FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الثلاثاء، 12 مايو، 2015 | آخر تحديث:
استيفان روستي

نصف قرن يزيدون عاما بالتمام، منذ غيب الموت الشرير الظريف صاحب النظرات الثاقبة والنبرة التي لا يمكن أن تخطئها أذن، في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر مايو عام 1964 رحل عن عالمنا استيفان دي روستي أحد أهم نجوم السينما المصرية.

من الاسم فقط تعرف أنه "خواجة"، هو بالفعل يجيد الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، لكن عاميته المصرية لا تختلف كثيرًا عما سبق ذكره، لا يمكن لمتابع للسينما المصرية القديمة أن ينسى جمله الشهيرة "الكونياك مشروب الفتاة المهذبة"، "طب بس أروح اتحزم وأجيلك"، الأداء الطبيعي لاستيفان ليس محض صدفة فهو خواجة ابن بلد.

جريمة طفل في حضور سعد باشا زغلول
في لقاء نادر ببرنامج كرسي الاعتراف، مع الإذاعي مراد كامل، يقول ستيفان دي روستي "في مدرسة راس التين عوقبت بعقوبة عيش حاف، فعملت حسابي اني هجوع بباقي الحصص فبعت الفراش يجيبلي علبة سردين كلتها وحطيت العلبة الفاضية تحت التختة".


ويضيف روستي في اللقاء النادر: "تصادف يوميها زيارة رسمية من سعد باشا زغلول وزير المعارف في ذلك الوقت، ومستر دانلوب المفتش بتاع المعارف وفضل يقرب يقرب يقرب، لحد ما جالي آخر تختة ووطى وطلع علبة السردين قالي "What is that?" قلتله "It's a box of sardin" قالي Why?، قلتله I was hungry، And I sent to eat it، قالي امتى أكلتها، وهنا ارتكبت الجريمة بتاعتي أنا كنت أكلتها في حصة الرسم بتاعت الراجل الطيب الأستاذ عبد الهادي بتاع الرسم، لكن انا بيني وبين وبين مدرس الإنجليزي ما فعل الحداد فقلتله في حصة الانجليزي أكلت السردين دا بس ووبخ المدرس ونقل إلى الصعيد وأنا آسف حتى اليوم على الجريمة بتاعتي وان كان سامعني يسامحني".

استيفان روستي


لأب نمساوي وأم إيطالية ولد ستيفان دي روستي في السادس عشر من نوفمبر عام 1891 بالعاصمة الإيطالية روما، وبرغم أن استيفان عاش طفولته في روما إلا أن عمل والده كسفير للنمسا في القاهرة، جعل العائلة تنتقل للعيش في مصر، سرعان ما انفصل والداه ليستقر الفتى مع والدته ويلتحق بمدرسة رأس التين الابتدائية إلى أن تزوجت والدته من رجل إيطالي آخر ليترك المنزل شابا ويلتقي صدفة برائد المسرح عزيز عيد الذي أعجب به لطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته.

بعد أن ترك والدته، سافر إلى النمسا بحثاً عن والده ثم إلى فرنسا وألمانيا وعمل راقصًا في الملاهي الليلية وبالمصادفة التقى محمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي في ألمانيا، وتعرف على سراج منير الذي هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن.

قرر استيفان أن يلتحق بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية، وعاد إلى القاهرة وتعرفت عليه المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم "ليلى".

المخرج استيفان روستي
أخرج استيفان روستي ستة أفلام طوال مسيرته الفنية هم "ليلى" 1927، و"البحر بيضحك ليه"، 1928، و"عنتر افندي"، 1935، و"الورشة"، 1940، و"ابن البلد"، 1942، و"جمال ودلال"، 1945.

وصل عدد الأفلام التي شارك في تمثيلها وإخراجها والتمثيل فيها إلى 380 فيلما سينمائيا على مدى أربعين عاما هي عمره الفني، وكان آخر أفلامه حكاية نص الليل مع عماد حمدي وزيزي البدراوي.

استيفان روستي


بائع التين الشوكي
يروي استيفان روستي أنه خلال وجوده في إيطاليا، كان أخذ معه من مصر بعض من نباتات التين الشوكي وزرعها في حديقة تخص عائلة والدته، وعمل روستي فترة من شبابه كبائع للتين الشوكي في إيطاليا.

وفاته مرتين
في سنة 1964 انطلقت شائعة وفاته بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية، وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الشائعة، وفي منتصف الحفل وصل استيفان روستي مقر النقابة ليسيطر الذعر على الحاضرين وانطلقت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحاً بوجوده على قيد الحياة، ولكن بعدها بأسابيع قليلة في الثاني عشر من مايو صدقت الشائعة وتوفي بالفعل.

الميراث 10 جنيهات وشيك
عندما توفي استيفان دي روستي ترك وراءه عشرة جنيهات فقط، وشيك بقيمة 150 جنيها كدفعة أخيرة عن دوره في فيلم حكاية نص الليل.

عانت زوجته تعاني الانهيار بعد وفاته، إذ لم يشأ الله أن يرزقهما بأطفال بعد وفاة توأميهما رضيعين، لتنقلها نقابة الممثلين إلى عائلتها في إيطاليا.