خالد طه
خالد طه تاريخ النشر: الثلاثاء، 11 أغسطس، 2015 | آخر تحديث:
ملصق فيلم Fantastic Four

شكّلت النسخة السينمائية الجديدة لأبطال "مارفل" الخارقين Fantastic Four أو "المدهشين الأربعة" مأساة حقيقية لاستوديوهات "فوكس القرن الـ 20"، بعد أن حقق افتتاحية هزيلة للغاية في شباك التذاكر الأمريكية بأواخر الأسبوع الماضي بلغت 26.2 مليون دولار فقط.

ولم يواجه الفيلم فشلا ذريعا من الناحية التجارية فقط، وإنما أيضا من الناحية النقدية، إذ مازال يواجه انتقادات حادة وعنيفة من جانب العديد من المواقع السينمائية المتخصصة، ومنها التي حاولت التنقيب وراء فشل الفيلم بهذه الصورة، رغم تخصيص ميزانية إنتاج ضخمة له بـ 120 مليون دولار.

ويروي فيلم Fantastic Four الحبكة الأساسية لبدايات أبطاله الأربعة، وهي بتعرضهم لحادث أثناء خضوعهم لتجربة علمية أكسبتهم قوى هائلة ومتنوعة، ما بين التخفي، وما بين إشعال النيران، وما بين القوة الجبارة، وما بين المرونة الجسدية.

ونستخلص لك أبرز الأسباب التي كتبت عن نسخة Fantastic Four السينمائية لسنة 2015، وجعلت منه أفشل أفلام مجلات "مارفل" الهزلية في تاريخها، والتي قد تدفعك لعدم إهدار أموالك في شراء تذكرة لمشاهدته عند طرحه في السينمات المصرية:

1) خالي من الأجواء المرحة
عكس روح المرح السائدة بين شخصيات Fantastic Four، سواء في مجلات "مارفل" الهزلية أو في حلقات الرسوم المتحركة، والتي عُرضت للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، وأعيد تقديمها أكثر من مرة، فإن الفيلم الجديد جاء خاليا من تلك السمة الأساسية التي كانت تميّز شخصيات "المدهشين الأربعة"، دونا عن رفاقهم من الأبطال الخارقين، فجاؤوا غاية في الجدية.

حتى أن النسخة السينمائية التي عُرضت في 2005 عن "الخارقين الأربعة"، ومن بطولة جيسيكا ألبا وكريس إيفانز، فاتسمت أيضا بميزة الأجواء المرحة والطريفة.

2) فيلم غير منطقي ولا يتحدى الملل
ومع شخصيات تتسم بهذه الطرافة مثل "الخارقين الأربعة"، فلا يتحمل فيلما عنهم تبلغ مدته 100 دقيقة أي درجة من درجات الملل في المشاهد، وهو ما يراه بعض نقاد صحيفة The Guardian البريطانية في نسخة المخرج جوش تراك لسنة 2015، فكان من المتوقع أن تسير أحداث الفيلم بصورة متلاحقة، وألا تتسبب في نوم المشاهد وهو جالس على مقعده بداخل دور العرض! بحسب رأي نقاد الصحيفة.

فضلا عن أن الساعة الأولى من عرض الفيلم تخللت الكثير من الأفكار الجيدة، والتي تؤهل لتقديم جزء ثان، (وبالمناسبة سيعرض في 2017 بحسب موقع imdb)، ولكن تم الاستفاضة بها بشكل غير مبرر، ولم يتم طرحها بصورة جيدة بسبب ضعف في سرد الأحداث.

وعلى ذكر ضعف السيناريو، فالفيلم يخلو من حبكة رئيسية تنشأ منها الأحداث، فهو لا يحمل وسط مثل كل قصة نقرأها، وكل ما يركز عليه هو عمل الأبطال الأربعة لحساب الجيش الأمريكي، ثم صراعهم النهائي مع عدوهم "دكتور دووم".

