم ترضي عمرو دياب فكان لابد من محاولة أخرى.

#شريط_كاسيت- وداع لابد منه
#شريط_كاسيت.. طقوس الاستماع
#شريط_كاسيت.. أغنية الجيل

بالعودة للخلف قليلا، تصدر عمرو دياب المشهد بقوة عن طريق "شوقنا" و "ميال" لكن في نفس الوقت نافسه أغنية أخرى قادمة من خارج البلاد، في ظاهرة كانت هي الأولى تقريبا في الوسط الموسيقي، أتت "ديدي" لتقلب الموازين وتقدم لجموع الشعب المصري موسيقى "الراي" عن طريق الشاب خالد، ومن بعدها عرف الجمهور المصري "عايشة" لنفس المغني، في الوقت نفسه كان هناك شعور يكبر بداخل عمرو دياب بشأن الشاب خالد وموسيقى "الراي"، جعلته يسمعها لزرياب في فيلم "أيس كريم في جليم" عندما كان الحديث عن تطور الموسيقى، تحديدا أغنية "الشابة بنت بلادي" للشاب خالد، فإذا كان خالد وصل للعالمية فمن الممكن أن يكون هو بوابة عمرو دياب لأوربا وأمريكا، كالمعتاد يتقدم عمرو دياب الصفوف، فكانت البداية من "قلبي" مع الشاب خالد في ألبوم "قمرين" والتي جاورها أغنية "أنا بحبك أكتر" مع "أنجيلا ديمتري".

يمكن اعتبار الأمر "موضة" أو طريقة أتبعها النجم الأهم في الوطن العربي فوجب على منافسيه السير على دربه، لذلك توالت المحاولات بعد عمرو دياب من كبار نجوم الغناء للوصول إلى العالمية عن طريق "دويتو".

حاول راغب علامة بأغنيتين في ألبوم "سهروني الليل" مع الشاب فضيل والشاب أندي، وحاولت أمل حجازي مع الشاب فضيل أيضا عن طريق أغنية "عينك"، وديانا حداد مع الشاب خالد في أغنية "ماس ولولي"، كان نجاح الثلاثي خالد وفضيل ورشيد في أوربا مغري جدا لزملائهم العرب، فأعتمدوا عليهم كثيرا من أجل الوصول إلى العالمية، في الوقت نفسه أتجهت سميرة سعيد نحو تكرار التجربة لكن تلك المرة مع شاب رابع هو مامي.

كان لمامي نجاحات لا بأس بها عربيا وعالميا، بسبب أغنيته "Desert Rose" والتي شارك فيها "ستينج"، وربما أغنية أخرى بسبب طريقة تصوريها التي كانت بمثابة معجزة بصرية مقارنة بعصرها أغنية "Au Pays Des Merveilles" والتي تعني في بلاد العجائب، كان أكثر المطلعين موسيقيا في عصر ما قبل الإنترنت لا يعرف مامي سوى في تلك الأغنيتين فقط، خاصة وأن القناة الثانية المصرية كانت تستخدم "أهات" مامي في أغنية "Desert Rose" للتنويه عن أفلامها الأجنبية قريبة العرض، فكان صوته مألوف للجمهور المصري، مزروع في أذنه دون أن يلاحظ هذا.

في النهاية لم تنجح تلك التعاونات في نقل أي مغني عربي إلى العالمية، كما أنها حتى لم تحقق النجاح الساحق على المستوى المحلي، وعلى سبيل المثال ألبوم "قمرين" الذي أحتوى على "قمرين" و"قلبي" _الأغنيتان بنفس اللحن_ تجد أن قمرين تصدرت المشهد وحملت اسم الألبوم في الوقت الذي كان من المفترض أن يلعب عمرو بأهم كروته في هذا الألبوم "قلبي" مع الشاب خالد، نجده يعتمد على "قمرين".

في الوقت نفسه حاول البعض الوصول للعالمية عن طريق مغني أجنبي، مثلما فعل حكيم في ألبوم "اليومين دول" عندما قدم أغنية "ليلة" مع جيمس براون وأغنية "أه من حلاوته" مع ستيفي وندر، وسبقهم أغنية "أه يا قلبي" مع أولجا تالون في ألبوم "طمني عليك"، كما قدم كاظم الساهر "الحرب انتهت" مع سارة برايت مان، ومؤخرا شارك تامر حسني شاجي في أغنية "Smile" وشارك سنوب دوج في أغنية "سي السيد"، وصل الأمر مع هشام عباس لدرجة الغناء مع مغنية هندية ثم مغنية تركية، كان الاندفاع نحو العالمية بـ "دويتو" الفكرة الوحيدة المتاحة في أذهان الجميع، لكن في النهاية لم ينجح أحد، وكان هناك إشاعة ثابتة عن مشاركة أحد النجوم العرب في أغنية جديدة مع شاكيرا، وهو ما لم يتحقق في النهاية.

أغنية واحدة هي التي حققت النجاح المحلي المرجو بل وأكثر من المرجو "يوم ورا يوم" للشاب مامي وسميرة سعيد، بالتأكيد حققت سميرة سعيد نجاحات كبيرة في مصر، إلا أن "يوم ورا يوم" فاقت كل نجاحاتها السابقة، أما مامي الذي تذوق طعم النجاح العالمي ومجاورة مغني بحجم ستينج، لم يتوقع بالتأكيد كل هذا النجاح فكان قراره بصنع ألبوم ألبوم مصري للاستفادة من هذا النجاح الكبير، والذي بالمصادفة يحتوي على أغنية شاركه في غنائها كاظم الساهر، صنع ألبوم غلافه يحمل كل الامتنان للبلد التي استقبلته وحققت له نجاح لم يتوقعه، كان الغلاف لمامي يجلس داخل تاكسي مصري بلونيه الأبيض والأسود أجرة القاهرة 53736، وفي الخلفية أحد لافتات الانتخابات الرئاسية المصرية وقتها والتي كتب عليها "مسيرة القائد محمد حسني مبارك".