رسالة إلى الإمارات: "كفاية أوبريتات".. السينما أهم (رأي)

تاريخ النشر: الأحد، 11 أكتوبر، 2015 | آخر تحديث:
صورة مجمعة للفنانين المشاركين في أوبريت "عناقيد الضياء"

كأغلب شعب مصر، كلما سمعت كلمة "أوبريت" أتحسس أذني وبطني ومناطق أخرى، منذ عصر أوبريتات "إخترناه"..

هذا ما أصابني مع خبر عرض الأوبريت الأسطوري "عناقيد الضياء"، الذي أقامته دولة الإمارات الشقيقة على أرض مصر، بمناسبة ذكرى حرب السادس من أكتوبر المجيدة.. لكن لله الحمد طلع أن "الأوبريت" ديني ولا علاقة له بأي أحداث دنيوية.

طالع أيضا- ٧ معلومات عن أوبريت "عناقيد الضياء" الذي قدم في ذكرى حرب أكتوبر

لذلك، لا يهم إن كنت من المبسوطين بهذا العمل، ومشاهدة وسماع بوشناق و الحجار والجسمي ومحمد عساف بمصاحبة أوركيسترا عالمي يغنون على أرض الكنانة.. وعن نفسي أحترم تلك المشاعر الوطنية الجياشة صدقني.. حتى لو كان الأوبريت من إنتاج إمارة الشارقة في 2014 ولم ينتج خصيصًا لمصر.. والحمد لله أنه ليس كذلك، فمصر "مش ناقصة" جمايل ولا أوبريتات.

كذلك، لا يهم إن كنت من الساخرين و "المشمأنطين" الذين ينتظرون أي حاجة أصلاً للسخرية عليها وتسفيهها.. والتساؤل بسخرية عن علاقة ذكرى حرب 6 أكتوبر بمحتوى الأوبريت الديني.. كل ذلك ليس مهمًا.

أومال إيه المهم؟

المهم كما يقولون هو "الذكرى الحسنة".. أن يتذكره الجميع بالخير.. وبهذه المناسبة دعني أسألك وأحرجك، فاكر أي حاجة من أخر "أوبريت" اتعمل لمصر؟ سواء إنتاج مصري، أو حتى إهداء من أشقائنا العرب المحبين لمصر وشعبها؟.. وبالمناسبة دولة الإمارات كانت قد أهدت مصر "أوبريت غنائي" بعنوان "هذه مصر" في 2013 .

الأوبريتات الغنائية للأسف لا يتذكرها أحد.. دعك من نجاحها أو السخرية عليها ونسيانها سريعاُ.. فن استهلاكي صرف لا يعيش، رغم المبالغ الطائلة التي تصرف في إنتاجها.. ولا تخف لن أقول لكم إن الفقراء أولى بهذه المبالغ.. فالفقراء لهم الله.. ما أقصده أن الفن الحقيقي هو الذي في حاجة لهذه الأموال... لماذا لا تصرف أموال الأوبريتات الغنائية على فن يعيش؟.. السينما مثلاً؟.. وفي عمل أفلام دينية أيضاً بالمناسبة.. هذا هو ما أراه مهمًا.

لماذا لا تقوم دولة الإمارات بإنتاج فيلم سينمائي بمواصفات عالمية يتناول سيرة أحد المسلمين الأوائل أو عن بداية ظهور الإسلام وإنتشاره؟ والتاريخ الإسلامي في بداياته مليء بالقصص والأحداث لعمل أكثر من فيلم ضخم.

لماذا لا تخلد انتاجها الضخم بعمل فيلم سينمائي ديني يقوم ببطولته أكبر وأهم النجوم في الوطن العربي، ويخرجه أحد كبار مخرجينا.. ومصر فيها مخرجين كبار يمكنهم عمل فيلم عالمي لو توافرت لهم الامكانات.. وإن لم تقتنع بأحدهم وتريد منافسة أفلام هوليود التاريخية ذات الإنتاج المبالغ فيه والإبهار البصري الضخم يمكنك الاستعانة بمخرجين ومصورين عالميين.. المهم أنك تستطيع فعل ذلك، طالما توافر السيناريو الجيد والنية في عمل إنجاز حقيقي يحسب للسينما العربية، ولدولة الإمارات نفسها.. فالأمر، ليس مجرد فيلم، فهو يعد فرصة عظيمة لأي دولة تريد حقيقة تقديم رسالة للعالم عن الإسلام بلغة يفهمها الجميع .. لغة سهلة الوصول إلى العالم كله.. وهو ما لا يمكن أن تقوم به شركة إنتاج خاصة، حتى لو كانت ظروف السينما تسمح بذلك.

