محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الاثنين، 4 ديسمبر، 2006 | آخر تحديث: الاثنين، 4 ديسمبر، 2006
داني جلوفر كما بدا في ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثلاثين - تصوير : محمد ممدوح

"قد أكون أمريكي المولد ، لكني أفريقي والكل يعرف ذلك" ، هكذا وصف الممثل الأمريكي داني جلوفر نفسه في المؤتمر الذي عقد في ثاني أيام مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الثلاثين ، الذي أجرى بعده هذا الحوار مع مراسل موقع FilFan.com.

الموقع : من مشاهدتك لبعض الأفلام المصرية ، ما الذي تحتاجه السينما المصرية للوصول للمشاهد الأمريكي والعالمي؟

جلوفر : أتعلم ، أنا أشعر أنه شيء ظالم أن يكون الأمر بهذه الصورة ، فالأفلام الأمريكية تغزو العالم كله ، بينما لا يعرف المشاهد الأمريكي شيئاً عن السينما المصرية أو العربية أو الإيرانية أو الهندية ، إلا بضع أفلام تعرض في المهرجانات ولا تشاهدها إلا الصفوة ، وهذا خسارة للجانبين ، للمشاهد الأمريكي الذي يصبح جاهلاً بالآخر وبكم كمصريين ، لأنكم لا تملكون حق التحدث عن أنفسكم.

ما أراه هو ضرورة المحاولة بشكل أكبر لغزو السوق الأمريكي والعالمي ، وأن يكون هناك مثل هدف لمنع أمركة العالم من خلال السينما ، ليس بهدف المنافسة ، ولكن بهدف إخبار الحقيقة ، فمن حق كل دولة أن تشرح مشاكلها ومعاناتها ومجدها واحتياجاتها من خلال السينما بطريقتها وبالأسلوب الفني الخاص بها.

وأعلم أن مشكلة السينما المصرية قد تكون في حجم الإنتاج أو صعوبة التوزيع ، ولكن في المقابل قد يكون هناك سبل أخرى لفتح أسواق جديدة للفيلم المصري ، فمثلاً أجريت حوار مع شركة توزيع عبر الإنترنت ، لديها خطة لشراء أفلام من شتى أنحاء العالم ، وبيعها على الشبكة مقابل اشتراك ، هذه طريقة يمكن أن تساعد في معرفة العالم بكم.

آراؤك كفنان هل تحب توضيحها للعالم من خلال التمثيل أو الإخراج الذي خضت تجارب قليلة في عالمه؟

أنا ممثل أولاً وأخيرًا ، على الرغم من بعض التجارب الإخراجية ، إلا أني أحب كوني ممثلاً أكثر من أي شيء آخر ، وأحب فكرة تقديمي شخصيات مختلفة ، هذا يشبع شيئاً داخل شخصيتي ، أردته منذ طفولتي.

مثلاً لم أحلم قط أن أعزف على البيانو وأغني مثلما فعلت في فيلمي الأخير "فتيات حالمات" Dreamgirls مع جيمي فوكس وبيونيسيه وإيدي ميرفي ، أحب هذا أكثر من أي شيء آخر ، أحب التعبير عن نفسي بنفسي أكثر من التعبير بالكاميرا والأدوات الأخرى.

كممثل بدأت حياتك الفنية فوق خشبة المسرح ، وانتقلت إلى التليفزيون ثم لاقيت نجاحك في السينما ، أيهم تفضل؟

فترة تقديمي للمسرح كانت فترة رائعة ، أحببتها جداً ، وأحببت التعامل مع الجمهور يومياً ، لكن المسرح يأخذ جهداً كبيراً ، بروفات وأداء بشكل يومي ، حينها يصبح العمل ليل نهار ، وهو ما صرت عاجزاً عنه الآن ، رغم حبي الشديد للمسرح.

وعندما تعرفت على عالم السينما ، وجدت أنك تصور المشهد مرة واحدة ويتم تسجيله ، ويعرض بعدها لسنين ، وفي العام الواحد قد تقدم أكثر من فيلمين ، بينما من المستحيل أن تصنع الشيء نفسه مع المسرح.

وكذلك كان الحال مع التليفزيون ، إنه يفتح لك مجالاً أوسع ، وتمكث من خلاله وقتاً أكبر مع الجمهور على مدار مواسم متتابعة ، إنه شيء يساعد على وجود حميمية بين الممثل والمشاهد ، ولعله أكثر ما أحبه وأستطيع تقديمه.

