جُم يكحلوا الموسيقى ...!!

تاريخ النشر: الثلاثاء، 28 نوفمبر، 2006 | آخر تحديث: الثلاثاء، 28 نوفمبر، 2006

"مارلين مونرو مامثلتش في أفلامنا ، تشارلز ديكينز ماكتبش عن الحارة المصرية ، موتزارت موسيقته مافيهاش طبلة .. هم خرجوا اللي جواهم ، تعالوا نخرج اللي جوانا" ، هذا الشعار الذي رفعته حفلة s.o.s أو انقذوا الموسيقى الأخيرة.

رقصت طرباً وأنا أسمع هذا الإعلان ، وشجعني على خوض تلك التجربة التي تقدمها عدد من الفرق الباحثة عن الفن وحسب هو نجاح التجربة الأولى ، والهدف النبيل الذي ترفعه.

وحسب فهمي المتواضع تخيلت أن تكون الموسيقى المصرية ، أو الشرقية هي الموسيقى المجني عليها ، والتي سنحاول انقاذها معاً ، وخاصة مع مشاركة فرق لها اسمها وجمهورها مثل "وسط البلد" و"صحرا" و"الدور الأول" والحب والسلام".

وفي الحديقة الصينية ، بدأت آمالي تتبخر تدريجياً ، بداية من الجمهور ، وبائعات السجائر اللآتي جعلني أشعر وكأني في فيلم أمريكي من عصر الستينات ، مروراً باللغة الإنجليزية الطاغية على المسرح والجمهور ، الذي جسد الشباب أغلبه ، نهاية بأغلب الفرق المشاركة.

غصباً عني بدأت أذناي تبحثا عن صوت الطبلة الشرقي ، أو رنة أوتار عود وقانون مصريين ، وصرت أتصيد الكلمات العربية ، المواضيع المصرية ، وعيناي زائغتان في محاولة للبحث عن أي مظهر يدل على مصرية تلك الحفلة ، التي جاءت لتخرج ما بداخلنا كمصريين ، وبطريقتنا المصرية ، طالما أن العالم كله يتبع الطريقة الغربية.

ولكن للأسف ، ما رأيته كان تطبيقاً للمثل القائل "جاء يكحلها عماها" ، فأغلب الفرق المشاركة استخدمت إيقاعات غربية ، وكانت الكلمات أجنبية في معظمها ، والآن لا أستطيع إزالة شكل مغني فريق "wyfren" من خيالي وهو يهز رأسه بشعرها الطويل ، على أنغام الجيتار المزعج ، نعم قد يكون هذا الشخص شرقي الهوية ، ولكنه أمريكي الهوى ، وهكذا كان الحفل في أغلب مظاهره.

s.o.s مبادرة رائعة ، وأنا معها قلباً وقالباً ، ولكن بالمفهوم الفعلي لإنقاذ الموسيقى المصرية ، وأنا لست رافضا لمزج موسيقانا بالآلات الغربية ، أو الإيقاعات الأجنبية ، فهذا سيفتح آذاننا لثقافات أخرى ، وقد يفتح الباب لفنانينا لجذب آذان الغرب ، فيفهمونا بلغتهم ، لكن لابد أن تظل شخصيتنا واضحة في النهاية.

لابد أن تظهر الطبلة من حين إلى آخر ، وأن يداعب الرق المصري آذاننا ، أن تعبر الكلمات عن عم أحمد بائع الفول ، أو حمدان الفلاح في أرضه ، أو جرجس الموظف البسيط ، أو عن شاب فقد هويته ما بين أنغام موسيقى الـ"هيفي ميتل" والروك آند رول وعناقيد العنب العنب العنب!