بعد أغنية "القاهرة".. إسكندرية تكسب!

تاريخ النشر: الأربعاء، 3 فبراير، 2016 | آخر تحديث:
لقطة من أغنية القاهرة لعمرو دياب ومحمد منير

أغنية "القاهرة" التي قدمها عمرو دياب ومحمد منير، استقبلها الجمهور كلٌ حسب هويته ومستواه الفكري وانحيازه الفني.

شاهد- أغنية "القاهرة" لعمرو دياب ومحمد منير

فأبناء الهضبة ومهووسوه، رؤوها امتدادا لعبقرياته المتتالية التي لا تنتهي، وجمهور الكينج ومجانينه اعتبروا مشاركته فوزا كاسحا له على دياب، برغم تواجده البسيط فيها، بينما ندر من بين الجمهورين، من رأوا أنها تجربة غير موفقة.

أما "المؤدلجون" قليلا، وبعض الفيسبوكيين والتويتريين، فتساءلوا عن قاهرة العشوائيات والفقر والجهل، ورأوا الأغنية بمفردات كلماتها ولحنها المبهج وكليبها المصروف عليه، قاصرة على القاهرة التي تظهر من هذا المبنى الشاهق المطل على النيل، مؤكدين أنها أغنية دعائية لها هدف سياحي وسياسي.

بينما اختلف المتذوقون فنيا على استقبال الأغنية كفكرة وكلمة ولحن، إلا أنهم لن يتشاجروا كثيرا، لأنها أغنية "وهتعدي"، ولن يقف التاريخ عندها كثيرا، اللهم إلا أنه لقاء سحاب حقيقي بين قامتين غنائيتين مهمتين تعيشان في عصر واحد.

وبعيدا عن هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء، لابد أن نسأل سؤالا "ما موقع أغنية القاهرة من الأغاني التي تغنت بالمدن المصرية؟".

القاهرة
"هنا القاهرة .. الساحرة الآسِرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة.. هنا القاهرة .. الزاهرة العاطرة الشاعرة النيّرة الخيّرة الطاهرة" هي كلمات الشاعر الكبير سيد حجاب وألحان الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وغناها علي الحجار، وهي تعتبر أهم ما غُني للعاصمة.

هناك أغنية أخرى تحمل نفس الاسم "هنا القاهرة" غنتها نوال الزغبي في أعقاب ثورة يناير، لكنها متواضعة فنيا، ولم تستطع أن تجد لها مكانا مقبولا في هوجة الأغاني التي قدمتها النجمات اللبنانيات لمصر وقتها.

طالع أيضا
١١ خاطرة ستطاردك أثناء مشاهدة عمرو دياب ومحمد منير في "القاهرة"
عن أي قاهرة غنى عمرو دياب؟
عمرو دياب يعلن اسم الشركة التي ستتولى إنتاج ألبومه الجديد

الإسكندرية
إسكندرية تكسب"، ربما هي الجملة التي تقفز إلى الأذهان إذا تمت مقارنة الأغاني التي قدمت للقاهرة وأي مدينة مصرية أخرى، بالمقارنة بالإسكندرية، فالمدينة الساحرة هي التي تغنى لها محمد منير ومن قبله الشيخ إمام في لحنين مختلفين "يا إسكندرية.. بحرك عجايب.. ياريت ينوبنى م الحب نايب"، من كلمات أحمد فؤاد نجم، الذي كتب أيضا "إسكندرية المحروسة.. بالصيادين وسمك موسى" التي لحنها عمار الشريعي وغناها خالد عجاج كمقدمة لمسلسل "ريا وسكينة".

نجم والشريعي أيضا كانت لهما تجربة أخرى غناها محمد الحلو وهي "وعمار يا إسكندرية.. يا جميلة يا ماريا .. وعد ومكتوب عليا .. ومسطر ع الجبين .. لاشرب م الحب حبة .. وانزل بحر المحبة .. واسكن حضن الأحبة .. والناس الطيبيين"، وهي الأغنية التي كانت تتر نهاية مسلسل "زيزينيا".

أما الأغاني التي كانت للتغزل في المواطن السكندري نفسه فكثيرة، منها "يا بنات إسكندرية" التي غنتها المجموعة في مسرحية "ريا وسكينة"، و"يا أهل إسكندرية" لمحمد قنديل، و"يا غزال يا اسكندراني" لمحرم فؤاد، "ويا قمر يا اسكندراني" كلمات الأبنودي وألحان كمال الطويل وغناء محمد رشدي، وحتى "يا إسكندراني" لعلي الحجار، و"آه يا واد يا اسكندراني" والتي غناها مصطفى قمر، و"إسكندرية الصبية" للشاعر سيد حجاب وألحان الشريعي وغناء حنان ماضي، وهي كانت تتر مسلسل "البحار مندي"، و"شط اسكندرية" لفيروز".

المناسبات
يا بيوت السويس" و"صباح الخير يا سينا" و"سينا رجعت كاملة لينا" وغيرها الكثير من الأغنيات التي تغنت أثناء حرب الاستنزاف وبعد حرب 73 ورجوع سيناء بالكامل للسيادة المصرية بعد محادثات طابا، ربما تكون ذات طابع سياسي مناسباتي، وهو غرض يختلف تماما عن الأغراض التي قدمت من أجلها الأغنيات التي تغنت للمدن الأخرى.

محمد منير وأحمد منيب تغنيا للنوبة "بلاد الدهب" بحكم انتمائهما، كما تغنت ليلى مراد لـ"ساكنى مطروح" بحكم دراما فيلم "شاطيء الغرام"، وهو نفس الأمر لـ "الأقصر بلدنا" والتي غناها محمد العزبي في فيلم "غرام في الكرنك"، لكن الملفت أن باقي المحافظات لم يكن لها نصيب من الغناء إلا في الأغنيات المجمعة بدءً من "تعالى نلضم أسامينا" لمحمد منير، وانتهاءً بـ "بشرة خير" لحسين الجسمي.