عبد الرحمن حويت
عبد الرحمن حويت تاريخ النشر: الأربعاء، 11 نوفمبر، 2015 | آخر تحديث:
ليوناردو دي كابريو

في قلب هوليوود من 41 عاما، وُلد النجم ليوناردو دي كابريو لأم ألمانية وأب نصف إيطالي نصف ألماني وجدود نصف ألمان نصف روس. الخليط الذي جعله أمريكيا معتادا على هوليوود وأجوائها، حسن المظهر ما سهّل له بداية مشواره الفني، يجيد الألمانية ويقدم نفسه في روسيا كنصف روسي.

أكثر ما ساعد "ليو" في مشواره – بجانب موهبته بالطبع - هو ذكائه الشديد في اختيار أدواره، أو بالأحرى في رفض أدواره، فهو يعرف كيف يتطور ويعرف من جمهوره وماذا يتوقع منه وماذا يريد هو لنفسه.

بدأ ليو في برنامج الأطفال الشهير Romper Room في عمر الخامسة.


ثم مجموعة من الإعلانات.

من سنة 1993، يمكننا تتبع خطوات "ليو" الذكية التي أوصلته لما هو عليه الآن، ففي عمر الـ19 رفض دور البطولة في فيلم ديزني الكوميدي Hocus Pocus ليقوم بدورين في المقابل؛ الأول في فيلم This Boy's Life، حيث اختاره روبرت دي نيرو بنفسه من وسط 400 متقدم. وهو الدور الذي جعل "دي نيرو" يكلم صديقه المخرج "مارتن سكورسيزي" أثناء التصوير ليلفت نظره للصاعد "ليو"، مكالمةٌ ستشكل فارقا كبيرا في تطور "ليو" فيما بعد.

والثاني فيلم What’s Eating Gilbert Grape الذي رشحه مباشرة للأوسكار عن دوره كشخص يعاني من التخلف عقلي.. في حين لم يحقق فيلم Hocus Pocus أي نجاح ولم يفز بأي جائزة مهمة.

في العام التالي، انهالت عليه عروض الأفلام الرومانسية لكونه شابا وسيما لكنه رفضها كلها، مفضلا الأدوار الصعبة كدور صانع السلاح في The Quick and the Dead، مدمن المخدرات في The Basketball Diaries، ودور الشاعر العظيم "آرثر رامبو" وعلاقته الجنسية الغريبة بصديقه الشاعر "ريفر فينكس" في Total Eclipse.

ورغم رفضه للرومانسية في السابق، وافق في 1996 على القيام بدور "روميو" في فيلم Romio + Juliet، وكأن "ليو" الشاب يوفّر جهده للأدوار المهمة.. حقق الفيلم نجاحا كبيرا وجنى 150 مليون دولار حول العالم، لكن الأهم أن هذا الدور كان عامل الحسم في اختيار المخرج "جيمس كاميرون" له في فيلم Titanic.

الجميع كان يعلم أن Titanic سيكون فيلما ضخما والجميع طمع في قطعة من الكعكة، فحاول مدير أعمال "توم كروز" خطف دور "جاك"، وحاولت شركة الإنتاج تقديم "كريس أودينيل" أو "كريستيان بيل" بدلا من "ليو". لكن المخرج "كاميرون" أصر على "ليو" بسبب دوره في روميو وجولييت. ورفض "ليو" دور البطولة في فيلم Boogie Nights للمخرج "بول توماس أندرسون" للقيام بدور "جاك".
انتهى "تايتانيك" ليكون أكثر الأفلام المربحة في التاريخ حتى عام 2010، وتصبح قصة حب "جاك" و"روز" حلم كل مراهقي العالم.

لم يكن "ليو" صائبا في اختيارته طوال الوقت لكنه كان ذكيا بما يكفي لتدارك أخطاء الماضي، ففي عام 2001 قرر صديق "ليو" المخرج "آر. دي. روب" استغلال نجومية صديقه وسعى لعرض فيلم مستقل صُوّر عام 1995 من بطولة "توبي مجواير (الرجل العنكبوت)" و"ليوناردو دي كابريو".
رفض كل من "ليو" و"توبي" عرض الفيلم وقاضوا المنتج في المحاكم، وصدر الحكم لصالحهم بمنع عرض الفيلم في أمريكا وكندا.

يمكننا القول أنه منذ العام 2002 لم يخطأ "ليو" -ذو الـ28 عاما- في الاختيار.. وكان هذا العام انطلاقته كـ"غول تمثيل". فشارك اثنين من أهم مخرجي العالم في فيلمين من أهم أفلام "هوليوود".

الأول مع المخرج "ستيفن سبيلبرج" والممثل "توم هانكس" في Catch Me If You Can، والثاني في Gangs of New York الذي ترشح لـ10 جوائز أوسكار من بينها أحسن فيلم، وفتح باب التعاون بينه وبين المخرج "مارتن سكورسيزي" الذي امتد لـ4 أفلام أخرى.

محطته التالية كانت أيضا بناء على اختيار ذكي جدا، فرفض دور البطولة في فيلم The Dreamers مقابل التعاون الثاني مع "سكورسيزي" في The Aviator.

ليوناردو دي كابريو مع مارتن سكورسيزي في كواليس The Aviator

حسنا قبل أن يغضب القارئ محب السينما؛ فيلم The Dreamers رائع فعلا، يعشقه محبو السينما وقد يذهب البعض لكونه أقوى من The Aviator، لكن "ليو" يعلم ماذا يفعل، فدوره برجل الأعمال "هوارد هيوز" رشّحه للأوسكار الثانية في فيلم فاز بـ5 جوائز أوسكار.

عامين من رفض الأدوار تلت فيلم The Aviator، رفض خلالها Sin City وJarhead وThe Good Shepherd، ليعود بدورين، الأول تعاونٌ ثالث مع "سكورسيزي" في أحسن فيلم في أوسكارز 2006 والفيلم رقم 44 في قائمة أحسن 250 فيلم لموقع IMDB، فيلم The Departed.

وشهد الفيلم التعاون الوحيد حتى اللحظة بين "ليو" والمخضرم "جاك نيكلسون".

أما الدور الثاني لـ2006 فهو الترشح الثالث للأوسكار لـ"دي كابريو" عن فيلم Blood Diamond.
تنوعت أدوار "ليو" بعد 2006 وتعاون مع طيف واسع من المخرجين، "ريدلي سكوت" و"سام مينديز" في 2008، "كريستوفر نولان" و"كلينت إيستوود" في 2010 و2011 على التوالي، ثم "تارينتينو" في 2012 و"باز لورمان" في 2013، ومع المخرج المكسيكي الحائز على الأوسكار الأخيرة "أليخاندرو جونزاليس إنيرييتو" في فيلم سيصدر في يناير القادم. وفيلمين لمارتن سكورسيزي في 2010 و2013 ترشح في أخرهما للأوسكار الرابعة في مسيرته.

استطاع "ليو" في مسيرته الخروج بسلاسة رائعة من عبائة "الفتى الأشقر الوسيم" باختيارت تضيف دائما له، وما زال أمامه العمر ليبني مجده، وبالتالي أعزائي محبي "ليوناردو ديكابريو"، ومن الآخر يعني.. متزعلوش إنه مكسبش أوسكار لحد دلوقتي وتصدّعوا الناس باعتراضكم، السنين الجاية بتاعته لوحده!