هاتولي مخرج (2)

تاريخ النشر: السبت، 2 يناير، 2016 | آخر تحديث:

لنجم الكوميدية الراحل إسماعيل يس 15 فيلما يحملون اسمه، منها الناجح جدا مثل "إسماعيل يس في الأسطول"، و"إسماعيل يس في الجيش"، و"إسماعيل يس بوليس سري"، ومنها المقبول مثل "إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة"، و"إسماعيل يس في مستشفى المجانين"، ومنها ما تاه في ذاكرة السينما وذاكرة جمهورها مثل "إسماعيل يس في السجن".

طالع أيضا
هاتولي منتج (1)

لكن لماذا يحدث هذا التفاوت في المستوى، برغم وجود النجم الكبير إسماعيل يس، ومعظم عوامل النجاح؟ ببساطة لأن مجموعة الأفلام الناجحة المذكورة، ويضاف إليها "إسماعيل يس في الطيران" من إخراج فطين عبد الوهاب.

من هنا تأتي أهمية مخرج العمل، مع الاحترام الكامل لسيف الدين شوكت وحمادة عبد الوهاب وحلمي رفلة، صناع الأفلام الأخرى التي حملت اسم إسماعيل يس.

مثال آخر، اشتهر محمود المليجي بأدوار الشر، لكنه وقع في فخ نمطية الأداء في عدد كبير من أعماله، إلا أن يوسف شاهين استطاع أن يُخرج منه طاقة أخرى أكثر إبداعا وأكثر بعدا عن النمطية، وذلك في أفلام "جميلة بوحريد"، عندما قام بدور المحامي الفرنسي المكلف بالدفاع عن المناضلة الجزائرية، وكذلك في رائعة "الأرض"، عندما قام بدور محمد أبو سويلم، الذي مثل ضمير الفلاح المصري في وجه الإقطاعيين وحلفائهم في السلطة.

المليجي قدم أيضا دور المحامي المغلوب على أمره في "إسكندرية ليه"، ورب الأسرة الضعيف محمد المدبولي في "عودة الابن الضال"، وكلها أعمال من إخراج يوسف شاهين.

في هذه الأعمال يختلف تماما أداء المليجي عن أدائه في "رصيف نمرة خمسة" لنيازي مصطفى، و"سمارة" و"الزوج العازب" لحسن الصيفي.

مثال أخير، كان الزعيم عادل إمام متربعا على عرش شباك التذاكر في مصر منتصف الثمانينات، بأعمال جادة كـ "المشبوه" و"حب في الزنزانة" و"الحريف"، وأعمال كوميدية خفيفة لكنها متوسطة المستوى، مثل "عصابة حمادة وتوتو"، و"كراكون في الشارع" وغيرها، إلا أنه في نهاية الثمانينات تأرجح العرش تحت أقدام الزعيم عندما قدم أعمالا دون المستوى تماما، فجاء المنقذان وحيد حامد وشريف عرفة، ليقدم ثلاثتهم عددا من الأعمال الناجحة التي حفظت مكانة عادل إمام في تاريخ السينما المصرية، ولعل أهمها "اللعب مع الكبار"، و"طيور الظلام".

وبعد انتهاء عهد شريف عرفة وعادل إمام، قدم الأول واحدا من أهم أفلامه "إضحك الصورة تطلع حلوة" مع أحمد زكي، بينما لم يقدم الثاني أعمالا بنفس الأهمية، بداية من "الواد محروس بتاع الوزير" وصولا إلى "بوبوس".

الجيل الجديد من النجوم يحتاج إلى مخرجين بنفس الأهمية والكفاءة والرؤية، وهو أمر في غاية الصعوبة نظرًا لظروف الإنتاج، والتحول الذي أصاب كثيرًا من النجوم والذي وصل إلى حد تدخلهم في كل شيء، وصولا إلى تغيير المخرج في بعض الأحيان.

الطاقات التمثيلية في السينما المصرية جبارة، ولكنها مختفية، لأنها لم توظف بالشكل الذي يليق بها، لذا لم يكن غريبا أن يبتعد فتحي عبد الوهاب عن السينما، وأن يتجه خالد الصاوي للتليفزيون، وأن يتعثر عمرو واكد ومنى زكي، وأن تقل أعمال هند صبري ومنة شلبي.

هذه الأسماء وغيرها الكثير، يبحثون عن مخرجين لإظهار مواهبهم الحقيقية، بينما يحاول آخرون أن يكتشفوا أنفسهم مثل محمد رمضان وآسر ياسين، في حين استسلم البعض للظرف السائد ولخلطة "المنتج عايز كده" ليقتل موهبته بداخله مقابل الاستمرار والتواجد، وهو منهج مُختلف عليه.