اعتدنا في أغنيات عمرو دياب المصورة التي سبقت فيديو "جماله" على مجموعة كليشيهات جعلت هذه الأغنيات المصورة تشبه بعضها لدرجة أنك لا يمكن أن تميز بين كل واحد منها بسهولة، لاعتمادها على الراقصات الأجنبيات والفتاة الموديل الذي يغني لها عمرو منذ اللحظة الاولى للفيديو بدون تمهيد للموقف الذي تحدث بسببه الأغنية، ربما لأنه لا يوجد موقف أصلا فكلمات الأغاني أغلبها كلمات تعبر عن لحظة استمتاع في وجود الحبيب والتعبير عن جماله والسعادة في قربه، وهذه المعاني لا تحتاج إلى قصة بل تعوضها الموديلات الراقصة وعدة مشاهد معروفة أحدها بمصاحبة الحبيب على الشاطي والأخرى مع العازفين أو في أي مكان "شكله حلو".
طالع أيضا
كيف تعرف أغاني عمرو دياب المصورة حتى إن لم يظهر فيها؟
6 أسباب تجعل من عمرو دياب زوجا مثاليا في "جماله": "يشارك في الأعمال المنزلية"
بالصور- اعرف معنى "تاتو" عمرو دياب في "جماله"
اسمع - "كوبليهات" عمرو دياب المحذوفة من أغانيه
لكن في الأغنية المصورة الحالية أصبح الموضوع مختلفا، ويمكن أن يكون بداية لتراجع عمرو دياب عن نمطيته في الأغنيات المصورة السابقة رغم وجود الشاطيء والفرقة الموسيقية وهي المشاهد المحفوظة في أغنياته المصورة كما ذكر سابقا.
إلا أن هناك أسباب أخرى تحسن هذه الصورة وتجعل أغنيته المصورة الجديدة تطورا في حياته الفنية واستعادة لصوابه الفني الذي يؤكده ذكاءه ومعرفته بما يشتاق إليه الجمهور.
56 ثانية تمهيدا للقصة
ربما لأول مرة يصور عمرو دياب خلال السنوات الأخيرة أن يقدم أغنية مصورة بها قصة متسلسلة الأحداث ولها نهاية. كان في أغنياته السابقة يدخل عمرو في الأغنية مباشرة متراقصا مع حبيبته ودمتم.
لكنه قدم لنا في أغنيته المصورة الجديدة قصة، وقبل أن يغني صنع موقفا مدته 56 ثانية به تمهيد للمتفرج للدخول في جو الأحداث قبل أن يغني؛ دياب يتسبب في وقوع مشتريات فتاة تسير تجاهه، وهي بداية مألوفة ونمطية لكنها نفذت بشكل جذاب بغرض إحداث موقف "تبديل الموبايلات المتشابهة بدون قصد" مما يعطي مبررا للقاء مرة ثانية ليستعيد كل منهما موبايله وتكون فرصة لظهور الموبايلات فترة طويلة كإعلان.
التمثيل
أدرك عمرو دياب أن جمهوره سيفرح حين يراه يمثل مع الغناء، كما أن ذلك جعله متواجداً في أماكن طبيعية كالبيت والنادي، ولا يكتفي بالتشويح بيديه وهو يبتسم للموديل، وعمرو دياب يحقق في هذه الأغنية المصورة، المعادلة التي لم تتحقق له في مسلسل"الشهرة" الذي لم يكتمل، فهو في هذه الأغنية المصورة يمثل لخمس دقائق فقط، ويمثل مستخدما الأغنية مع إيماءاته التمثيلية مما يجعله يحقق فعل التمثيل محتفظاً بظهوره الخاطف والنادر كعادته.
الموبايل والسيارة
استخدمهما عمرو دياب كإعلان، السيارة مألوفة في الأغنيات المصورة والموبايل أيضا، لكن الإعلان كان سيصبح سيئا إن لم يوظف بطريقة ذكية تخدم القصة، وأتوقع أن تكون القصة ألفت من أجل الموبايل لكن المهم هو الطريقة الجيدة التي صنع بها ذلك، الحق يقال أن الموبايل تحديدا وظف بشكل جيد وجديد، فالمشاهد لم يعتد عمرو دياب يستخدم الهاتف المحمول في أغنياته المصورة، كما أن عمرو دياب يستخدم لأول مرة في مرحلته الحالية مفردات معاصرة بها تفاصيل من حياة الناس الحالية مثل السيلفي وإرسال رسالة نصية ونسيان الموبايل وإظهار خطه وهو يكتب الرسالة ..أو يتكلم فيه وهويجلس في بيته.
القميص الرصاصي المنقوش
أدرك عمرو دياب أنه لابد من استعادة تأثيره غير المباشر على ذوق الشباب في الملابس نظرا لأنه لم يكن يهتم في أغنياته المصورة خلال السنوات الأخيرة بملابس لها ملمح مميز ومؤثر مثل بلوفراته السابقة كالبلوفر الأزرق الشهير الذي أعاد ارتدائه حديثا، وها هو يعود بقميص رصاصي اللون منقوش باللون الرمادي ويرتدي عليه جيليه أسود ويرتديه في مشهد هاديء لا يتراقص فيه بل يجلس به جلسة كلاسيكية هادئة مع حبيبته ويتخلص فيه من طابع الملابس "الكاجوال" المتشابهة في ملابس أخرى له، كذلك يبدو"لوك" شعره ومظهره الكلي وقوراً ومناسباً لهيئته.
الأغنية المصورة بعد الألبوم بسنة
لأول مرة يفعل ذلك، فالمعتاد منه أنه يروج بالأغنية المصورة للألبوم لكن لأنه عمرو دياب فقد روج الألبوم لنفسه في العام السابق، ثم مر عام تقريبا ليختر عمرو أغنية منه ويصورها مجددا ليروج للألبوم من جديد وهي فكرة صائبة، فهو لا يستهلك كل أفكاره في أوقات متقاربة بل يشوق ويفاجيء الجمهور في اللحظة المناسبة.
النهاية الشرعية
المجتمع المصري خصوصا جمهور الفتيات يحب النهايات الشرعية للعلاقات العاطفية وهي الزواج خاصة مع تعقد العلاقات العاطفية في السنوات الأخيرة، لكن ماذا لو كان عمرو دياب هو الزوج وليس مجرد الحبيب، ورغم أن الأغنية المصورة لم تشر إلى فكرة الزواج صراحة لكنه أوحى بها من خلال اختيارهما لأثاث بيتهما وتعليق اللوحة وتجهيزهما لمحتوياته ثم الإقامة فيه.