المهرجانات حقيقة.. والشعبي يكسب دائما

تاريخ النشر: الاثنين، 14 سبتمبر، 2015 | آخر تحديث:
السادات مغني المهرجانات في حي السلام (تصوير: مصعب الشامي - نشرت لأول مرة في تقرير لمجلة RollingStone)

فن أغاني المهرجانات انتشر منذ فترة واستطاع أن يلفت الأنظار له وينتشر بسرعة كبيرة، كما أثار حوله موجة واسعة من الجدل سواء بين محبي هذا الشكل أو منتقديه، والمطالبين بوقفه.

والغريب أن هذه النوعية من الأغاني استطاعت أن تنتشر في جميع الأماكن وبين فئات المجتمع كافة، ولكن بنسب مختلفة.

والآن يأتي الحديث من قبل البعض عن ضرورة وقف هذا الشكل والتصدي له!

وهو الأمر الذي يعتبر مضحك وغير موضوعي بالمرة، لأن الحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يمنع أو يوقف أي فن، له محبين ومتلقيين أي كان شكله، خاصة مع هذه القاعدة التي يتمتع بها هذا الشكل الفني.

والشيء الوحيد الذي يمكن التفكير فيه هو توفير شكل فني بديل يستطيع مواجهة هذه الحالة التي نعيشها، ويمكن أن يواجه هذه الظاهرة، ولكن الحديث عن منعها أو وقفها شبه مستحيل.

ودائما ما يكون اللون الشعبي بتطوره هو الحصان الرابح في العصور كافة وعلى جميع المستويات، سواء في الموسيقى أو التمثيل، وذلك لأن الحقيقة هي أن الجمهور الشعبي هو الأكبر على أرض الواقع، وهو الذي يساهم في نجاح أي شكل فني جديد، ختصة لأنه فن يتحدث عنهم وعن حياتهم والتفاصيل التي يعيشونها، بعيدا عن ما يعتبروه المدينة الفاضلة التي لا توجد في واقعهم.

وعلى سبيل المثال لا الحصر الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية واجه العديد من الانتقادات في بدايته واعتبره البعض يقدم فنا هابطا، ولكنه استمر وحقق نجاحا استمر إلى الآن لمساندة الجمهور "الشعبي" له، إلى أن أصبح هو النموذج الأساسي للغناء الشعبي، والذي انتشر في جميع الأمكان أيضا.

اسمع أحمد عدوية يغني "السح الدح امبو"

وأي حديث عن تصدي لهذا الفن وقتها، أثبت أنه لا يتعدى مستوى الكلام فقط، ولا أساس له على أرض الواقع.

وهو ما نجده الآن متجليا في عالم السينما أو حتى التليفزيون، فنوعية الأفلام التي تتناول الحياة الشعبية، هي التي تحقق أعلى الإيرادات وتجذب الجمهور بكثافة في أي وقت وجميع المواسم.

شاهد أعلان فيلم "عبده موته"

شاهد إعلان مسلسل "مزاج الخير"

والمهرجانات ظاهرة استطاعت أن تجذب لها فئة كبيرة حاليا، نظرا للأفكار المختلفة التي تقدم فيها وشكلها وإيقاعها الراقص، والذي يحتاجه الفرد من وقت لآخر مع الاحتفال بمناسبات خاصة، ولا يمكن تصنيفها حاليا كغناء شعبي، ولكنها حالة قد تستمر وقد تنتهي كما انتهت بعض الأشكال لعدد من المغنيين، والذين حققوا في البداية نجاحا كبيرا، ولكن مع الوقت اختفوا ومنهم شعبان عبد الرحيم، الذي أثار الجدل في بدايته ولكنه مع الوقت تراجعت شعبيته.


اسمع أغنية "هبطل السجاير"

لذلك قبل الحديث عن مواجهتها والتصدي لها أو وقفها، يجب توفير البديل لهذه الفئة الكبيرة التي تستمتع بهذا الشكل الفني، وأن نقدم لهم فن شعبي حقيقي، يتحدث عن واقعهم بمقومات فنية جيدة، بدلا من التنظير والنظر على الموضوع بعين التعالي فقط.