محيي الدين أحمد
محيي الدين أحمد تاريخ النشر: الجمعة، 18 مارس، 2016 | آخر تحديث:
شريط كاسيت

ملحوظة المحرر: #شريط_كاسيت هي سلسلة مقالات للكاتب محيي الدين أحمد ينشرها موقع FilFan.com قبل طرحها في كتاب في النصف الثاني من عام ٢٠١٦ يحمل نفس الاسم.

هناك قوى خارقة للطبيعة تعطي لأغنية بعينها لقب "الأكثر شهرة/رواجا" (Most Popular/Trending). تجعلها تقفز إلى السطح وتستقر وحيدة، حتى وإن جاورتها أغنيات أخرى، فقط أغنية بعينها تبقى عالقة في الأذهان تجد طريقها إلى محطات الراديو والتلفزيون، وفي مرحلة ما كانت تتناقلها الهواتف المحمولة عبر طرق الإرسال المختلفة.. "البلوتوث" (Bluetooth)، وقبلها "الانفراريد" (Infrared)؛ تخيل أننا كنا نلصق هاتفين ببعضهما البعض لنقل أغنية! الحمد لله على القفزة التكنولوجية الحديثة وكفى بها نعمة، وحديثا يعبر عن هذا اللقب عدد مرات الاستماع/المشاهدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كل عام به أغنية تحمل لقب الأكثر انتشارا، وهو لقب مراوغ تستطيع أن تضع أصابعك في عين أي شخص يدعي أن هناك أغنية بعينها كانت الأكثر انتشارا، لكن فلنعتبر الأمر مجازيا، ولنترك لخيالنا العنان ولو قليلا. المقصود في هذا السياق ليس الانتشار فقط، بل أن الأغنية فرضت نفسها لدرجة وصلت أن يحمل جيل كامل اسمها، والمقصود بالجيل هنا، مواليد عام بأكمله، وزيادة في التوضيح أغنية مواليد ١٩٩٤ ستجدها في عام ١٩٩٧ أو ١٩٩٨، بمعنى أن مواليد هذا العام كبروا إلى الحد الذي يجعلهم يستطيعوا ترديد جملة أو اثنين من الأغنية ولا يهم فهمهم لمجمل معانيها.

الآن وبعد أن وضعنا القواعد لنبدأ من مواليد ١٩٨٤ ولنجعل العمر المناسب لترديد أغنية هو ٣ سنوات.

١٩٨٧: "علي الضحكاية" لهاني شاكر

طالما نتكلم عن سنوات ما قبل الفضائيات، فنحن بالتأكيد نتكلم عن سيطرة القناة الأولى والثانية على الذوق العام، ومن أهم مقومات النجاح لسنوات الثمانينات هو وصول الأغنية إلى التلفزيون -لمن استطاع إليه سبيلا- ووصلت أغنية هاني شاكر إلى التلفزيون، وبالتالي وصلت إلى الأطفال الذين يجلسون أمام متعتهم الوحيدة في الدنيا آنذاك.

١٩٨٨: "لولاكي" لعلي حميدة

الأمر هنا مركب ومعقد جدا، البحث عن أسباب نجاح أغنية "لولاكي" أمرا مرهقا. نقاد أفنوا عمرهم ومداد أقلامهم في سب الأغنية وصاحبها، ولعن صانعها وسامعها وبائعها ومشتريها والمستمتع بها، لكن ما الفائدة؟ الأغنية أثبتت نفسها وعبرت كل حدود النجاح المعروف وقتها، لتصبح بإمتياز "أغنية الجيل".

١٩٨٩: "شوقنا" لعمرو دياب

ربما طغت "لولاكي" على "ميال" رغم ما صنعته ميال من نجاح في مشوار عمرو دياب عموما، إلا أن الاستمرارية عنصر مهم في معادلة النجاح السحرية، لذلك جاء التعويض في العام التالي مباشرة عن طريق أغنية "شوقنا"، التي دعمها عمرو دياب في العام التالي بفيلم "العفاريت" ومثلت الأغنية النهاية السعيدة للفيلم الذي يمكن ضرب حبكته السينمائية بالـ DNA، حتى الفيلم نفسه يبدأ بأغنية "ميال" وينتهي بـ "شوقنا" وكأن عمرو دياب نفسه يؤكد على أن "ميال" لم تأخذ فرصتها أمام طوفان "لولاكي".

