بناء على أحداث قصة حقيقية حدثت في ٢٠٠٠، استطاع Spotlight الذي عُرض لأول مرة في الثالث من سبتمبر في مهرجان فينسيا أن يحصل على اهتمام كبير من النقاد، قبل أن يتم طرحه في دور السينما، وينتقل الاهتمام إلى الجمهور تفاعل إيجابيا معه، وكانت النتيجة ٦ ترشيحات لجوائز الأوسكار ٢٠١٦.
شاهد- الإعلان التشويقي لفيلم Spotlight
القصة
تدور أحداث الفيلم حول فريق مكون من ٤ أشخاص في قسم "سبوتلايت" في جريدة "بوسطن جلوب"، يخوضون مغامرة صحفية لكشف قضية بأمر من رئيس التحرير الجديد، ليجدوا أنفسهم جميعا منخرطين في قضية معقدة لها أبعاد سياسيه ودينية، وسط عدم تعاون من المسؤولين كي لا يظهر التحقيق إلى النور.
وعلى الرغم من احتواء الفيلم على عنصر الغموض بعض الشيء، إلا أنه لن يثير انتباه محبي أفلام الإثارة والغموض، الفيلم هادئ، بإيقاع متوسط واختيار جيد من مخرج ومؤلف العمل الذي منح الفيلم عنصر الواقعية.
أثناء مشاهدتك لفيلم Spotlight ستنسى بعد الربع ساعة الأولى أنك تشاهد فيلما، وستشعر بأنك أصبحت واحدا من أعضاء فريق التحقيق، هذا الأسلوب ربما جعل الفيلم أقرب إلى الأفلام الوثائقية قليلا في بعض الأحيان، ولكن أي طريقة طرح أخرى للفيلم كانت ستفسد الكثير من متعته.
شخصيات الفيلم الكثيرة كانت عامل قوة بفضل تنوعها، وتم تقديمها جميعها بشكل رائع، مع عرض خلفية كل شخصية في الوقت المناسب، وأهداف كل شخصية من وراء العمل في هذا التحقيق الصحفي، أو المساهمة فيه بأي شكل من أشكال المساعدة، وأيضا أهداف الأشخاص الذين يهدفون إلى تعطيل هذا التحقيق الصحفي، سواء من خلال تقديم معلومات منقوصة أو خاطئة، أو حجب المعلومات تماما.
الممثلون
يضم الفيلم طاقم تمثيلي ضخم، كما يمكن اعتبار الفيلم بطولة جماعية، فلا يوجد بطل أوحد للفيلم وجميع الأدوار الرئيسية ظهورها على الشاشه متساو.
مايكل كيتون: استفاقة كيتون في العام الماضي في Birdman كانت بحاجة إلى فيلم آخر يقدم فيه أداء مميزا، ليؤكد استفاقته لنفسه أولا ولجمهوره ثانيا ولصناع السينما في هوليوود في المقام الأول.
وقدم كيتون في الفيلم قدم مميزا، فدوره كان من الممكن أن يكون أقوى؛ ويُلام على ذلك كتّاب السيناريو، الذين كتبوا شخصيات جيدة جدا، ولكنها لم تصل إلى الممتازة.
مارك روفالو، واحد من أكثر الممثلين المظلومين في هوليوود بلا أدني شك، على عكس مايكل كيتون، فإن السيناريو منح روفالو الفرصة في مشهدين أن يُظهر أكبر قدر من قدراته السينمائية، تحدٍ لم يكن بالصعب على روفالو، فمارك استحق ترشيحا للأوسكار في فئة "أفضل ممثل في دور مساعد".
قدمت راتشيل ماك-آدامز أداء جيدا، وشخصيتها كانت مكتوبة بشكل جيد، وأداؤها كان مناسبا للدور، الملاحظ مع راتشيل شيء حدث معها في مسلسل True Detective، وتكرر في Spotlight، وهو عند مشاركتها في عمل به عدد كبير من الأبطال (عمل جماعي) لا تقدم أفضل ما عندها، و لا تقدم الأداء الذي يجعلها العنصر البارز وسط البقية.
السيناريو
لم يكن السرد في الفيلم يحمل أي نوع من الابتكار، وتمسك المؤلفان بأسلوب السرد التقليدي، وهو اختيار موفق، وجعلك كمشاهد تندمج مع أحداث الفيلم بسرعة.
ولكن العيب الوحيد الذي لم يوفق كاتبا السيناريو جوش سينجر و توم ماكارثي فيه هو أن خيوط التحقيق من المعلومات في التحقيق لم تكن تدريجية، أي أن كل خيط عبارة عن خط للانتقال للخيط الآخر، ولكن خيوط التحقيق كانت متوازية تتلاقى أحيانا، وتبتعد كثيرا لتتلاقى في النهاية.
هذا سيجعلك في بعض المشاهد تفقد القدرة على توصيل الخيوط ببعضها البعض، وتحتاج إلى دقيقة تستدعي فيهاالأحداث، وتنظم تلك الخيوط لتحدد المعلومات المتاحة حتى هذه اللحظة، والمعلومات المطلوبة لإتمام التحقيق، خصوصا وأن التحقيق تجده يتوسع تدريجيا مع مرور الأحداث.
الإخراج
توم مكارثي عرفناه كممثل، وقدم ٤ أفلام كمخرج تباينت مستوياتها خلال مسيرته، وفي مطلع ٢٠١٥ قدم فيلم The Cobbler، الذي يعتبر من أسوأ أفلام العام مع الممثل آدم سندلر، لذلك كان التحدي كبير أمامه.
وتوقعت الأغلبية فشل توم مكارثي قبل عرض الفيلم، لكنه فاجأ الجميع، وربما فاجأ نفسه أصلا، بتحكم رائع في الأداء التمثيلي للممثلين، وإخراج أفضل أداء منهم.
وهنا لا أتحدث فقط عن الأبطال الرئيسيين، بل أتحدث أيضا عن الممثلين الذين ظهروا في مشهد أو اثنين، الحفاظ على إيقاع واحد للفيلم، وتصويره بطريقة تجعلك كما قلنا من قبل تنسى أنك تشاهد فيلما.
ربما توم ماكارثي ليس الأفضل في ٢٠١٥، و لكنه من ضمن قائمة الأفضل بلا شك.
التقييم النهائي
فيلم Spotlight يضم طاقم تمثيلي قدم أداء رائعا و متجانس، سيناريو الفيلم جيد جدا، توم ماكارثي كمخرج يقدم أفضل أداء له في مسيرته، فيلم Spotlight هو واحد من أفضل ١٠ أفلام عرضت عالميا في ٢٠١٥، ووجوده كمرشح لجائزة "أفضل فيلم" ترشيحا مستحقا.
الفيلم يمكن اعتباره المفضل لدى النقاد والجمهور في ٢٠١٥، فـSpotlight نال الفيلم جائزة النقاد كأفضل فيلم بالإضافة إلى تقييم 8.3 من الجمهور على موقع IMDb.com.