عمرو شاهين
عمرو شاهين تاريخ النشر: الأحد، 18 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
عادل إمام في مشهد من فيلم "الواد محروس بتاع الوزير"

قدمت السينما المصرية كل الأنماط و الأشكال للمسئولين ورجال الدولة في كل عصور مصر المختلفة بداية من العصر الفرعوني وصولا للعصر الحالي و تباينت نظرة صناع السينما لأصحاب تلك المناصب و المسئولين فبين الخيّر و الشرير و الفاسد والصالح والقوي و الضعيف تقاطعت شخصيات اصحاب السلطة في السينما المصرية و من بينهم نواب البرلمان، الذين قدمتهم السينما في العديد من الأفلام وقدم ادوارهم العديد من النجوم والفنانين.

عادل إمام: أكثر الفنانين دخولا للبرلمان
قدم عادل إمام شخصية النائب في البرلمان في ٤ افلام وفيها كان عادل إمام يقدم شخصية عضو مجلس الشعب الفاسد إما القادم من الفساد أو الذي فسد بعد دخوله البرلمان او الطامع في مكاسب مادية.

البداية كانت مع فيلم "حتى لا يطير الدخان" عام ١٩٨٤ عن قصة إحسان عبدالقدوس وسيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أحمد يحي وقدم إمام شخصية فهمي الذي يسعى للإنتقام من طبقة كاملة اعتبرها سببت له الضرر بأن يصبح منها بل و اغناهم و اكبرهم ليبدا مسيرته بتجارة المخدرات ليتحول فهمي من الطالب الجامعى المجتهد إلى تاجر مخدرات و يتخرج من كلية الحقوق ليصبح في فترة وجيزة واحدا من الأغنياء ليتقدم بعدها ليصبح عضوا في مجلس الشعب.

أما الفيلم الثاني هو الجزء الثاني من سلسلة بخيت و عديلة "الجردل والكنكة" عام ١٩٩٦ من تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال وفي الفيلم يسعى بخيت إلى حل أزمته الشخصية والمتمثلة في الشقة كي يتم زواجه من عديلة بأن يترشح إلى مجلس الشعب وفي جو من الكوميديا يكشف لنين الرملى عالم المؤامرات الانتخابية ودعاة الصلاح والطامعين.

والمرة الثالثة لعادل إمام تحت قبة المجلس كانت في فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" ١٩٩٩ من تأليف يوسف معاطي وإخراج نادر جلال وحيث قدم الزعيم شخصية الصول البسيط محروس الذي يلتحق بخدمة الوزير مدكور لأنه ابن بلدته ويصبح كاتم اسراره ولكن تدب الخلافات بينهما ليتقدم بعدها عادل إمام لعضوية مجلس الشعب وينجح فيقرر ان يحقق أحلامه بالثراء والانتقام من الوزير.

والمرة الأخيرة للزعيم في البرلمان جاءت في فيلم "مرجان احمد مرجان" عام ٢٠٠٧ من تأليف يوسف معاطي وإخراج علي إدريس والذي قدم فيها شخصية رجل الأعمال الفاسد مرجان أحمد مرجان والذي يخوض إنتخابات مجلس الشعب و يربح بالتزوير ليدخل المجلس لتحقيق مصالحه الشخصية.

نور الشريف.. العضو التائب
قدم الفنان نور الشريف شخصية عضو مجلس الشعب مرتين الأولى كانت في فيلم "الهروب إلى القمة" عام ١٩٩٦ من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج عادل الأعصر وقدم فيه شخصية سيد الهوا الهجام الذي يتعرض للظلم على يد أحد الضباط فيقرر الإنتقام منه بسرقته و يحاول الإعتداء على زوجته ثم يهرب و يتورط مع عصابة شهيرة تقرر تغير شخصيته تماما ليتحول سيد الهوا في يوم وليلة إلى رجل الأعمال وجدي الزيني الذي يقرر الدخول إلى مجلس الشعب و لكنه يصل للحظة إفاقة فيقرر فضح الفساد في مؤتمر صحفي.

وفي عام ٢٠٠٦ قدم نور الشريف أيضا دور محمد عزام رجل الاعمال في فيلم "عمارة يعقوبيان" عن رواية علاء الأسواني وسيناريو وحوار وحيد حامد وإخراج مروان حامد، وجسد الشريف شخصية فضحت فساد بعض رجال الاعمال وتواطؤ السلطة معهم من اجل تحقيق مكاسب مادية.

جميل راتب.. اكتسااااااح
في عام ١٩٩٥ قدم الثلاثي وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام فيلمهم "طيور الظلام" وأفرد وحيد حامد مساحة كبيرة لشخصية الوزير رشدي الخيال (جميل راتب) الذي يحاول النجاح في الانتخابات بعدما تم وضعه في فخ سياسي نصبه له اعداءه ليجد منقذه في فتحي نوفل المحامي الذي يصبح ذراعه اليمين.

وعلى الرغم من عدم التصريح بفساد رشدي الخيال بشكل واضح مثل التصريح بفساد فتحي نوفل إلا أن فساده كان مستترا ويظهر بين الحين والأخر في مشاهد بسيطة أو تصرفات لا تليق بوزير يفترض أن يتحلى بعفة اليد.

حمدي أحمد.. الوجه القبيح لمجلس ٢٠١٠
في فيلم "صرخة نملة" الذي عرض في عام ٢٠١١ من تأليف طارق عبدالجليل وإخراج سامح عبدالعزيز والذي ناقش تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السنوات الأخيرة من عصر المخلوع مبارك.

قدم الفنان القدير حمدي أحمد دور عضو مجلس شعب فاسد يستغل احتياج وسذاجة جودة في أن يجعله ستار لأعماله غير المشروعة.

أحمد عقل.. سقط في لعبة الكبار
في فيلم أخر للثلاثي حامد وإمام وعرفة قدموا معا فيلم اللعب مع الكبار عام ١٩٩١، وقدم الفنان أحمد عقل شخصية عضو مجلس شعب يبلغ عنه بطل الفيلم بأنه يقوم بتهريب المخدرات للبلاد مستغلا حصانته البرلمانية.

والغريب أن أغلب أفلام السينما المصرية التي تعامل مع شخصية النائب تعاملت معه على أنه شخص فاسد بالفطرة طامع في سلطة ونفوذ ومكاسب مادية وربما إذا كان المتلقي بشيء من المراهقة السياسية ان تصبح تلك هي الصورة المنطبعة في ذهنه عن عضو البرلمان في مصر.