FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الجمعة، 13 مايو، 2005 | آخر تحديث: الجمعة، 13 مايو، 2005
العراقيون يتابعون محاكمة صدام على شاشات التلفزيون

كان (فرنسا) - رويترز : يشارك لأول مرة فيلم عراقي في مهرجان كان السينمائي ، إذ يعرض في دورته الحالية فيلم "الكيلو متر صفر" للمخرج الكردي العراقي هينر سليم.

ولم تكن رحلة سليم إلى كان سهلة ، إذ صادف صعوبات في تحضيره الفيلم ، بدأت من العراق حيث لم يجد أي مثال كردي يوافق على صناعة تمثال للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من أجل ديكورات الفيلم ، وحينما لجأ إلى مثال عربي يصنع التمثال ألقت السلطات الكردية القبص عليه.

وقال سليم إن الفيلم ليس سياسيا بقدر ما هو تصوير لصدام ، وللنظام الذي قمع الأكراد بوحشية ، وعكس للانقسامات العرقية الحالية في العراق ، وهذا ما جعل منه فيلما متعلقا بالأحداث الجارية.

وأضاف سليم أن إسم الفيلم "يشير إلى حقيقة أننا ما زلنا في نفس المكان ... فالعراق أُنشئ منذ نحو 80 عاما ، ومن حينها لم تتخذ البلاد خطوة واحدة إلى الأمام".

ويدور الفيلم قرب نهاية الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 ، ويعبر عن توتر العلاقات بين العراقيين العرب والأكراد ، وذلك من خلال شاب كردي يورط في الحرب ، ثم يرافق شاب عربي في رحلة لتوصيل جثة حيث مقرها ، في إشارة لمستقبل العراق الغامض.

ويتسم الفيلم بنوع من القتامة ، لكنه يصل إلى نهاية ايجابية عندما يحتفل البطل الكردي ، وزوجته التي هربت إلى باريس بأنباء هزيمة صدام في عام 2003 ، لكن سليم يعود إلى قتامته في المشهد الختامي الذي يظهر على الشاشة فيه عبارة مكتوبة "ماضينا كان سيئا ، وحاضرنا مأساوي ، لكن لحُسن الحظ ليس لنا مستقبل".

وعلق سليم على ذلك بإنه اقتبس هذا الفول من جده حينما كان يسمعه وهو صغير "الجزء الأخير من الحوار في الفيلم هو شىء كان جدي يردده ، وأعتقد أنه ما زال صالحا جدا اليوم".

وأكد أنه سيكون من الصعب بناء عراق يعيش فيه العرب والأكراد والسنة والشيعة معا في سعادة ، لاسيما أن هذا ليس في مصلحة كل البلدان المحيطة بالعراق وغيرها ، "ما علينا إلا أن ننتظر ظهور صدام حسين آخر".

يذكر أن فيلم "الكيلومتر صفر" هو ثاني فيلم يصور في شمال العراق منذ إنتهاء حرب 2003 ، وكان الفيلم الأول "السلاحف يمكن ان تطير" من إخراج الإيراني بهمان غوبادي.