محيي الدين أحمد
محيي الدين أحمد تاريخ النشر: الأربعاء، 22 أبريل، 2015 | آخر تحديث:
الدف المخصص للغناء الصوفي مطبوع عليه شعار الفرقة

لا يتسمتع الجميع في نفس الحفل بنفس المقدار، أشياء عديدة تتحكم في مقدار استمتاعك بأي حفل، سعر التذكرة، مكان المقعد، المقعد نفسه، سهولة الحجز، مستوى الهندسة الصوتية، الإضاءة وفي النهاية أهم عنصر وإن كان يضعف تأثيره بضعف بقية العناصر، وهو أداء الفنان أو الفرقة نفسها على المسرح، لذلك يبدأ FilFan تقييم بعض الحفلات لنتعرف على أسباب نجاح بعضها وخفوت الأخرى، وبالتأكيد في النهاية ننتظر أن يعبر من حضر تلك الحفلات عن رأيه.

حفل "ابن عربي" مسرح قصر النيل (١٨ إبريل ٢٠١٥)
بعد طول انتظار يأتي إلى مصر فريق الإنشاد الصوفي "ابن عربي" بحفل في الإسكندرية وحفلتين في القاهرة عن طريق شركة "صوت" وسط سقف توقعات عالِ من الجمهور والمنظمين نظراً لشعبية الفريق التي يمكن رصدها من خلال عدد مرات سماع أغانيهم على SoundCloud وYouTube، يساعد على ذلك أيضاً حالة من حالات الحراك التي تعيشها فرق "الأندرجروند" والإقبال الجماهيري على حفلاتهم.

١) أسعار التذاكر
لغط شديد يحدث مع كل حفل جديد سواء لفرقة من مصر أو من خارجها، فدائماً ما يعترض الجمهور على سعر التذكرة ويرى أنها مبالغ فيها، وتتعدد طريقة رد المنظمين أو الفرق المشاركة، طرحت الشركة المنظمة ثلاث فئات من التذاكر وهي (٢٠٠،١٥٠،١٠٠) ومع إعتراض الجمهور تحول فئة الـ١٠٠ إلى ٧٥، بعد حضور الحفل ليس هناك فارق كبير بين فئتي الـ ٢٠٠ والـ ١٥٠ حيث أن المسرح صغير ومصمم بحيث تصبح الرؤية في المقاعد البعيدة عن المسرح جيدة.

تذاكر الحفل


٢) طريقة حجز التذكرة
بمنتهى السهولة تدخل على موقع الشركة ليعرض أمامك شكل المسرح والمقاعد وتختار المقعد الذي يناسبك (الصف الرابع يمين المسرح/يسار الفريق) وبعد حجز التذكرة، تذهب لمكتب الشركة لدفع ثمنها والحصول عليها، تلك الطريقة تسببت في نفاد التذاكر سريعاً يقول بعض من لم يستطيع حجز تذكرة أنه بمجرد مرور 5 ساعات كانت التذاكر نفدت، وهو ما يعكس إقبال جماهيري شديد، ونتج عن ذلك إقامة الحفلة الثانية في اليوم التالي للحفلة الأولى.

٣) طريقة الدخول
أبواب المسرح فتحت في تمام الساعة الثامنة ولم تكن ثمة صعوبة في الوصول إلى المقعد، نظراً لوضح الأرقام على المقاعد ووجود المنظمين بكثافة.

٤) ميعاد بدء الحفل
بعد أن تستقر في مقعدك سيكون المطلوب منك هو انتظار ظهور الفرقة ٤٥ دقيقة، متأخرين عن الميعاد المذكور سلفا، وقت طويل إذا ما اعتبرنا أن الفرقة استمرت في أداء أغنياتها لمدة ساعة و٥٠ دقيقة.

٥) المقعد السيء
لم يتوقف الأمر عند المقعد غير المريح، بل أن التذكرة التي بلغ سعرها ٢٠٠ جنيه، لم تعط الميزة المتوقعة، خاصة بعد أن تفتق ذهن مهندس الصوت إلى أن يضع السماعات العملاقة على جانبي خشبة المسرح مما نتج عنه حجب الرؤية جزئياً عن الصفوف الأولى المتطرفة يميناً أو يساراً وبالتبعية حجب الرؤية تماماً عن مقاعد البالكون الأول.

٦) الإضاءة
كانت جيدة يعيبها أنها أحياناً ما كانت تجعل المسرح يتحول بالكامل للون البنفسجي، ليحول ليلة الإنشاد الصوفي إلى ليلة تحضير أرواح.

٧) الصوت
الصوت كان جيداً وواضحاً وإن كان لا يمكن الحكم على جودة الصوت والفريق مكون من عازفي إيقاع، ناي، قانون، كمان، وهو عدد قليل يمكن التحكم به صوتياً.

٨) الفريق نفسه
سبب شهرة فريق ابن عربي هو تقديمه للأغنيات الصوفية بجودة صوت عالية، بالإضافة إلى الكلمات العذبة والألحان البسيطة، ربما استمعت إلي بعض أغنياتهم أو كلها، بالنسبة لمستمع يعرف لهم مجموعة بسيطة من الأغاني ووجدها جيدة لدرجة تشجعه على حضور حفلهم، فالاستماع إلى حوالي 15 أغنية تعرف منهم 5 أغاني هو أمر صعب، وذلك لعدم وضوح الكلمات وعدم وجود القدرة على تأملها، فإن تمكن من فعل ذلك عندما استمع إلى الأغنية في المنزل عدة مرات، مع وجود فرصة البحث عن الكلمات من خلال الإنترنت، لكن في حالة حضور الحفل والاستماع إلى الأغنيات لأول مرة، يجب أن تكون أمامه الكلمات ليفهم جزئياً ما يقال، وإلا سيصبح الأمر مجرد الاستماع إلى نغمات صعب تمييز كلماتها وكأنها لغة أخرى.

فرقة "ابن عربي".. ما تيسر من سيرة الدراويش

الفريق نفسه يقدمه عازف القانون الذي لم يعرف نفسه للجمهور ولم يعرف باقي أعضاء الفريق، في حين أن المغني الأساسي للفريق عبد الله المنصور لم يتكلم مع الجمهور ولو لمرة واحدة، فنتج عن ذلك غياب نوع من أنواع التواصل، يجعلك تتصور أن المغني خجول أو لا يستطيع أن يواجه الجمهور، لتكون المفاجأة في الصورة "السلفي" التي طلبها المغني من الجمهور بعد نهاية الحفل، وتقبله لصعودهم على المسرح لإلتقاط الصور التذكارية معه.

ذهبت إلى الحفل وأنا أعرف لفريق "ابن عربي" مجموعة من الأغاني وهي "سلبت ليلاي"، "أحبك حبين"، "رضي المتيم"، "ولو فهموا دقائق حبي"، و"أدين بدين الحب" وخرجت من الحفل بهم.

في اليوم التالي للحفل الأول بالقاهرة تلقيت صباحاً خبر سرقة النوتة الموسيقية الخاصة بالفريق، ولم أفهم ولو للحظة واحدة الخبر، فقط تركنا بصمة لدى الفريق على أننا جمهور سيء، وتركناهم في حيرة نتيجة وجود حفل آخر سيضطر الفريق إلى تقديمة بدون "النوتة"، يبدو أن أحدهم لم يستمتع بما يكفي فأراد أن يخرج من الحفل بأي شيء، ولم يترك لجمهور حفل اليوم التالي أي شيء لم يترك أغاني يسمعونها أو نوتة يسرقونها.