١٩٩٠: "داني" لإيهاب توفيق

رغم طرحها ونجاحها في عام ١٩٨٩ إلا أن الاعتراف بها في العام الذي يليه ربما يكون أكثر منطقية، والسبب هو أن إيهاب توفيق طرح ألبومه الأول "إكمني" (١٩٩٠)، ولأن أغنيته الأولى "داني" طرحت في "ألبوم كوكتيل"، ونجحت دون معرفة صاحبها، كان لابد أن يربط بين ألبومه الجديد وأغنيته الناجحة الأولى، دمج أغنية "داني" في أغنية "علمي"، بمعنى أنك أثناء استماعك لأغنية "علمي" فجأة يصيح الكورال "بحبك يا أسمراني" عدة مرات مع دخول صولو الناي الشهير لـ"داني"، مع إضافة تليق بأن يردد أطفال هذا الجيل تلك الأغنية بلا انقطاع وهو صوت "فطوطة" الذي يشارك إيهاب الغناء، أما عن صوت "فطوطة" فهو الصوت الذي كنا نحصل عليه من تسريع عملية التسجيل من شريط لشريط أخر.

١٩٩١: "أفريقيا" لعمرو دياب وديدي خالد

يشاهد الطفل الصغير الألعاب النارية في سماء استاد القاهرة الدولي، الذي كان يسكن بالقرب منه، ليعاني بعدها من لوثة الجري نحو شرفة المنزل كلما أعيدت الأغنية في التلفزيون وقتها، غير مستوعب كيفية ظهور عمرو على شاشة التلفزيون، بينما الأمور هادئة ومستقرة في سماء الاستاد، كالعادة لايمكن الجزم بسبب جعل أغنية بعينها "أغنية الجيل"، ربما الكلمات البسيطة "بالحب اتجمعنا والدنيا هتسمعنا" والتي يسهل على من هم دون الخامسة ترديدها، ربما كان السبب هو رؤية مغني يجري في الاستاد، الذي يرتبط بصورة مباشرة بكرة القدم تلك الرياضة التي يبدأ الأطفال في هذا السن استكشافها، ألف احتمال، لكن الأكيد أن برامج الأطفال أمتلأت بهؤلاء الذين يرددون أغنية حفل افتتاح دورة الألعاب الأفريقية "أأأأأه أفريقيا.. نقولها تاني".

لكن في نفس الوقت لا يمكن تجاهل ما صنعته "ديدي" من ثورة على الصعيد الموسيقي وعلى صعيد الأغنية المصورة، الأغنية غير مفهومة الكلمات تنتشر في مصر مثل النار في الهشيم، من لم يحبها كأغنية، أحب تصويرها، في عصر ما قبل "الدش" والإنترنت كان رؤية فتيات ترقص بذلك الشكل أمر عزيز على مراهقي هذا الجيل، أما أطفاله فقدت علقت نغمات الأغنية في أذانهم بشكل غير طبيعي، أصبح اسم الشاب خالد مألوف جدا في الشارع المصري، وبالرغم من تخليه عن "الشاب" في العام التالي مباشرة، إلا إن شعب مصر مازال مصرا أنه الشاب رغم شيب شعره، موسيقى الراي مع الكلمات غير المفهومة وضعت الأغنية على خريطة القناة الثانية والثالثة، وبرنامج "بانوراما فرنسية"، ثم أتى القرار من الجهات العليا بمنع عرض الأغنية على التلفزيون المصري لأنها خادشة للحياء، لكن القرار جاء متأخرا بعدما صنعت الأغنية مجد خالد الشخصي في مصر، بل في العالم كله.

مع حدوث زلزال ١٩٩٢، كانت اللفظة نفسها غريبة ومستحدثة على جموع الشعب المصري، بمعنى أن وقت اهتزاز الأرض والمباني، لم يفهم أغلبية من مروا بالتجربة حقيقة ما يحدث، لم يجدوا اسم يطلقوه على الحدث، حتى أتت نشرات الأخبار بالتسمية، ولأن الأمر غريب وجديد وقتها، انتشرت التفسيرات الدينية المعتادة بأن ما حدث "غضب من ربنا"، أما عن سبب غضبه فأختلفت الأقاويل، بين احتفالات الدولة بنصر أكتوبر التي رأي البعض أنها كانت مبالغ فيها، وبين عدم دعم الدولة للمسلمين في حروبهم ضد الإتحاد السوفييتي، لكن أغرب ما سمعته كان أنه غضب ربنا من الفسق المنتشر في التلفزيون، وكان المقصود وقتها أغنية "ديدي"، لا أتذكر وحاولت الوصول إلى التاريخ لكني لم أنجح، هل منعت "ديدي" من التلفزيون المصري قبل أم بعد الزلزال، لكن الأكيد أن زلزال "ديدي" كان بقوة زلزال أكتوبر ١٩٩٢، أما عن الاحتفال المبالغ فيه بنصر أكتوبر فسبقه بعام واحد غناء الأوبريت الشهير "اخترناه".