3) شعر كيت مارا المستعار
من أبسط ملامح العمل الجيد هو أن يتسم بالمصداقية في كل عناصره، وهذا لم يكن متوافرا في فيلم Fantastic Four الجديد في نواحي عدة، ومنها لجوء الممثلة كيت مارا والتي شاركت في بطولة المسلسل التلفزيوني الشهير House of Cards لشعر مستعار من أجل تجسيد شخصية "سو ستورم" أو "المرأة الخفية" في الفيلم.

ولاحظ نقاد عدد من المواقع أن كيت مارا كانت تظهر تارة بشعرها الطبيعي في مشاهد من الفيلم، وبشعر مستعار في مشاهد أخرى، وهو ما سبب إزعاجا لدى المشاهد، ولا ندري ما السر من لجوئها لهذا.

شعر كيت مارا المستعار يبدو واضحا في Fantastic Four

4) مؤثرات بصرية ضعيفة
رغم ميزانية الإنتاج الضخمة المخصصة لفيلم Fantastic Four (120 مليون دولار)، إلا أنها جاءت ضعيفة وهزيلة للغاية، وأشبه بالمؤثرات البدائية المستخدمة في مسلسل "باور رينجرز"، والذي نعرفه من شهر رمضان بعد الإفطار مباشرة.

5) "دكتور دووم"
يعتبر "دكتور دووم" من أشهر الأشرار في عالم "مارفل"، بل وفي تاريخ القصص الهزلية كلها، وهو العدو الأول لـ "الخارقين الأربعة"، مثلما شاهدنا في نسخة 2005، ولكن رغما عن هذا استهان المخرج جوش ترانك بمظهره في الفيلم الجديد، بالاستغناء عن أبرز ما يميّز ملامحه، وهو القناح الحديدي الذي يرتديه، والاستعاضة عنه بماكياج مضحك وغير مؤثر في بناء الشخصية.

الفارق بين مظهر "دكتور دووم" في المجلات الهزلية وفي فيلم Fantastic Four الجديد

6) أجواء غير مريحة بداخل الكواليس
لا يمكن الاستهانة أبدا بعامل روح التعاون والألفة بين فريق العمل، ودوره المؤثرة للغاية في نجاح العمل الفني، وهو ما لم تشهده كواليس فيلم Fantastic Four الجديد على الإطلاق، فأشارت تقارير أنه كانت هناك خلافات عديدة في الرأي بين المخرج جوش ترانك وبين القائمين على شركة الإنتاج "فوكس القرن الـ 20"، ومنها في عملية اختيار الممثلين المؤدين لدور البطولة في الفيلم، إذ أن مجلة EW ذكرت أن ترشيح الممثل مايلز تيلر في دور "ريد ريتشاردز" جاء بإصرار من جوش ترانك، فيما جاء الاستقرار على كيت مارا لتجسيد دور "شو ستورم" من قبل شركة "فوكس القرن الـ 20"، دون رغبة جوش ترانك، وهو ما ولّد صداما بينه وبينها أثناء التصوير.

7) مشاهد محذوفة
وتدعيما لتغريدة مخرج جوش ترانك (المحذوفة حاليا من على حسابه على Twitter) والتي اتهم فيها القائمين على شركة "فوكس القرن الـ 20" بالاستغناء عن رؤيته لفيلم Fantastic Four، والتي تقدم بها منذ 2014، فذكر موقع The Wrap من مصادر موثوقة أن المنتجين سايمون كينبرج وهاتش باركر أعادا كتابة سيناريو الفيلم. (هل كانت تغريدة مخرج Fantastic Four وراء فشله الذريع في شباك التذاكر؟)

بل أنه كانت هناك مشاهد تم الاستغناء عنها بالكامل في نسخة العرض النهائية من الفيلم، ومنها مشهد تظهر فيه سيارة "المدهشين الأربعة" في نهاية الأحداث، فضلا عن مشهد يظهر فيه البطل الخارق The Thing في إعلان الفيلم وهو يسقط من السماء، ولم يعرض في نسخة الفيلم نفسها، وهي كلها مشاهد قد تتسبب في جني المزيد من الدولارات.

مشهد السيارة المحذوف في نهاية فيلم Fantastic Four