FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 مايو، 2005 | آخر تحديث: الثلاثاء، 10 مايو، 2005
ريدلي سكوت مخرج فيلم "مملكة الجنة" لدى وصوله للعرض الأول في لندن في الثاني من مايو الجاري - الصورة من رويترز

القاهرة (رويترز) - يحظى فيلم "مملكة الجنة" أو kingdom of heaven الملحمي الجديد بالترحيب في العالم العربي ، ويقول رواد دور السينما إنه يقدم شيئاً مختلفاً عن الصورة النمطية للعرب والمسلمين في أفلام هوليوود بوصفهم إرهابيين.

كما أن الفيلم الذي أخرجه ريدلي سكوت ويصور معركة وقعت في القرن الثاني عشر بين المسلمين والصليبيين من أجل السيطرة على بيت المقدس ، هو بمثابة رسالة تأييد يرحب بها أنصار الاعتدال في مواجهة التطرف فيما يتعلق بالعلاقة بين الإسلام والغرب.

وقال الكاتب اللبناني أمين معلوف مؤلف كتاب "الحروب الصليبية كما رآها العرب" أنه من من الواضح تماماً أن الفيلم يعادي التعصب الديني "وكل ما يصب في إطار مواجهة الكراهية والتعصب والمعارضة التلقائية بين العالمين هو أمر مرحب به".

وشعر بعض الزعماء الدينيين بقلق إزاء إحتمال أن يؤدي عرض فيلم يدور حول "الحروب الصليبية" ، وهو تعبير استخدمه الرئيس الأمريكي جورج بوش ذات مرة لوصف الحرب على الإرهاب ، إلى تغذية فكرة الحرب بين الغرب والإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ، لكن الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي أشار في هذا الصدد إلى أن الفيلم "يهدف لمداواة جراح وليس لاعادة فتحها".

وأضاف أن صلاح الدين الذي لعب دوره الممثل السوري غسان مسعود كان سيترك انطباعاً أفضل إذا ما أعطاه سكوت مساحة أكبر "فقد رأينا لمحات من بطولته" ، ثم استطرد أن ذلك "لا يلبي كل الطموحات ولكن لا نستطيع ان نطلب من ريدلي سكوت أن يقدم كل شئ حسبه إنه قدم صورة بها قدر من التوازن."

على الجانب الآخر ، اتهم بعض المؤرخين سكوت بأنه كان شديد التعاطف مع صلاح الدين الأيوبي وهو القائد الكردي لجيش المسلمين في عام 1187 م ، وهو الذي استعاد السيطرة على القدس من الصليبيين ، حتى أن أكاديمي بريطاني قال إن الفيلم يقدم "رؤية اسامة بن لادن للتاريخ".

أيضاً ، أشار معلوف إلى أن الفيلم بدا متحاملاً بشدة على فرسان المعبد ، وهم طائفة من المحاربين الصليبيين ، وأضاف في مقابلة عبر الهاتف من فرنسا: "كان هناك في معسكر العرب أيضا من أرادوا الحرب بأي ثمن ، وانطباعي هو أن السياق التاريخي كان سليماً وأن الفيلم يحمل روح تلك الأيام".

كما أشادت جماعات إسلامية بالفيلم الذي أخرجه مخرج "المصارع" أو "gladiator" بسبب إسلوب تقديمه لشخصية صلاح الدين.

ويرى بعض من شاهدوا الفيلم في العالم العربي أن "مملكة الجنة" قد يساعد على إصلاح بعض ما لحق بسمعة الإسلام بفعل أفلام هوليوود التي تضع أبطال أمريكيين في مواجهة مع مسلحين مسلمين ، وبسبب ما يراه البعض تغطية إخبارية غربية متحيزة وغير عادلة للمنطقة.

وهو ما أكدته أيضاً دينا الإمام ، وهي مصرية-امريكية تقيم في القاهرة ، قائلة: "عادة ما يظهر العرب والمسلمون في أفلام هوليوود بوصفهم متوحشين متعطشين للدماء ، إلا أن مملكة الجنة أكثر عدلاً فهو يقدم العرب والمسلمين بصورة أفضل كثيرا."


ولكن لم يجمع كل من شاهدوا الفيلم في الشرق الأوسط على الإشادة بسكوت ، حيث اعترض أسعد أبو خليل ، وهو أكاديمي لبناني يعيش في الولايات المتحدة ، على مشهد تظهر فيه الشخصية الرئيسية وهي فارس صليبي يسمى "بليان" ويلعب دوره أورلاندو بلوم ، وهو يعلم الفلاحين العرب كيفية حفر آبار لري الأراضي الزراعية.

وقال أبو خليل في موقعه على الإنترنت: "شعرت بحزن عندما رأيت بطل الفيلم- وبعبقرية غربية- يعلم هؤلاء العرب الأقل منه كيف يحفرون للحصول على ماء كأنهم لم يكونوا يقومون بهذا الأمر منذ قرون" وووصفه بأنه "أمر يشبه الخرافة الغربية بأن هجرة الصهاينة جعلت الزهور تكسو الصحراء في فلسطين".