١٩٩٢: "المليونيرات" لمدحت صالح

ويمكن نسب الفضل هنا إلى شريف منير، الذي شارك مدحت صالح التمثيل في الأغنية المصورة، كان وقتها شريف منير هو ممثل الشباب في السينما والتلفزيون، فهو الشاب المغلوب على أمره في فيلم "الكيت كات" (١٩٩١)، كما له ظهور مميز في "ليالي الحلمية" (١٩٨٧)، إذن فرهان مدحت صالح صحيح جدا، ثم يأتي الفضل بعد ذلك للأغنية المصورة الطفولية جدا، التي بها لمحة شقاوة لا تليق أبدا بالشاب شريف منير، لذلك كانت المقالب في الفيديو مصدرها مدحت صالح، خصوصا وأن شريف منير كان مع كل أزمة ينظر إلى مدحت صالح نظرة عتاب، مما جعل أطفال هذا الجيل يتعاطفون بشكل ما مع شريف منير، لكن دون أن يتسبب ذلك في عداء مدحت صالح، فهو صاحب مبدأ يتلخص في "بصاحب كل الخلق، البيه صاحبي والفقري" وهو يدل على تواضع جم، وبالرجوع إلى شقاوة الطفولة، ستجد أن الصور الذهنية لأي طفل عن حياة الميلونيرات تتطابق مع ما عرض في الأغنية المصورة، من السيجار الكوبي الفاخر، وارتداء "الروب" في الفندق، وقدوم الأكل إلى الغرفة في الفندق على عربة يدفعها أحد العاملون، بالإضافة إلى وجود عقاب مباشر لمن يأكل في مطعم ولا يملك أموال يدفعها مقابل هذا الطعام، وهو غسل الصحون وتنظيف المطعم، كما أن ضحكة مدحت صالح أثناء استقبال الشرطة تجعلك تشعر بأن الأمر طبيعي ونهاية منطقية، وأخيرا ما لا يجعلك تكسب عداء مدحت صالح بسبب نجمك المحبوب شريف منير، هو أن شريف منير عندما أراد أن يعاتب مدحت قالها ضاحكا "مجنون" ليرد مدحت صالح بأروع ما كتب رضا أمين "وجناني ده عين العقل، العقل ده داء بيعي، وجناني ده شيء مش سهل تقدر تتجنن زيي".

١٩٩٣: لم ينجح أحد
طبقا لقاعدتنا التي اتفقنا عليها في البداية، نحن نبحث في عام ١٩٩٣ عن أغنية جيل ٩٠، وبعد مراجعة لإنتاج هذا العام، لم أجد أغنية حققت نجاحا مدويا، هو عام "الطول واللون والحرية" لمنير، و"ياعمرنا" لعمرو دياب"، و"مشينا" لمحمد فؤاد، و"حالة" لهشام عباس، ومع ذلك لم أجد به الأغنية المنشودة، ليصبح جيل ٩٠ جيل بلا أغنية.

١٩٩٤: "نار" لحكيم

يبدو أن أحد عناصر ترديد الأطفال لأغنية ما هو وجود كلمة سهلة مكررة، مثل "ديدي" أو "لولاكي"، ومثلهم "نار" الكلمة التي رددها حكيم والكورال فيما لا يقل عن ١٠٠ مرة في تلك الأغنية، ولأن الصورة عنصر مهم في تعلق المستمع أو المشاهد بالأغنية، كان تصوير الأغنية في الصحراء في حلقة يتوسطها شعلة نار دائرية عملاقة يرقص حولها شباب وفتيات يرتدون ملابس سوداء، احتفظت بتلك الصورة في داخلي سنوات، كنت استرجعها بمجرد ما يتحدث أمامي أحد عن "عبدة الشيطان" القضية التي هزت مصر، إلى أن مثلت سميرة أحمد ومحمد رياض مشهد "عبدة الشيطان" في مسلسل "امرأة من زمن الحب" حتى تدمرت لدي صورة الشيطان نفسه، نار كانت انطلاقة قوية لحكيم نجح بعضها وبنفس الطريقة "ترديد كلمات سهلة عدة مرات" في صنع نجاحات أخرى مثل "افرض" و "ولا واحد ولا ١٠٠"، إلا أن المنافسة كانت قوية جدا في هذا الوقت فنجحت أغنيات أخرى في احتلال ألسنة الأطفال.

