"The Theory of Everything".. رحلة درامية مبهرة لكن مليئة بالثغرات

تاريخ النشر: السبت، 14 فبراير، 2015 | آخر تحديث:
الملصق الدعائي لفيلم "The Theory of Everything"

هناك بعض الأفلام التي يصعب تقييمها وكتابة مقال نقدي سليم عنها، تلك الأفلام تخرج منها بانطباع عاطفي أكثر منه فني بسبب تعاطفك مع القصة أو تعاطفك مع أحد شخصيات الفيلم، خاصة إذا كان الفيلم مبني على أحداث حقيقية مثلما الحال مع فيلم "The Theory of Everything".

إذا تركت لعاطفتي التقييم فسيكون تقييمي للفيلم مرتفعا للغاية ربما يصل إلى 9/10، لكن دعونا نترك العاطفة جانباً وننساها ونحاول النظر بطريقة فنية بحته في هذا المقال على العناصر السابق ذكرها ونرى كيف سيختلف التقييم؟

القصة
قصة الفيلم مقتبسه من مذكرات جاين هوكينج زوجة العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينج التي تسرد فيها تفاصيل رحلتهما سوياً لمواجهة المرض الذي أصاب زوجها في شبابه وهو مرض التصلب الجانبي الذي كان من المتوقع أن يودي بحياتهم منذ أكثر من 40 عاماً، الفيلم يتحول من الاهتمام بمشوار هوكينج العلمي ليركز على الزوجين وحياتهم العاطفية بعد مرضه، بالرغم إن الفيلم مهد لنا في البداية إن كل ما يشغل بال هوكينج هو سعيه العلمي لإثبات نظريته ليبقى السؤال، لماذا سمي الفيلم بهذا الاسم؟

بهذا التحول يطلب منا الفيلم أن نصنفه كفيلم رومانسي درامي رغم أن الرومانسية في الفيلم جاءت ضعيفة للغاية ومراحل تطور المرض وتحول شخصية جاين جاءت مفاجئة بدون تمهيد، إذ احتاج الفيلم إلى العديد من المشاهد التي تقوم بدور "الجسر" لشرح التطور التدريجي في الشخصية لنستوعبه، لكن أحد نقاط ضعف الفيلم كانت القفزات الكثيرة، وإن كان عوضها نوعاً ما بالأداء التمثيلي الرائع.

التمثيل
الفيلم من بطولة إيدي ريدمايني، فيليسيتي جونس، تشارلي كوكس، إيملي واتسون وسايمون ماكبورني.

إيدي ريدمان قام بدور ستيفن هوكينج بأداء مبهر يجعلك لا تشك ولو للحظة أنك تشاهد ستيفن هوكينج الحقيقي، ريدماين يقدم أداء تصاعدي ممتاز في السنوات الأخيرة حتى وصل هذا العام لأفضل أداء تمثيلي ممكن، وهو بالتأكيد الأفضل لعام 2014، فقد أبدع في مشاهد ما قبل المرض، وكان مذهل في المشاهد بعد مرضه، إذ قدم لنا أفضل أداء ممكن من على كرسي متحرك، ومع تأخر حالته الصحية قدم أداء أسطوريا فقط بتعبيرات وجهه فقط بعد أن فقد القدرة على التكلم والحركة، مما يجعله ينافس بقوة على الأوسكار لو لم ينتزعه منه مايكل كيتون.

فليسيتي جونز قدمت دور جاين هوكينج كما هو مطلوب منها لا أكثر ولا أقل، شخصيتها معقدة وبها تحولات أكثر من شخصية ريدماين، لكن يلام على المؤلف عدم استغلاله لتلك الشخصية الثرية بشكل أفضل في الفيلم، لكن فليسيتي قدمت في كل مشهد من مشاهدها المطلوب دون إبهار أو تقصير، فهي تستحق الترشح للأوسكار نظراً لضعف المنافسة في فئة أفضل ممثلة في دور رئيسي.

