عذرا.. السبكي بريء

تاريخ النشر: الأحد، 11 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
أحمد ومحمد السبكي

"البيضة الأول أم الكتكوت" هذا هو السؤال المحير الأبدي الذي مهما حاولت الإجابة عنه لن تتمكن، ويضاهيه في الفن هل السينما مرآة المجتمع أم هي صانعة هذا المجتمع؟

هل آل السبكي هم من صنعوا التحرش والألفاظ الخارجة والبلطجة والرقص في الشوارع على أنغام أغاني المهرجانات بالمطاوي أم هو مشهد متكرر نقلوه للسينما مرارا وتكرارا مع زيادة جرعة الكوميدية ليتقبله المجتمع؟

وللتذكرة فقط، فالتحرش الجماعي لم يُعرض في السينما أو يُقدم بأي شكل في أفلام السبكي سوى بعد واقعة رقص دينا الشهيرة في وسط البلد، أي أنه حدث بالفعل ثم بدأ تقديم مشاهد التحرش في السينما بعده.

وإن كانت أفلام "السبكاوية" هي السبب في انتشار كل آفات المجتمع، فلماذا يتقبلها الجمهور لتحقق أكبر عائد ربح في مواسم طرحها؟ ولماذا تسمح لأبنائك يشاهدونها معك في حال عرضها بشاشات التليفزيون؟

الهجوم على السبكي ليس مبررا دوما، فمع استمرار إقبال الجمهور على هذه النوعية من الأفلام، خرج علينا العديد من المنتجين بأفلام مماثلة بعيدة عن رأس مال السبكي تماما، فهل يتحمل هو مسئوليتها أيضا؟

وكذلك هناك العديد من الأفلام التي تتضمن المشاهد الدموية والبلطجة مثل "إبراهيم الأبيض" و"حين ميسرة" و"دكان شحاتة" ويعتبرها النقاد والمشاهدين من أعظم ما أنجبت السينما في السنوات الأخيرة، وهذه الأفلام من إنتاج شركات أخرى وإخراج كبار المخرجين في مصر والوطن العربي.

لعائلة السبكي ما لها وما عليها، فرغم كل الانتقادات لا يمكن لأحد إنكار أن صناعة السينما كانت قاربت على الانهيار لولا أفلام السبكي في السنوات الأخيرة لخلت دور السينما من الأفلام المصرية، فصناعة السينما كباقي الصناعات وأدوات الاقتصاد التي تأثرت بالركود في الفترة الأخيرة.

أفلام السبكي أمر واقع مفروض عليك ليس بيدك تغييره، فهي مثل أغاني المهرجانات التي تسمعها في كل الشوارع وفي أرقى حفلات الزفاف عليك التكيف معه، عليك اختيار إن كنت تريد نشأة أبنائك في هذا المجتمع الذي تتواجد به هذه النوعية من الأفلام، أو رفضها بمجهود منك في التربية ستبذله شئت أم أبيت في عصر الانترنت والسماوات المفتوحة، الأمر كله بيدك.

ناقشني عبر تويتر