١٩٩٥: "راجعين" لعمرو دياب

مرة أخرى يتصدر عمرو دياب المشهد لكن بعد إخفاق لا يمكن نسيانه، في الحقيقة أكثر من إخفاق، فبعد نجاح فيلم "أيس كريم في جليم"، حاول عمرو مرة أخرى خوض نفس التجربة لكن تلك المرة مع العالمي العائد عمر الشريف، إلا إنها باءت بالفشل الذريع، ثم تبعها ألبوم "ويلوموني" والذي يرى البعض بما فيهم محبي عمرو أنه لم يحقق النجاح المرجو منه، وقبل مرور عام طرح عمرو "راجعين" وقد كان النجاح الذي يحبه عمرو، أغنية مصورة بها عدد كبير من الوجوه التي كانت أو أصبحت نجوم، مثل حسين الإمام، وعلاء ولي الدين، وعزت أبو عوف، وغادة عادل وطلعت زين، إلا أن كل هذا لا يجذب الأطفال، ما فعل هو تلك السيارة الحمراء الطائرة، وعمرو دياب الملون وسط الأبيض والأسود، كل ذلك كان مبهرا جدا ليخطف أعين وأذان الأطفال، لتصبح "تعالى" أو "راجعين" كلمات يرددها الأطفال بفرحة شديدة.

يقال إن تصوير الأغنية بهذا الشكل، سببه أن عمرو أراد إرسال رسالة خفية أن الجميع يعيش في الماضي وهو القادم من المستقبل بموسيقى جديدة، وما أكثر الأقاويل حول عمرو دياب.

آخر فتاة تظهر مع عمرو دياب في أغنية مصورة حينها كان يمكنك أن تحلم بها، فتاة جميلة ببساطة، يمكن أن تقابلها في النادي أو في الجامعة التي كنا نسمع عنها الأساطير، من بعدها اعتمد عمرو دياب على فتيات لا يمكن أن تحلم بهم مباشرة، يجب أن تحلم أولا بأن تصبح مليونيرا حتى تقابلهم في جزر المالديف، في الوقت نفسه كان هناك شخص أخر قادم من المستقبل لكنه حمل معه تحذيرات بالجملة أصابت الأطفال الذين يحلمون بالمستقبل بحيرة شديدة، أتى هشام عباس: "وأما كبرت قولت ياريت ما كنت حلمت ولا اتمنيت قولت ياريتني فضلت صغير زي زمان".

١٩٩٦: "نور العين" لعمرو دياب

للعام الثاني على التوالي يحتل عمرو دياب كل أنواع مشغلات الصوت، ويتناقل الأطفال أغنيته، البعض يرى أن نور العين طفرة وقفزت بعمرو دياب خطوات كثير إلى الأمام بعدته عن المنافسة وأدخلته العالمية، وكالمعتاد لعبت الصورة دور مهم في رواج الأغنية، بعدد كبير من الفتيات والجيتارات واستخدام عمرو للفازلين في تسريح شعره، كل هذا كان يقول أن عمرو دياب قد أبتعد بالصدارة حتى أتى عام ١٩٩٧.

