خالد طه
خالد طه تاريخ النشر: الأحد، 31 مايو، 2015 | آخر تحديث:
ذيب يصل إلى دور العرض المصرية الأربعاء ٣ يونيو ٢٠١٥

يمتلئ فيلم ذيب بالمغامرات في الصحراء خلال الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى، لكن المغامرة الكبرى خاضها صناعه عندما قرروا الاعتماد في بطولة الفيلم على أفراد من العشائر البدوية التي عاشت لمئات السنوات بمنطقة التصوير في صحراء الأردن، وكانت النتيجة ليست فقط فيلما ممتعاً على المستوى الترفيهي، ولكن ينبض بالحياة على أيدي شخصيات تقدم حياة البدو بشكل واقعي.

ناجي أبو نوّار، مخرج الفيلم الذي شارك في تأليفه مع منتجه باسل غندور، يتذكر أن الإعداد للفيلم استغرق عامين، لكن العمل في منطقة التصوير استغرق عامين آخرين، من بينها 8 أشهر في ورشة تمثيل تم إجرائها لتدريب الأفراد المشاركين على التواجد أمام الكاميرا. "التصوير نفسه لم يستغرق كثيراً، لكني أردت من الممثلين أداءاً طبيعياً صادقاً فيما يتعلق باللهجة والثقافة البدوية، فهناك تفرد في السلوك البدوي المادي، مثل الطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم في الحياة اليومية، وهي أشياء قد يستغرق الممثل المحترف وقتاً طويلاً في تعلمها، لذا استنتجنا أن تدريب البدو ليكونوا ممثلين أفضل طريقة لنا لتحقيق صورة طبيعية أصلية كنا نبحث عنها" يقول أبو نوّار.

شاهد- الإعلان الرسمي لفيلم "ذيب"

عملية اختيار الممثلين لم تكن سهلة، يتذكر أبو نوّار هذا "ذهبنا لكل القرى في منطقة عملنا، وقابلنا الكثير من الناس، كنا ندعوهم لتناول الشاي كي نقنعهم بالمشاركة"، وبعد هذا كان على صناع الفيلم اختيار 11 شخصاً فقط من بين 250 تقدموا للمشاركة فيه، وذلك من أجل التركيز عليهم في ورشة فنون التمثيل.

الدور الرئيسي في الفيلم هو للفتى البدوي ذيب الذي يترك مضارب قبيلته الآمنة ليتبع شقيقه حسين في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة. وقد قام بدوره الطفل جاسر عيد الذي كان عمره 11 عاماً وقت تصوير الفيلم، والذي أثار إعجاب الجمهور بعفويته.

"بعد 3 أشهر قضيناها في منطقة التصوير، اكتشفنا أننا نحتاج إلى صنع ما يشبه مقدمة إعلانية بدائية من أجل الحصول على تمويل. عيد أبو جاسر كان أحد المنتجين المتعاونين معنا من المجتمع المحلي، وطلبت منه أن يرسل لي أحد الأطفال لكي يقوم بأداء دور توضيحي في المقدمة الإعلانية، فأرسل ابنه. كنا نعرف جاسر من قبلها لعلاقتنا بوالده، لكننا لم نفكر فيه كممثل لأنه كان خجولاً جداً، لكن بمجرد وقوفه أمام الكاميرا، بدأ في التألق أمامنا" يقول ناجي.

وعن مشاركة ابنه في التصوير، يحكي الأب أنه كان قلقاً، خاصة وأن دور جاسر كان يتضمن مشاهد صعبة عليه كطفل، مثل السقوط في البئر وتواجده فيه. يقول عيد "خلال المشاهد الليلة في الصحراء كانت درجة الحرارة منخفضة جداً، لذلك عندما ترونه وهو ينتفض من البرد، فإن هذا لم يكن مجرد تمثيل".

وعن توجيهاته لـجاسر يقول أبو نوّار "أحياناً يكون أفضل شيء يقوم به المخرج هو أن يبتعد عن الممثل، لهذا كنت أعطيه توجيهات عامة وبسيطة ثم أبتعد وأتركه".

ويقوم حسين سلامة بدور شقيق ذيب الذي يحاول في بداية الفيلم أن يرشده لطريقة الحياة البدوية، وهو دوره الأول في السينما مثل باقي الممثلين، ويشرح سلامة أن التناغم الذي يظهر في علاقته بـجاسر في الفيلم ترجع لكونهما أبناء عمومة وجيران في الأساس، وفي الظروف العادية يقضيان معظم وقتهما معاً. أفراد المجتمع المحلي الذي تحمسوا للعمل بالفيلم، كان دائماً لديهم دافع أن يحاولوا تقديم صورة دقيقة عن حياة أهل الصحراء، ويحكي سلامة أنه كان يقترح دائماً تغيير كلمات معينة في الحوار أو تفاصيل دقيقة تتعلق بالحياة في الصحراء، وهو ما كان يستجيب له صناع الفيلم. وقد فتح له دوره بالفيلم فرصة للمشاركة بفيلم فلسطيني يجري الإعداد له حالياً.

تعاون المجتمع المحلي مع الفيلم لم يكن من خلال التمثيل فقط، حيث قامت واحدة من عجائز القبائل بصناعة الأكسسوارات اللازمة الفيلم مثل التي كان أهل المنقطة يستخدمونها في بداية القرن العشرين، حيث أنشأت مصنعاً ووظفت النساء الأخريات في المجتمع البدوي، ومعا صنعن كافة الأكسسوارات البدوية مثل القِرب وحقائب السروج وغيرها.

الفيلم من إنتاج شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، بالتعاون مع نور بيكتشرز من خلال المنتج البريطاني روبرت لويد، وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ، بينما تتولى شركة MAD Solutions مسؤولية توزيع الفيلم في العالم العربي بالإضافة إلى القيام بمهام الدعاية والتسويق.

وقد نال مشروع فيلم ذيب منحاً مقدمة من صندوق سند في أبوظبي، مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري.

فيلم ذيب هو ثاني أفلام ناجي أبو نوّار، بعد أن كتب وأخرج فيلمه القصير الأول وفاة ملاكم في عام 2009، والذي عُرِض بعدد من مهرجانات الأفلام العالمية، منها مهرجان بالم سبرينغز للأفلام القصيرة، مهرجان ميامي للأفلام القصيرة، مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الفرانكو-عرب السينمائي. وقد بدأ أبو نوّار مسيرته المهنية في عام 2005، حيث كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل راوي لمؤلفي السيناريو في الأردن التي تُنظّم من خلال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالاشتراك مع معهد ساندانس السينمائي.

جوائز ومشاركات فيلم ذيب في المهرجانات السينمائية حول العالم:
- جائزة أفضل مخرج لـناجي أبو نوار ضمن مسابقة آفاق جديدة بعد العرض العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
-تنويه خاص في مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني.
- جائزة أفضل فيلم من العالم العربي في مسابقة آفاق جديدة وجائزة فيبريسكي لأفضل فيلم روائي في العرض الأول في العالم العربي للفيلم بـمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي.
- شهادة تقدير خاصة في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عرضه الأول بأفريقيا.
- جائزة أفضل عمل إخراجي أول من المهرجان السينمائي الدولي لفن التصوير السينمائي (كاميريميج) في بولندا ضمن مسابقة الأعمال الروائية الأولى للمخرجين.
-الجائزة الأولى وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان بلغراد السينمائي الدولي.
- العرض الأول في أميركا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
- العرض الآسيوي الأول في مهرجان مومباي السينمائي.