أحمد خالد
أحمد خالد تاريخ النشر: الاثنين، 20 أبريل، 2015 | آخر تحديث:
المخرج كريستوفر نولان

"عندما كنت في التاسعة من العمر، أدركت أن كل ما أريده أن اصنع أفلاماً"، هذا ما اكشفه المخرج كريستوفر نولان في هذا السن الصغير.

حبه للسينما منذ صغره و شغفه بها كانت المحرك الأساسي له، قبل أن يبلغ عامه العاشر كان يمسك بالكاميرا الموجودة في بيته ويصور بها أي شئ ويظل يهتف ويقول أنا أصور فيلما، كاميرا والده الـ Super 8 كانت خطوته الأولى كطفل نحو المجد الذي وصل إليه حالياً، قطار كريستوفر نولان الذي انطلق برحلة بدأت رسمياً عام 1998، مازال مستمراً حتى الان.

لذلك يقدم لكم FilFan.com سلسلة محطات رحلة كريستوفر نولان التي نبدأها معكم في المحطة الأولى.

المحطة الأولى:
ولد لأب إنجليزي و أم أمريكية ظل نولان يتنقل بين شيكاجو ولندن مع أخويه ماثيو و جوناثان الذي كان شغفه الأكبر الكتابة، لكن كريستوفر كان يريد ما هو أكثر من الكتابة، كان يريد أن يصبح القائد، الشخصية المركزية، الصانع للفيلم والمتحكم في كل تفاصيله، التحق كريستوفر نولان بكلية هاليبري، ثم بعد ذلك التحق بجامعة لندن ودرس فيها الأدب الإنجليزي، وفي جامعة لندن بدأت أولى خطواته للتحول من مرحلة الهواة إلى الاحترافية حيث انضم لجمعية الفيلم داخل الجامعة ليسمحوا له باستخدام المعدات والأدوات الخاصة بالجمعية في تصوير بعض الأفلام القصيرة، وصور بالفعل فيلمه القصير الأول Tarantella وهو بعمر الـ 19، ثم فيلمه القصير الثاني Larceny وهو في الـ 24 من عمره والذي الفيلم بمهرجان "كامبريدج" للأفلام واعتبرته الجمعية أفضل فيلم قصير أنتجه عضو ينتمي لها، بعدها بعاميين أخرج فيلمه القصير الثالث Doodlebug وهو الفيلم الوحيد من أفلامه القصيرة المتاح للمشاهدة حالياً.

"لم اعتبر نفسي يوماً شخصاً محظوظاً.. أنا دوماً متشائم".

بعد تصوير Doodlebug قرر كريستوفر نولان أن يكتفى بهذا الكم من الأفلام القصيرة وأن يتقدم خطوة إلى الأمام، الأفلام الطويلة كانت حلمه الأول والأكبر، ومع صعوبة إيجاد منتج، قرر نولان أن يقوم بالمخاطرة وقام بإنتاج اول أفلامه بميزانية قدرت بـ 3000 جنية إسترليني من نفقته الخاصة، وقام بكتابة الفيلم الذي كان عنوانه Following.

كان السؤال الذي يخطر بباله، كيف يقوم بإنتاج الفيلم بتلك الميزانية المعدمة؟ فكان الحل هو الاستعانة بأصدقائه وأقاربه ليقوموا بأدوار التمثيل بالإضافة إلى التصوير في منازلهم وفي الممتلكات التى يمتلكها أقاربهم مثل الكافيهات أو البارات وهذا ساعد نولان مادياً كثيراً في توفير مبلغ كبير من المال.

"طريقتي في التعامل مع الممثلين؟ .. أنا أقدم لهم كل شيء يريدوه مني ، كما أنني استمع لهم كثيراً".

احتاج نولان لبروفات كثيرة لأصدقائه وأقاربه الذىن اختارهم للتمثيل في الفيلم، و إن كان الوضع أسهل مع عمه جون نولان الذي ظهر في أدوار صغيرة في عدة مسلسلات من قبل.. الوضع إزداد صعوبة بسبب ضيق الوقت بالنسبة لطاقم العمل، فكلهم بلا استثناء لديهم أعمالهم اليومية لكسب قوت يومهم، فكان يوم السبت هو اليوم الوحيد المناسب لتصوير الفيلم، لذلك استمر تصوير الفيلم عاماً كاملاً.

الشهور الستة الأولى كانت مخصصة للبروفات، إذ أصر نولان على أن يقوم كل ممثل بحفظ دوره كاملاً حتى لا يحدث أى أخطاء اثناء تصوير المشهد حفاظاً على الوقت والمال الذي يضيع في خام الفيلم، وفي الشهور الستة التالية كان يقوم بالاتصال بهم فى وسط الأسبوع و يخبرهم بالمشاهد التى سيتم تصويرها يوم السبت لكي يقوموا بمراجعتها و حفظها مرة أخرى.

في احدى المرات وصف نولان الفرق بين فيلمه Following وأفلامه الأخرى بالفارق المرعب، ففي فيلم Following كانوا يرتدوا ملابسهم التي يمتلكونها، ويقوم كل فرد بأحضار طعامه وشرابه معه فلا توجد ميزانية للبوفيه، وإن كانت والدة نولان قامت في بعض المرات بعمل شطيرة لكل فرد أثناء التصوير في بيتهم، لكن بشكل عام كان هناك حالة من الكفاح في هذا الفيلم، إذ توقف التصوير عدة مرات بسبب عدم امتلاك كريستوفر نولان للمال.. لكن الآن أنا لدي ميزانية كبيرة أستطيع أن احضر من أشاء وأصور في أي مكان اريده.

فيلم Following ظهر للنور للمرة الأولى في سبتمبر 1998 في مهرجان تورنتو للفيلم في فئة الاكتشافات الجديدة، وفي السينمات في بريطانيا في نوفمبر في العام نفسه، كما تم عرض الفيلم في مهرجان روتردام وفاز بجائزة النمر كأفضل فيلم، كما ترشح لجائزة أفضل إنتاج في جوائز الأفلام البريطانية المستقلة.

تدور احداث الفيلم حول شاب يقوم بتتبع الناس بشكل عشوائي، ولكن الأمر يتطور معه ليدخل في دوامة من الأحداث والمواقف التى تقلب حياته رأساً على عقب.

بعد الانتهاء من المحطة الأولى، بدأ التعاون الأول بين الاخوين كريستوفر نولان وجوناثان نولان، حين اقتبس كريستوفر نولان القصة القصيرة التي كتبها جوناثان وحملت اسم Memento Mori ليحولها الى فيلم حمل اسم Memento لتكون المحطة الثانية وربما الأهم في مسيرة الأخوين.