تغطية : محمد الأمير
تصوير : محمد ممدوح

قد يكون أكثر ما أرادت المخرجة إيناس الدغيدي ضمه لفيلمها التسجيلي "30 سنة مهرجان" ، الذي عرض في حفل افتتاح الدورة الثلاثين مراسم الحفل نفسها ، والذي شهد حضور كبير للنجوم المصريين والأجانب ، وتنظيم للمرور على السجادة الحمراء ، وهو ما انعكس على النجم الأمريكي داني جلوفر ، الذي كرمه المهرجان.

وقال جلوفر عقب الحفل الافتتاحي في دار الأوبرا بالقاهرة في تصريح خاص لموقع filfan.com : "مع أن هذا أول يوم لي في المهرجان ، لكني متشوق لبقية لياليه لأن بدايته رائعة بهذا الشكل ، ومستمتع بوجودي للمرة الثانية في القاهرة .. ولكن الأكثر أهمية من كل ذلك هو الاحتفال بالسينما المصرية في حد ذاتها".

وهذا ما رأى فيه النجم خالد النبوي - عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية - سبباً لجذب الجماهير للمهرجان ، قائلاً لمراسل الموقع : "المهرجان لم يصنع من أجل الفنانين فقط ، أكثر ما أتمناه مع هذه الدورة هو أن يشعر الناس بأن المهرجان قضيتهم ، لأن السينما صناعة هامة لنا ، كل فيلم قد يفتح من سبعين لمائة فرصة عمل ، ما بالك إذا أنتجنا مائة فيلم سنفتح عشرة آلاف بيت".

ولعل إدارة المهرجان استطاعت تحقيق بعض مما أراده النبوي ، بعدما أضاءت سماء القاهرة عشرات من الألعاب النارية ، أثارت أنظار وأسئلة العابرين على الضفة الشرقية من النيل حول ما يدور في المسرح الكبير لدار الأوبرا بالزمالك ، حيث نصب ممراً ضخماً فرشت عليه سجادة حمراء مرتفعة ، ليتمكن النجوم من التحدث للإعلاميين بشكل منظم.

ولعل الحضور المكثف الذي شهده مساء الثلاثاء كان الدافع لسعادة مديرة المهرجان سهير عبد القادر ، والتي قالت : "الحضور كان أكثر مما توقعنا ، كل من وجهنا لهم الدعوة شرفونا اليوم ، وحضور النجوم الأجانب مميز عن أي دورة شاركت فيها من قبل .. أتمنى أن يظل الأمر على هذا المنوال في الأيام القادمة".

وحضر الحفل وزير الثقافة فاروق حسني في أول ظهور رسمي له منذ اعتكافه في بيته بعد تصاعد الجدل السياسي حول تصريحاته الأخيرة عن الحجاب ، ورئيس المهرجان عزت أبو عوف ورئيسه الشرفي عمر الشريف ، والنجوم العالميون الذين يكرمهم المهرجان البريطانية جاكلين بيسيه والفرنسي تشارلز أزنافور والمخرج الأرجنتيني لويس بوينزو رئيس لجنة التحكيم.

وذلك ما وصفه المخرج محسن أحمد بالمكسب الكبير للمهرجان ، مضيفًا : "لابد من أن نكون منطقيين ونحن نحكم على أنفسنا ، فبغض النظر عن ذلك الابهار الذي رأيناه خارج المسرح ، وجود الشريف كرئيس شرفي للمهرجان يمثل عنصر ابهار للضيوف الأجانب ، المعتادين على مثل هذه الاحتفالات ، لأنه نجم عالمي وله تاريخه وعلاقاته بالمجتمع السينمائي في هوليوود".

ويبدو أن الشريف ليس وحده الذي يتمتع بجماهيرية في الخارج ، إذ يضيف النجم الأسمر جلوفر : "رأيت أفلاماً مصرية كثيرة ، مثل "المصير" الذي أحبه و"عمارة يعقوبيان" ، ومن المهم أن تتواصل مسيرة الأفلام المصرية ، وأن تعبر عن المصريين ، لأن هذا هو هدف السينما ، وهدف المهرجان ، أن نقول للعالم من نحن كمصريين"!

ولم يضم نجم مسلسل "مانديلا" mandela نفسه للمصريين من خلال الضمير "نحن" فحسب ، بل جاء إلى المهرجان مرتدياً عباءة أفريقية ، وبدأ كلمته في المسرح الكبير عند تكريمه بالعربية قائلاً "السلام عليكم" ، وأضاف عند خروجه لمراسل الموقع : "أنا سعيد لكوني جزء من هذا الحدث ، ومن تلك الرسالة التي نوجهها للعالم من القاهرة بأننا نريد السلام للجميع ، ونحلم بمستقبل أفضل لأولادنا".

ولكن الفنان شريف منير بطل فيلم "قص ولزق" ، المشارك في المسابقة الرسمية ممثلاً لمصر ، رأى في المهرجان وسيلة لتقييم الفن أكثر من صناعته ، قائلاً : "المهرجان ليس جهة انتاج ، وليس من حقه تحديد المواضيع المشاركة فيه وحصرها في كونها قضايا مصرية أو إقليمية ، فالمهرجان يأتي في موعده ويختار من بين الأفلام المعروضة .. ولحسن حظي أن فيلمي من بينهم والذي ينطبق عليه إلى حد كبير مواصفات جلوفر".

وأضاف شريف : "بذلنا جهداً في هذا الفيلم ، وهو مصري إلى أقصى درجة ، وكوميدي في الوقت نفسه ، ويناقش قضايا تحدث في كل بيت بلا تعقيد أو شعارات ، وليس معنى دخول الفيلم المهرجان أنه سيكون غير مفهوم للجمهور مثلما يظن أكثر الناس".

وإن كان شريف محظوظاً للمشاركة بفيلم المخرجة هالة خليل ، فإن خالد أبو النجا قال لموقع filfan.com إنه أكثر حظاً من أي مشارك آخر ، مضيفاً : "هذه الدورة مميزة جداً بالنسبة لي ، فأنا أشارك بالفيلم المصري "مافيش غير كده" لخالد الحجر والفيلم الأمريكي الكندي "واجب وطني" civic duty وهو أمر أشك في تكراره مرة أخرى ، خاصة مع النكهة الجديدة التي أضافها أبو عوف للاف