نهال ناصر
نهال ناصر تاريخ النشر: الاثنين، 20 يوليو، 2015 | آخر تحديث:
نيللي كريم وظافر العابدين في "تحت السيطرة"

تعتبر قصص الحب من الأشياء المهمة التي يبحث عنها المشاهد في الدراما التي تعرض له، فالكلام الرومانسي والمواقف الجميلة والمشاعر و النظرات تُدخلنا في عالم خيالي يحبه الكثيرون.

فمنذ نعومة أظافرنا ونحن نستمع لحكايات عن حب الأمير للفتاة الفقيرة، والذي يخطفها على حصان أبيض، وهو ما جعلنا نعتاد على أن أي قصة تُقدم لابد و أن يتواجد بها حبيبين رومانسيين تدور الأحداث عنهما، ولكن عندما اختفت هذه القصص من أعمالنا أخيرا، بحجة إظهار الواقع أو حتى لوجود أبطال للأعمال لا تتناسب أعمارهم مع مثل هذه القصص، جاء النجاح الكبير للدراما الأجنبية، وعلى رأسها التركية والهندية، بسبب ضمها لكم كبير من قصص حب.

إلا أن في رمضان 2015 ووسط زحام المسلسلات المعروضة في الشهر الفضيل، تواجدت قصص الحب الرومانسية بكثرة، بل واختلف المتابعون على أي من هذه القصص هي الأكثر رومانسية، وكانت كل فتاة تتمنى أن تعيش هذه الأجواء، وأن تجد فارس الأحلام المخلص الذي سيقدم لها كل حب واحتواء ومشاعر رقيقة.

وعاش الكثيرون مع أحداث كل حلقة، وهم ينتظرون بشوق المشاهد التي تجمع الحبيبن ببعضهم البعض، وحاولوا توقع الأحداث، وتأملوا نهاية سعيدة تجمع الحبيبين في عش صغير.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقصص الحب التي لاقت النجاح والمتابعة الأكبر في دراما رمضان 2015 جاءت نهايتها حزينة، فلم تكتمل أو يُكتب لها النجاح، وكان الانفصال والفراق غصبا هو السمة السائدة هذا العام.

وفيما يلى نرصد نهايات قصص حب تعلق بها الجمهور وحزن لنهايتها لأنها لم تكن سعيدة:

* "علي وهانيا" من مسلسل "تحت السيطرة"
على الرغم من الأخطاء الكثيرة التي عاشها بطلي المسلسل "علي" و"هانيا" أو محمد فراج وجميلة عوض، ومنها إدمانهما للمخدرات والكحوليات، ونشأة علاقة حميمية بينهما خارج إطار الزواج أثمرت عن حمل "هانيا" وهي طفلة لم تتجاوز الـ 16 عاما، إلا أن الكثيرين أحبوا هذه القصة واندمجوا معها بشكل كبير، بل واعتبرها البعض نموذجا لقصص الحب المثالية.

فكم الحرية والتفاهم بين "علي" و"هانيا"، واشتراكهما في حب العديد من الأشياء، ومحاولة كلا منهما إسعاد الآخر جعلت الكثير من المشاهدين يتداولون مفهوم علاقاتهما كـ Relationships Goals صحيحة.

قصة "علي" و"هانيا"، والسعادة التي عاشاها لوقت وجعلت الكثيرين يحبونها لم تنتهي نهاية سعيدة، فبمجرد انتهاء الأموال التي يشترون بها المخدرات، نشأت الخلافات بينهما، ومع سقوط حمل"هانيا" وضرب "علي" لها انتهى كل شيء بنهاية مأساوية لشاب وفتاة صغيرة ذهب مستقبلهما هباء نتيجة لأخطاء وقعوا فيها.

