فيلم الرسوم المتحركة Zootopia.. لنناقش مشاكل العالم الحقيقية بطريقة مرحة!

تاريخ النشر: الجمعة، 11 مارس، 2016 | آخر تحديث:
الأرنبة والثعلب يحلان الجريمة معا

أحدث أفلام ديزني على الساحة هو فيلم الرسوم المتحركة Zootopia، الذي قدم خليطا ممتازا من المرح والكوميدية، لكن في باطنه كان يحمل مغزى أكبر بكثير من تلك المشاهد، ولا عجب إن ترشح للأوسكار العام المقبل.

الفيلم هو الـ55 لشركة ديزني، لكن يبدو أن الشركة قررت أن تصل لأبعاد جديدة، وتعود للمنافسة بقوة من خلال مدينة الحيوانات التي تطورت لتحيا في مدينة مثل البشر.

تخيل عالما فيه الحيوانات تطورت وتعيش كما يعيش الإنسان، ويركز الفيلم على "جودي هوبس" الأرنبة الصغيرة التي تحلم بأن تصبح شرطية يوما ما.

بكل تأكيد هي أول أرنبة تفعل هذا على الإطلاق، ومع سلسلة من حالات الاختفاء في بلدتها، تستعين بـ "نيك وايلد" الثعلب، مع الوضع في الاعتبار أن وظيفتها أصبحت في خطر، وتطور لنظرية المؤامرة خلال الأحداث المتلاحقة للفيلم.

طريقة تحركات "جودي" خلال الفيلم كانت رائعة للغاية، والمخرجين بايرون هاورد وريك مور قد قدموا تحركات وطريقة متميزة لتقديم الأرنبة المتفائلة المتحركة.

شخصية "هوبس" كانت متفائلة صعبة المراس وقد يجعلها هذا تبدو ساذجة في بعض الأحيان، أما "نيك" فهو الشخص القادر على أن يحول أي موقف إلى فكاهة بطريقته الخاصة وجعل أي شيء يدور حوله.

الفيلم يشكل طاقة من المرح والتفاعل مع المشاهدين منذ لحظاته الأولى، ولحظات أخرى بالإسقاط على مجريات الحياة في الواقع، مع والدي "جودي" يخبرانها بأن تحلم لكن ليس عليها أن تحقق أحلامها.

Zootopia ركز أكثر على سباق العلاقات الإنسانية، وعقلانية الأشخاص التي تفيد حينما يتحول أحد المواقف في الحياة إلى موقف مخيف.

يعكس الفيلم بصورة أكبر الوضع الحالي للعالم، من خلال بعض الشخصيات السياسية التي تقوم بقرع طبول الجدال بين الأشخاص العاديين وبعضهم البعض.

هناك دراما بالفيلم أيضا، ونجح الفيلم في تجنب خلط المشاعر، وبعض الكلمات التي تحتوي على إسقاطات من أفلام أخرى مشهورة، أحدها إسقاط على فيلم Frozen مثلا.

حتى أغنية شاكيرا بالفيلم كانت متميزة وستظل عالقة بآذان المستمعين لفترة لا بأس بها، الفيلم بأكمله هو مثال حي على طريقة ديزني في تقديم خليط رائع من الماضي والحاضر معا.

تبنى الفيلم فكرة الحيوانات المتحركة التي تتصرف كالبشر وهي فكرة كلاسيكية للغاية، ولكنه أعطاهم طريقة عصرية في التواصل والتفاعل والحركة وحس الدعابة.

ربما لم يقدم الفيلم فكرة جديدة كليا، بوضع بطلين يقومان معا بحل جريمة ما، هي قصة نمطية قدمت بأكثر من طريقة وأكثر من مرة، لكن الطرح ذاته كان مختلف كليا عما قدم سابقا.

الفيلم قدم مادة ذكية بأحداث سريعة للغاية، وطريقة أداء الأصوات أيضا من جينيفر جودوين وجاسون بايتمان وإدريس إلبا وجيني سلايت جميعهم كانوا مميزين.