محمد الشماع
محمد الشماع تاريخ النشر: الخميس، 17 مارس، 2016 | آخر تحديث:
من اليمين: مدحت بركات وعادل الفار وفيصل خورشيد

كلمة "مونولوج" ليست عربية، يعود أصلها إلى الاتينية، تلك اللغة التي أُسست بها كثير من نظريات الفنون، وتحديدا المسرح. الكلمة تعني حرفيا الأداء المنفرد، فهي تتكون من مقطعين، الأول "mono"، وتشير إلى الأحادية في الاستخدام، والثاني "louge"، وتعني الأداء، لكنها دخلت إلى العربية، واعترف بها المجمع اللغوي مؤخرا، مع الأسماء الأعجمية المركبة.

وعكس كلمة "مونولوج" يأتي على النقيض كلمة "ديالوج"، أي الحديث بين شخصين أو أكثر.

لكن الجمهور المصري لأنه متذوق للفنون فقط، فلم يهتم كثيرا بالتفسير اللغوي للمفردة، وصار يطلق على أي أداء فردي على المسرح اسم "مونولوج"، وبمرور الوقت أصبح أيضا مُلقي النكت، مونولوجست بإضافة الـ "ist" الخاصة بالنسب.

وتاريخ المونولوجستات في مصر قديم جدا، إلى ما هو أقدم من إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعزيز عثمان وعمر الجيزاوي وثريا حلمي، ومن بعدهم أحمد حداد وسيد الملاح وأحمد غانم ولبلبة، إلى أن جاء عصر حمادة سلطان، الذي لم يكن نجاحه مثل سابقيه باسكتشات خاصة أو بصياغة الأغاني المشهورة والقديمة بطريقة كوميدية، ولكن بإلقاء النكات السريعة، ما جعل البعض يسميه بـ"صاروخ النكتة".

كان سلطان هو ملك الثمانينيات فيما يمكن تسميته مجازا "فن المونولوج"، إلى أن جاءت التسعينيات ليظهر مونولوجستات ثلاثة، لم يستطع واحد فيهم أن يستمر أو يبقى:

فيصل خورشيد
اعتمد فيصل خورشيد على الصياغة الكوميدية للأغنيات الشهيرة، فغنى وقتها مثلا أغنية رسمتك لإيهاب توفيق بتغيير بعض كلماتها إلى كلمات تسعى لانتزاع الضحكة من المشاهدين فقال "رسمتك جوه طبق الفول.. أميرة واللمون معصور".

كان فيصل هو البديل الشرعي لحمادة سلطان في الحفلات القليلة التي كان يقدمها التليفزيون المصري "ليالي التليفزيون" و"ليالي أضواء المدينة"، كما تسرب أيضا إلى بعض الأعمال السينمائية ومنها فيلم "كروانة" أمام نور الشريف وبوسي.

لم يستطع فيصل أن يصمد كثيرا، وبدأ ظهوره يقل مع بداية موجة الأفلام الكوميدية التي يؤرخ لها بالعام ١٩٩٧ بفيلم "إسماعيلية رايح جاي" لمحمد هنيدي، وقدم برنامجا بعنوان "كرسي في الكليب" على قناة "نايل كوميدي".

مدحت بركات
كان لابد لأي مونولوجست جديد يظهر في وجود حماده سلطان وفيصل خورشيد أن يقوم بشيء مختلف، فظهر مدحت بركات بالجديد نسبيا. اشتهر بتقليد أصوات الطيور محاولا صنع "سكيتشات" كوميدية مختلفة، إضافة إلى تقليد الفنانين علي الحجار ونبيل شعيل، مع إلقاء بعض النكات.

ظهر مدحت في عدد من حفلات التليفزيون أيضا، وكان يراهن عليه المسؤولين عن تلك الحفلات لأن يكون بديلا لحماده سلطان وفيصل خورشيد، الذين جذبتهم حفلات الكازينوهات الخاصة، إلا أن مدحت اختفى باختفاء تلك الحفلات، حتى ظهر اسمه أواخر العام الماضي في خبر خاص بسرقة حقيبة وكاميرا من نجله حسام.

عصام بركات
لا أدري إذا كانت هناك صلة قرابة بين عصام بركات ومدحت بركات أم لا، لكن الأول ظهر في نفس الفترة التي ظهر فيها الثاني تقريبا، إضافة إلى الشبه القريب بينهما، لكن الأول كات تخصص في إلقاء النكات فقط، مفضلا الابتعاد عن النمط الذي حاول خورشيد ومدحت أن يقدماه، فسار على درب سلطان.

العام الماضي أيضا نشرت الصحف خبرا عن مواصلته التحضيرات لبرنامج كوميدي جديد، يتناول من خلاله الأحداث الحالية فى إطار كوميدى ساخر، حيث قال إنه سيقدم عدة فقرات مختلفة مابين تناول القضايا المطروحة بشكل ساخر، وبين تقديم فن النكتة ومحاولة عودته مرة أخرى، فضلا عن تقمص بعض الشخصيات الشهيرة، وتجسيدها فى إطار كوميدى على الشاشة.

ماجد القلعي
ظهر ماجد القلعي في منتصف التسعينيات، متخذا من تقليد الفنانين فقط منهجا له، برع في تقليد ميمي شكيب وحسين فهمي ومصطفى فهمي وعماد حمدي. لم يستمر القلعي كثيرا، واتجه إلى التمثيل وتقديم بعض البرامج.

عادل الفار
"هوبا تيتو مامبو"، تلك الجملة التي نجح بها عادل الفار أن يكون متواجدا على الساحة في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، وكانت ضمن سكتش كبير لمباراة كرة قدم بين فريقي "مصر الجديدة" و"بولاق".

ظهر الفار بسرعة الصاروخ، واستطاع أن يكون نجما في الفضائيات خصوصا بعد أزمته مع فيفي عبده، وقدم أيضا عددا من الأغنيات الكوميدية والأفلام السينمائية والمسلسلات والمسرحيات، كما قدم برنامجا تليفزيونيا، لكنه لم يستطع البقاء.