* "نادر و حنين" من مسلسل "حق ميت"
"نادر" أو حسن الرداد محامي شاب وقع في حب فتاة تعمل في أحد المطاعم وهي "حنين "أو إيمي سمير غانم، تعرف عليها وتقرّب منها بسبب شخصيتها وحنانها ورقة قلبها.

ولكن وقف أمام قصة حب نادر وحنين صعاب، أولها أنها لقيطة تربت في ملجأ للأيتام، فبعد أن علم بالأمر ابتعد عنها، ولكن حبه لها كان أكبر من كل شيء، فمع رفض والدته القاطع لهذه العلاقة ومحاولة السيطرة عليه بألا يتزوجها، رفض الرضوخ لكل هذه الضغوطات وعقد قرانه عليها.

كان زواج نادر وحنين سعيدا رغم الظروف القاسية التي مرت عليه، سواء في عمله أو بسبب تأخير الحمل، ومن شدة حبه لها قام بضرب شخص حاول الاعتداء عليها، ونتج عن ذلك دخوله السجن.

وانتهت هذه القصة بصورة حزينة للغاية، فتم قتل حنين على يد إحدى العصابات، بل وتم اتهامها في شرفها، أما نادر فظل وفيا لحبه لزوجته الراحلة، فلم يصدق أنها خانته، بل وثأر من قتلتها، وأدخلهم السجن جميعا بعد خطة ذكية قام بوضعها.

* "حاتم ومريم" من مسلسل "تحت السيطرة"
هل يوجد أفضل من أن تستمر الرومانسية حتى بعد الزواج؟ هل يوجد أفضل من زوج متفهم يحتوي زوجته، وأن تكون الزوجة محبه لزوجها؟ كانت هذا هو حال العلاقة بين "حاتم" أو ظافر العابدين بزوجته "مريم" أو نيللي كريم، والتي كانت من أكثر العلاقات التي نالت إعجابا متابعي الدراما الرمضانية في 2015.

فأغلب البنات تمنوا زوجا مثل "حاتم"، والذي وصفوه بالزوج المثالي، ولكن يبدو أن عيون الحساد كانت كثيرة، فعلاقة "حاتم ومريم" تدهورت، وانتهت بالطلاق بعد معرفته بعودتها للإدمان مرة أخرى.

ليس هذا وحسب، بل حتى وبعد حمل مريم بعد طول انتظار، لم يعودا مجددا إلى بعضهما البعض، بل تزوج حاتم من امرأة أخرى، وبعد إنجاب مريم لطفلتها "فريدة" حدثت خلافات بينهما ومشاكل على حضانة الطفلة، فالعلاقة التي أحبها وحسدها الجميع في أولها انتهت بالخلافات والمشاكل.

وظل كل من يتابع المسلسل متمنيا أن تأتي الحلقة الأخيرة بانفراجة، وهي بعودة الحبيبين من جديد، ولكن هذا لم يحدث، فحاتم لم يعد إلى "مريم" كما كان يأمل الجميع، وإنما كل ما فعله هو ترك ابنته تتربى في كنف والدتها دون أي مشاكل وقضايا ومحاكم.

* "آسر وعشق" من مسلسل "حالة عشق"
من أول حلقة في المسلسل حتى نهايته، كان المحامي "آسر" أو كريم فهمي شخص حنون يحب خطيبته "عشق" أو مي عز الدين بصورة كبيرة، إذ كان يتغاضى عن أخطائها، وتركها في فرحهما دون سابق إنذار، وظل يتحمل كل مشكلاتها ومشكلات أهلها التي أوهمته بها.

آسر كان مثالا للرجل المحب بصدق، أما عشق فكما كانت تظهر أنها تخاف على حبيبها من بطش وقسوة أهلها، لذلك أبعدته عنهم، وحاولت هي الأخرى الابتعاد عنه حتى لا يتأذى.