وأثناء المؤتمر الذي حضره عشرات الإعلاميين وأدراه رئيس المهرجان عزت أبو عوف أجاب جلوفر على عدد من الأسئلة ومنها :

التليفزيون الكندي : وهل فكرت يوماً في تقديم فيلماً مشتركاً مع مصريين؟

جلوفر : نعم ، وهناك مشروعان في مرحلة التحضير ، وقد نبدأ الإنتاج في العام القادم ، وهو شيء أردت فعله منذ فترة ، ولكني لن أتمكن من إذاعة تفاصيل الاتفاق في الوقت الحالي.

التليفزيون الكندي : ماهو أقرب فيلم لقلبك من أفلامك؟

جلوفر : أهم فيلم بالنسبة لي هو "أماكن في القلب"Places In The Heart عام 1984 مع النجمة ساني فيلد التي حصلت عن دورها في الفيلم على أوسكار أفضل ممثلة ، والمخرج روبرت بنتون الذي حصل على أوسكار أفضل سيناريو مكتوب لفيلم سينمائي.

والأمر ليس فقط لأنه فيلم جميل أو لأن أدائي كان فيه رائعاً ، ولكن لأني قدمته من أجل روح أمي ، والتي لقت حتفها في حادث سيارة مروع فور حصولي على هذا الدور ، وكان علي التوجه إلى المستشفى للتعرف على جثتها ، كنت في حالة نفسية صعبة ، لكني شعرت وكأن روح أمي تدفعني إلى الأمام ، وقررت تقديم الفيلم لأجلها.

التليفزيون الكندي : متى تلقيت دعوتك وكيف شعرت وأنت في ضيافة المهرجان؟

جلوفر : دعوة المهرجان (ضاحكاً) .. في الحقيقة كنت منتظرها منذ وقت طويل ، وتأخرت كثيراً في الوصول إلي ، وقلت حينما تلقيتها "أخيرًا تذكروني" ، لأني أحب وجودي هنا ، وأقدر تلك الدعوة بحق ، وأحب كوني جزءاً في أي مهرجان يحتفل بالسينما أو الفن بشكل عام ، وانطباعي عما رأيته فالكلمات عاجزة عن وصفه خاصة مع الاستقبال الرائع الذي وجدته منكم.

جريدة الأخبار : ماهو موقفك من الحرب الأمريكية على العراق؟

موقفي مما حصل في العراق واضح منذ الغزو الأمريكي ، وهو الرفض التام لاستخدام القوة ، وقلت هذا دوماً في كل مناسبة ، وهو نفس الموقف الذي رفضت به ما حدث في 11 سبتمبر ، والحقيقة أني عندما شاهدت تفجير برجي مبنى التجارة العالمي ، شعرت أن هناك شيئا سيئاً سيقع ، وبدأت أدعو ألا تكون القوة هي الوسيلة لتحقيق ذلك الشيء.

إذاعة مونت كارلو : ماهو أكثر ما أردت رؤيته عند وصولك مصر؟

جلوفر : أكثر ما أردت رؤيته هو المصريين أنفسهم ، وكيف يعبرون عن أنفسهم ، ليست الأهرامات العظيمة أو التماثيل الرائعة كما تظنون ، أول ما أردت رؤيته فعلاً هم الناس ، وسماعهم وهم يتكلمون حتى إن لم أفهمهم ، فأنا أشعر بالحنين في أي بلد أفريقي ، قد أكون أمريكياً لكني في داخلي أفريقي.

لذا أردت الذهاب إلى أي محل والتعايش مع المصريين الحقيقيين ، هذا أفضل وأكثر راحة من صعود أو هبوط الهرم الكبير ، مع تقديري للآثار المصرية ، لكني أفضل مقابلة الناس عن رؤية بعض الحجارة ، وما سأحرص على أخذه معي سيكون أي شيء صغير يذكرني بمصر.

إذاعة مونت كارلو : وماذا ستقول لأصدقاءك في هوليوود عن المهرجان؟

جلوفر : ليس لدي أصدقاء في هوليوود ، لكني سأتحدث كثيراً عن هذا المهرجان ، وعن الفنانيين المصريين اللامعين وعن ذلك الاستقبال ، وعن محاولاتهم تقوية فنهم ، وما رأيته هنا هو قدرة هؤلاء الفنانيين على تغير واقعهم للأفضل.

فنحن في أي مكان في العالم نحتاج للفن ليجعل حياتنا أفضل ، وليعلمنا بما يحدث بعيداً عنا ويخبرنا الحقيقة ، وهذه هي المهمة الأولى للفن ، إخبار الحقيقة ، حتى لو كان هناك بعض الخطوط الحمراء ، لابد من تخطيها وكسرها.