شارلي كوكس قدم دور معلم الموسيقى بالكنيسة، الذي ظهر فجأة واستمر ثم اختفى ثم عاد مرة أخرى، شارلي قدم أداء جيدا ومثلما الحال مع فليسيتي فالمؤلف يلام على عدم توظيفه لتلك الشخصية بشكل أفضل في الأحداث، رغم أنه كان مهما في تحول العلاقة بين ستيفن بجاين.

السيناريو
كما ذكرنا من قبل، نقطة الضعف الرئيسية في الفيلم هو السيناريو، الفيلم كان يحتاج إلى كاتب أفضل من انتوني ماكارتن لأنه فشل في توظيف أحداث 30 عاماً في ساعتين، فتشعر أن الفيلم تم "سلقه"، فمثلا انتقل من مشهد التقاء ستيفن بجاين في حفل وانجذابها له، ثم في المشهد التالي جاين تتجاهل هوكينج وتفضل أن تجلس مع شاب أخر.

وبعدها تفاجئنا جاين بالتقرب من هوكينج وتبدأ قصة حبهما بدون أي تفسير ليختلط الأمر على المشاهد، تلك الحالة ستواجهها مرات عديدة خلال مشاهدتك للفيلم.

أنتوني ماكارتن احتاج إلى كتابة سيناريو أطول ومتماسك أكثر من ذلك.

الموسيقى

موسيقى الفيلم تستحق الإشادة بها وكان لها دورا هاما في بعض المشاهد خاصة مشهد النهاية. الموسيقى من إبداع الأيسلندي يوهان يوهانسون وتم ترشيحها لجائزة الأوسكار المنافسة مع أفلام " The Grand Budapest Hotel"، "The Imitation Game"، " Interstellar"، " Mr. Turner".

الإخراج

الفيلم من إخراج جايمس مارش الذي اشتهر بفيلم "Man on Wire" عام 2008، مارش أخرج أفضل ما يمكن إخراجه من السيناريو الضعيف، يحسب لمارش الأداء التمثيلي للممثلين خاصة ايدي ريدماين، فمهما كان الممثل العبقريا لن يقدم هذا الأداء إلا بمساعدة مخرج ممتاز.

المنافسة هذا العام على جائزة أفضل مخرج صعبة للغاية لذلك فإن عدم ترشيحه للأوسكار كان سيعتبر قرارا عادلا لو تمت مقارنته بمن تم ترشيحهم في الفئة نفسها، لكن هذا لا يقلل أبدا مما قدمه مارش، فهو من أفضل المخرجين في 2014 بكل تأكيد.

تقييم الفيلم فنياً هو 7/10.. ( B-).

رأي النقاد في الفيلم
- الفيلم يدخل في لا وعيك و يبهرك للغاية – كريس فونار من دالاس مورنينج نيوز
- الفيلم غير مرضي بشكل كافي لكن التمثيل كان مبهرا – كريستي لمير من RogerEbert
- التوافق كان مذهلا بين ريدماين وفليسيتي – كينث توران من لوس انجلوس تايمز

معلومات عن الفيلم
- بدأ مؤلف العمل على كتابة الفيلم منذ عام 2004
- المؤلف احتاج 3 سنوات لإقناع جاين هوكينج بأن يحول مذكراتها إلى فيلم.
- ايدي ريدماين خسر 15 باوندا من وزنه، وتدرب لمدة 4 شهور مع راقص محترف ليتعلم كيفية التحكم في حركات جسده، وقابل أكثر من 40 مريضا بالتصلب الجانبي.
- فليسيتي جونز كانت الخيار الأول والمطلوب بشدة من المخرج مارش.
- مخرج العمل رفض تقديم أي مشاهد جنسية به رغم أنه يتطرق للعلاقة العاطفية بين جاين وهوكينج وذلك لحساسية تقديم فيلم سيرة ذاتية عن أشخاص مازالوا على قيد الحياة، وبناء على طلب جاين.