فالحقيقة بالنظر إلى تاريخ السينما العربية، والمصرية على وجه الخصوص، سنجد فقرا شديدا في قائمة الأفلام الدينية، جميعها فات على إنتاجها نصف قرن أو أكثر، نتيجة توقف المنتجون تمامًا عن إنتاج هذه النوعية من الأفلام.

أبرز هذه الأفلام وأشهرها فيلم "من عظماء الإسلام" الذي يتناول قصة حياة الخلفاء الراشدين الأربعة رضى الله عنهم، سيدنا أبوبكر الصديق، سيدنا عمر بن الخطاب، سيدنا عثمان بن عفان، وسيدنا علي بن أبى طالب، وهو الفيلم الذي أنتجته ماجدة، وأخرجه نيازى مصطفى، ولعبت الفنانة كريمة مختار دور "الراوية" في الفيلم، وشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين.

ويأتى فيلم "هجرة الرسول" كثانى أشهر الأفلام الدينية، وتم إنتاجه عام 1964، والذي يستعرض الحياة في شبه الجزيرة العربية، ويوضح الفوضى التي كانت تعيش فيه القبائل العربية، ويتناول الفيلم بداية ميلاد الإسلام في مكه، ومن بعده هجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، وشارك في بطولة الفيلم الفنانة ماجدة، يحيى شاهين، وإيهاب نافع، وشارك في تأليفه حسين حلمي المهندس وعبدالمنعم شميس، وأخرجه إبراهيم عمارة.

يأتى بعد ذلك فيلم "فجر الإسلام" الذي يستعرض قصة حياة الحارث، زعيم أحد القبائل العربية التي تعيش على سلب ونهب القوافل التجارية، والذي يرسل ابنه للثأر لعمه الذي قتله أحد الأشخاص، فيذهب ابنه إلى مكه ويعود مسلمًا، ويدور بينهما صراع ينتهى بإعتناق القبيلة بالكامل للإسلام، بعد إيمانهم بتعاليم الدين السمح، وشارك في بطولة الفيلم يحيى شاهين، محمود مرسي، سميحة أيوب، حمدي أحمد، عبدالرحمن علي، ومحمود فرج، وتم إنتاج الفيلم عام 1971، أخرجه المخرج صلاح أبو سيف، وشارك في تأليفه أيضًا مع المؤلف عبد الحميد جودة السحار.

و تضم القائمة فيلم "الشيماء" الذي يعتبر أكثر فيلم ديني ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما في ذلك الوقت، فقام ببطولته أحمد مظهر، سميرة أحمد، توفيق الدقن، عبد الله غيث، أمينة رزق، غسان مطر، محسن سرحان، حسن البارودي، صلاح نظمي، وعزيزه حلمي، وأخرجه الفيلم حسام الدين مصطفى، وكتب السيناريو والحوار عبد السلام موسى عن الرواية التي كتبها علي أحمد باكثير.

و يأتى أخيرًا فيلم "الرسالة" للمخرج الأردني الراحل مصطفى العقاد، والذي شارك أيضًا في تأليفه مع محمد علي ماهر، ويوضح الفيلم قصة ميلاد الإسلام، ومدى المعاناة والاضطهاد والتعذيب الذي تعرض له المسلمين من كفار قريش، والفيلم تم إننتاجه عام 1977، وكان يواجه مشكلة مع الرقابة التي منعت عرضه حتى فترة قريبة بسبب تجسيد الممثل القدير عبد الله غيث لشخصية سيدنا حمزة، إلى أن سمحت الرقابة بعرضه حديثا، وقام ببطولته الأخوين عبدالله وحمدي غيث، إضافة إلى محمد العربي، منى واصف، سناء جميل، عبد الوارث عسر، أشرف عبدالغفور، محمد توفيق، محمد وفيق، محمد صبيح، ومجموعة من الفنانين العرب.