محمد الأمير
محمد الأمير تاريخ النشر: الأحد، 17 سبتمبر، 2006 | آخر تحديث: الأحد، 17 سبتمبر، 2006
"في الحقيقة أريد أن أقفز إلى مقعد القيادة في عربة السينما ، سواء كانت أفلامي لتنجح أم تفشل ، أريد الاستمتاع بتقديمها"

على الرغم من ظهوره في أفلام ملحمية ضمت الكثير من النجوم ، فإن الشاب أورلاندو بلوم استطاع بسهامه في ثلاثية "مملكة الخواتم" The Lord of The Rings ، وحد سيفه في "قراصنة الكاريبي" Pirates of the Caribbean ، أن يتحول لفارس المقدمة في "مملكة الجنة" Kingdom of Heaven ، ليصل للهدوء أخيراً في "الجنة" Heaven فيلمه الجديد ، بعد تجربته الهادئة والناجحة "إليزابيث تاون" Elizabethtown.. رحلة قصيرة حقق فيها الكثير ، يكشفها في حواره مع موقع "تيين هوليوود".

الموقع : يبدو أنك غير قادر على الخلاص من لعنة "القراصنة"؟

بلوم : (ضاحكاً) أنا أحب هذه السلسلة جداً ، على الرغم من أني لن أمسك سيف في الجزء الجديد ، كان أمراً رائعاً أن أشارك في هذا العمل من جديد ، خاصة أن التصوير في جزر الكاريبي شيء غير معقول.

الموقع : وما المختلف في ثقافة شعوب جزر الكاريبي – الذي يدور فيلمك "الجنة" فيها - عن الشعب الإنجليزي؟

بلوم : أولاً الطعام والشمس والمناخ الذي يعيشون فيه ، والدفء الذي يملأ الجو ، إيقاع الحياة نفسه مختلف ، فالحياة في لندن سريعة جداً ، العمل سرق الناس من حياتهم ، جميعهم يركضون ليدفعون ما عليهم من أموال ، والإيقاع في الكاريبي مختلف كلياً ، أهدأ بكثير.

الموقع : وكيف كنت تقضي وقت فراغك أثناء تصوير فيلمك "الجنة" في الكاريبي؟

بلوم : أمضينا وقتاً ممتعاً ، كنا كالأطفال حقاً ، نلعب في الرمال ، نلتقط صورنا ، لكننا لم نحظ بوقت فراغ كبير هناك ، أتذكر أول يوم تصوير في الفيلم ، كنت أتكلم إلى مدير أعمالي في ذهول وأنا أخبره أن علي تصوير ثمانية مشاهد في ذلك اليوم ، لم يحصل أن أصور ثمانية مشاهد في نفس اليوم ، كان الأمر أشبه بطرقعة الأصابع ، علينا أن نصور هذا المشهد لننتقل إلى مكان تصوير المشهد الآخر في لمح البصر ، وأعجبني هذا الإيقاع بشدة.

الموقع : وهل كانت إجازاتك من التصوير أياماً في الجنة؟

بلوم : في الواقع.. لندن لا تزال هي وطني الذي أشتاق إليه ، لم أكن لأذهب إلى هوليوود لو لم أضطر لذلك ، فأنا أحب التواجد في لندن ، بالتأكيد يوماً ما سأمل التنقل حول العالم ، وحينها ستكون لندن المكان الذي أنتمي إليه وأعود إليه.

الموقع : وما الذي يعجبك في لندن لهذا الحد؟ الذهاب إلى الأسواق العامة دون أن يتبعك المعجبون في كل مكان؟

بلوم : نعم عندما أعود للندن أذهب للأسواق العامة ، لكن الأمر ليس بهذه الصورة ، يمكنني أن أحب هذه الحالة من الانفراد وسط الشارع إذا قابلت رحلة مدرسية يوماً ما ، فالجمهور ليس بهذه الأوتماتيكية عندما يقابلون النجوم ، لا يتصرفون بنفس الطريقة دوماً.

الموقع : ما الذي يركز عليه معجبوك حينما يتحدثون إليك الآن؟

بلوم : في الوقت الراهن أكثر ما يحدثونه عنه دوري في فيلم "قراصنة الكاريبي" ، لكن دوري في ثلاثية المملكة دوماً ما يكلموني عنه ، هناك من يعجبهم جداً فيلم "إليزابيث تاون" ويقولون لي هذا الفيلم أبكى قلبنا .. كل فيلم وله جمهوره ، ذات يوم أعطاني معجب خطاب قال لي فيه "شاهدت فيلم إليزابيث تاون بعد وفاة والدي مباشرة ، تمثيلك والموسيقى أعاداني مرة أخرى للحياة" ، وهذه العبارة تدفعني إلى محاولة تقديم أفلام أكثر تنوعاً ولها تأثيرها على الجمهور.

الموقع : هل لازلت غير قادر على إدراك التغيير في حياتك بعد نجاح الجزء الأول من ثلاثية "مملكة الخواتم"؟

بلوم : ومن أدرك هذا التغيير الرهيب ، إنه شيء مختلف تماماً ، حياتي انقلبت رأساً على عقب من حينها.