لكن لأن "عشق" كانت شخصية وهمية، فما هي إلا مرض فصام في الشخصية تعاني منه الشخصية الحقيقة "ملك" لظروف مرت بها، لنجد أنه وفي النهاية وبعد الحب الكبير والتضحيات والآلام التي عاشها آسر وجد نفسه في النهاية وحيدا.

* "مهيب وسحر" من مسلسل "العهد"
"أوقات بنشوف ناس مرة واحدة في حياتنا، وروحنا بتتعلق بيهم كأننا مولودين توأم".. كانت هذه الجملة كفيلة لوصف حب "مهيب" أو آسر ياسين لـ "سحر" أو غادة عادل، والذي نشأ منذ النظرة الأولى واللقاء الأول.

وكانت هذه الجملة أيضا كفيلة بجعل الفتيات يتمنين سماع مثل هذه الكلمات في الحياة الواقعية، فرومانسية سحر ومهيب لم تستمر طويلا، إذ سريعا ما حدث سوء تفاهم حولهما إلى أعداء لفترة.

وجاءت النهاية صادمة وحزينة بشكل كبير، فبعد الفرح لعودة مهيب وسحر، ولقائهما لمرة ثانية، جاءت المفاجأة الكبرى بعد أن ضحت سحر بحياتها لكي يعيش مهيب، وحتى بعد تضحيتها شاءت الظروف بأن يموت مهيب أيضا، وهو ما رفضه بشدة متابعو المسلسل، وحزنوا عليه كثيرا بعد التعلق بالأحداث والشخصيات.

* "علي وليلى" من مسلسل "حارة اليهود"
أن تقع في حب فتاة تعتنق ديانة غير ديانتك أمر سيدخلك في كثير من المشكلات، خاصة لو كانت يهودية في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل بدأت في التواجد بداخل الأراضي الفلسطينية وفرض سيطرتها عليها، وسط غضب عربي كبير فهذه هي مشكلة أخرى وأكثر صعوبة.

فـ "علي" الذي يجسده إياد نصار و"ليلى" والتي جسدتها منة شلبي كانت قصة حبهما من أجمل قصص الحب، فرومانسية الماضي ورسائل الغرام بين الحبيبين الجيران المعروف حبهما للجميع، "فليلى لعلي" كانت هي الكلمة السائدة بين الجميع.

ومع اشتعال حرب 1948، وذهاب علي إلى أرض المعركة واحتلال إسرائيل لفلسطين بدأت المشكلات، وجاء تطورها مع مهاجرة الكثير من اليهود لمصر وتهريب أموالهم، وهو ما يعتبر خيانة للبلاد.

وعلى الرغم من أن ليلى ووالدها كانا وطنيان، رفضا الذهاب إلى إسرائيل، أو حتى إرسال أموالهما إليها، لكن قصة الحب لم تستطع النجاح والصمود، حتى وبعد أن حصل الظابط علي على موافقة من الجهات الأمنية للزواج من يهودية.

وفضّلت ليلى الانسحاب والابتعاد والفراق، دون أن تضع حبيبها في أي موقف صعب، أو اختيار بين حبهما ووظيفته التي يعشقها، فكان سفر"ليلى دون وداع علي ورسالتها الرومانسية التي تركتها له وعبرت فيها عن كل مشاعرها وحبها، لتكون نهاية حزينة ولكنها واقعية لقصة حب جميلة أشعلت قلوب الكثيرين.

* "علاء و سندنس" من مسلسل "العهد"
ارتبط المشاهد بقصة "علاء" و"سندس"، على الرغم من أن مشاهدهما لم تكن كثيرة، ولكن مع كل ظهور لهما كان الجمهور يحب تواجدهما سويا.

وحتى هذه القصة التي لم تأخذ حقها لم تنته بنهاية مفرحة، "علاء" أو أحمد مجدي تم إعدامه لتبقى "سندس" أو أروى جودة وحيدة تبكي على حبيبها، الذي ضحى بحياته من أجل الناس ومعتقداته وأفكاره.