١٩٩٧: "كماننا" لمحمد فؤاد - "عيني" لهشام عباس وحميد الشاعري

لو كان هناك "يوتيوب" في عصر "كماننا" لكان الحديث عن عدد مرات المشاهدة سيكون كافيا، ما أحدثته "كماننا" لم يحدث منذ "لولاكي"، الرواج وصل إلى الصين وعاد بفوانيس رمضان تغني "كماننا"، ربما ذلك النجاح المبالغ فيه ما دفع محمد فؤاد إعلان ندمه عن تقديم الأغنية، ربما شعر محمد فؤاد بالحزن بعد كل تلك السنوات من تقديم موسيقى وكلمات حاول أن تكون مختلفة، في منافسة قوية مع عمرو دياب، يأتي النجاح من خلال "كماننا"، وكما كان الحال مع "لولاكي" كان الحال مع "كماننا" هجوم شديد من النقاد لا يتوقف ولا ينتهي وكلما زاد نجاح الأغنية زاد الهجوم والنقد، لم يتوقف الأمر على الفوانيس، كل لعبة يمكن أن تنطق كانت تغني "كماننا"، وعند توجيه سهام النقد إلى عنتر هلال كاتب كلمات الأغنية، سأله أحدهم هل تتوقع أن تعيش أغنية "كماننا" كان رده صريح "مش مهم الأغنية تعيش المهم أنا أعيش".

١٩٩٨: "الحب الحقيقي" لمحمد فؤاد

وكأن القدر يعوض محمد فؤاد عن نجاحه "كماننا" (١٩٩٧) التاريخي، ينجح فؤاد في العام التالي مباشرة عن طريق "الحب الحقيقي"، يتفوق على عمرو دياب الذي مازال منتشيا بعالميته التي تواكب معاها طرح ألبوم "عودوني" إلا أن فؤاد كسب معركة المحلية باستحقاق. تلك المرة من خلال النافذة التي يحبها فؤاد وقرر أن يطل منها حتى آخر العمر، ما الذي يقرب أي أغنية من قلب أي طفل؟ أطفال مثله، الصورة كالمعتاد له دور البطولة، أطفال في كل كادر من كادرات الأغنية. الأغنية التي توصف كلماتها حبا أفلاطونيا بين حبيب وحبيبة، تم تعميمه عمدا وكأن كلمات مصطفى كامل توصف الحب المجرد في كل صوره وهو ما يعني رضا العائلة والأسرة والمجتمع.

محمد فؤاد كان له تجربة سابقة في الاعتماد على الأطفال في فيديو أغنية "فاكرك يا ناسيني" (١٩٩٦) إلا أن وجود فتاة يحبها وتظهر في سياق الأحداث قد شتت الأمور قليلا، تلك المرة البطولة للأطفال فقط، حتى على صعيد الصوت، الكورال كان للأطفال، وفي النهاية الطائرة النفاثة وردية اللون التي تكتب في السماء "الحب الحقيقي" كل هذا كان لابد أن يكون صداه أغنية يرددها أطفال المدارس في حفلات "عيد الأم".

١٩٩٩- ٢٠٠٥
دائما ما أقف أمام السنوات من ١٩٩٩ إلى ٢٠٠٥ بدهشة شديدة، تلك السنوات بها خلاصة كل محاولات التسعينات، بها نضج صناع الموسيقى وتبلور الرؤية لكثير من المغنيين، بها ابتعاد عدد كبير جدا من نجوم التسعينات، كما كان بها ميلاد نجوم هذه الأيام، لذلك سنتوقف عن تحديد أغنية الجيل من عام ١٩٩٩، فقط أود أن أنوه عن "عربي أنا" (٢٠٠١)، وما صنعته من ضجة رهيبة، جعلتها تحتل جميع أنواع مشغلات الصوت، مع بداية انتشار الفضائيات في البيوت المصرية، لذلك اللبناني المتكلم بالفصحى الذي يفخر بعربيته في الوقت الذي يظهر فيه بمظهر بعيد تماما عن العربية، بكل ما كتبه النقاد، بكل ما قيل عن الهوية العربية وما إلى ذلك من الكلمات الرنانة، اقتحم "يوري مرقدي" الساحة، حفظ الأطفال صيحته "عربي أنا"، ولم يترجم الكبار الكثير من كلمات الأغنية "الكثير من أصدقائي مصرون إنه يقول (عربي أنا أخشيدي) وليس (اخشيني) يكفي هذا من سنوات الـ٦ ولنجعل لها حديث منفصل.

قد ترى أن هناك أغنيات أخرى نجحت في احتلال عقول الأطفال وقت طرحها تستحق أن تكون أغنية الجيل، لك كل الحق في هذا، لذلك أرجو أن تعبر عن الأغنيات التي تراها تمثل طفولتك من عبر هاشتاج #شريط_كاسيت على تويتر.


طالع أيضا- #شريط_كاسيت- وداع لابد منه
#شريط_كاسيت.. طقوس الاستماع