الموقع : هل تشعر وكأنك تسير على أطراف أصابعك من فرط الحذر؟

بلوم : لا بالعكس ، منذ دخلت هذا المجال وأنا لا أسير بهذه الطريقة ، أنطلق في جميع الأنحاء ، قد يكون علي الآن أن أتريث قليلاً ، أعطي نفسي وقتاً للتفكير وانتقاء أدواري بعناية أكثر ، أن أقدم أفلاماً جيدة مثل "الجنة" مع فريق عمل رائع مثل هذا ، وأن أعيش أيام عملي معهم كأني وسط عائلتي.

الموقع : إذن أنت تريد موقعاً مؤثراً في صناعة السينما بعد مشاركتك في إنتاج "الجنة"؟

بلوم : في الحقيقة أريد أن أقفز إلى مقعد القيادة في عربة السينما ، سواء كانت أفلامي لتنجح أم تفشل ، أريد الاستمتاع بتقديمها ، وحقاً أنا سعيد بأني في مثل هذا السن أصبحت جزءاً من أعمال ضخمة مثل التي شاركت فيها ، لكن في النهاية كونك جزءاً من تلك الأعمال سيجعلك مجرد راكب في القطار ، وأنا أردت دوماً الإمساك بعجلة القيادة ، وفي نفس الوقت المشاركة في أفلام جيدة.

الموقع : وهل ستسمر في تجربة الإنتاج؟ هل ستكون شركتك الخاصة؟

بلوم : يوماً ما سأكونها ، هناك قصصاً كثيرة في عقلي أحب إخراجها للنور ، لست كاتباً ، لكني أخرج أفكاري على الورق وأعرضها على الكتاب الشباب الذين يستطيعون إعطائها هيكلاً فنياً ، وكوني منتجاً سيساعدني على إخراج تلك القصص من داخلي.

الموقع : وكيف دخلت "الجنة"؟

بلوم : بدأ الأمر مبكراً بيني وبين المخرج فرانك إي فلورز ، كنت شاهدت فيلمه القصير "ابتلع" Swallow ، وعرض علي "الجنة" ، فأحببت القصة جداً ، وأحببت أسلوب الكتابة جداً ، لكن كانت المشكلة أن شخصية شاي التي لعبتها كتبت لمراهق في سن السادسة عشر من شعوب السايمان ، وكان ردي "الفيلم رائع ، والشخصية جميلة ، لكنها لا تناسب شاباً في سني.. أراك على خير" ، لكنه لم يمهلني وقال أعطني أربع وعشرين ساعة فقط ، وأنا سأحاول علاج الأمر ولنرى معاً.

وللحق عند عودته بالسيناريو المعدل ، وجدت الشخصية متكاملة ، وكأنها كتبت لي منذ البداية ، والأهم من ذلك أني لم أشعر أن هذا الفيلم مبني على بطل أو نجم منفرد ، ولكني وجدته فيلماً القصة هي صاحبة دور البطولة فيه.

الموقع : وهل غير فلورز كثيراً في جوهر القصة؟

بلوم : لا ، كل ما هنالك أنه جعل شاي والبطلة آنديرا التي لعبت دورها الممثلة زوي سلدانا محور الأحداث ، أعطاهم قلوباً يشعر بها المشاهد ، وكانت الجودة التي حول بها المخرج السيناريو كفيلة بدفعي لقبول العمل.

الموقع : كنت تتطلع حينها للبطولة المطلقة ، حتى لو في أفلام أصغر مما اشتركت فيها؟

بلوم : في الحقيقة كانت بطولتي لهذا الفيلم من نوع خاص ، فأنا لم أكن مستقلاً عن بقية الفريق ، كنا نتعاون في كل شيء ، كنا نحمل أدوات التصوير ونجري بها في الشارع لنستطيع التصوير قبل غروب الشمس ، وكنا نعمل في أوقات الغذاء ، كعائلة واحدة ، هدفها الأوحد تنفيذ الفيلم بصورة جيدة.

أعجبني بحق ما نفذناه في بلاد السايمان ، المراهق الذي رسمنا حياته يعكس أحوال مراهقين حول العالم ، وكيف ينمون في تلك الفترة الحرجة من حياتهم ، كان الفيلم يعكس بصورة كبيرة جزء شخصي من حياة فلورز ، وكلنا شعرنا بأننا نجسد أشخاص حقيقين ، لذا كان علينا بذل كل جهدنا ليخرج الفيلم بهذه الصورة.

الموقع : إذن أنت ترى الفيلم وكأنه رسالة عالمية لمراهقي العالم؟

بلوم : كلنا نمر بنفس المراحل ، ندخل المدرسة في مراهقتنا ، ونعاني من ضغط المنافسة مع أقراننا ، ومحاولة إثبات الذات أو التظاهر بحقيقة أخرى ، وهكذا كان بطلا الفيلم ، شاي كان من الأقارب المغضوب عليهم من قبل والد آندريه ، والذي عانى كثيراً ليحصل على قطعة أرض في الجزيرة ، ويريد لعائلته أن تحافظ على ما حارب لأجله ، ولا يرى سبيلاً لذلك إلا بتزويج ابنته لرجل ثري ، هنا نرى روحين إنسانيتين تشوه من الداخل ، كما قد يحدث لأي مراهقين ، لأن ببساطة أولئك الأطفال في سنهم يكون حكمهم على الحياة مختلفاً عنا ، ولهم الحق في ذلك ، لكن لا يمكن أن نترك أخطاؤهم أو أخطاء غيرهم تدمرهم.

الموقع : وكيف تحضر لدور مراهق صياد من رجال السايمان في الفيلم؟

بلوم : كل ما هنالك أني خضت التجربة ، وجربت الصيد مثل رجال السايمان ، لم يكن الأمر سهلاً ، أن تضع السكين في فمك ، وتغطس تحت الماء ، وتنتظر مرور السمكة لتنقض عليها فجأة ، يحتاج الأمر لمهارة كبيرة ، وبالتدريب توصلت إليها ، بعدما جرحت نفسي كثيراً.

الموقع : وهل شعرت بالضغط مرة مثل شاي؟

بلوم : بالتأكيد ، قد لا يكون بنفس الطريقة التي عانى منها شاي ، لكني كنت كأي طفل ، أبحث عن مكاني في العالم ، والخوف من الفشل يزيد الضغط علي ، وغيرتي ممن حولي ، ورغبتي في إثبات نفسي لهم كانت تسبب علي الضغط الذي واجهه شاي.

الموقع : وهل أنت خجول بداخلك؟

بلوم : في الحقيقة نعم ، أعرف أن القناع الخارجي لشخصيتي مخالف تماماً لهذه الصفة ، لكني داخلي خجول جداً ، وأتوتر بشدة قبالة الأحداث الاجتماعية العامة ، أتذكر حينما كنت طفلاً ، وكنت أقدم دوراً في مسرحية ، ومن فرط خجلي جف ريقي ولم أستطع التحدث ، وهذا المشهد لا يغيب يوماً عن مخيلتي ، لكنه يدفعني دوماً في التفكير لحل إذا ما واجهني ذلك الأمرة مرة ثانية.

الموقع : وكيف توازن بين حياتك العامة التي ترتدي فيها ذلك القناع ، وحياتك الخاصة التي تكون فيها على حقيقتك؟

بلوم : ومن قال إني أفعل؟ أحياناً أجد نفسي متأقلماً مع الحياة العامة التي أعيشها ، وأحياناً يلجمني الخجل من التكلم عن أي شيء ، الأشياء المتعلقة بفني وبأفلامي أحب الكلام عنها ، أما الأشياء الضاربة في الخصوصية فأني أجد الحديث عنها صعب وغير ضروري من الأساس.

الموقع : وكيف كان عملك مع النجمة زوي؟

بلوم : كان رائعاً ، عملنا معاً في "القراصنة" ، لكن المميز في فيلم "الجنة" أننا تقاسمنا مشاهد كثيرة ، وجسدنا سوياً قصة مراهقين يقعان في الحب ، وتعرف على يديه طريقها لعالم النساء الثري ، كانتا شخصيتان عميقتين جداً ، وسهلت علينا معرفتنا السابقة ببضعنا تجسيدهما ، خاصة في مشاهد الحب التي تمثل تحدياً لأي ممثل وممثلة.

الموقع : لكنكما تظهران كثنائياً رائعاً على الشاشة.

بلوم : نعم ، نجح الأمر إلى حدٍ كبير ، لكن الفيلم كله ليس كاملاً أو عبقرياً ، إنه فيلم بسيط صادق ، بعض الناس رأوا أنه صعب إلى حدٍ ما على عقول المراهقين ، لكني أرى أنه كذلك لأن فترة المراهقة نفسها معقدة ، وهذا الفيلم يعالج ذلك العالم بعمق.

كلنا نذهب إلى جزر الكاريبي ولا نرى منها إلا جزء واحد ، بركان المياه الفاخرة ، الاستلقاء الهادئ حولها ، شرب كأس من العصير تحت شمسها ، وتلقي خدمة فندقية فاخرة ، دون أن نفكر في حياة هؤلاء البشر ، التي يعرضها لنا هذا الفيلم ، نعم جزر الكاريبي بيئة رائعة لحياة مسالمة وبسيطة ، لكن اضطرابات فترة المراهقة شيء يحدث في العالم كله.

الموقع : بالتكلم عن العالم كله ، هل لك مدونة على موقع "ماي سبيس" My Space؟

بلوم : لا ليس لدي أي موقع ، ليس لدي بريد إلكتروني حتى ، أنا لم أدخل حتى هذا الموقع يوماً ، أنا لا أملك جهاز كمبيوتر أساساً ، لكني سأشتري واحداً قريباً.

الموقع : ما الأمر ، هل تعيش في عصور الظلام؟

بلوم : (يضحك) ممممم إلى حدٍ ما ، حياتي تقتصر علي أنا وكلبي.

الموقع : وهل امتناعك عن امتلاك كمبيوتر قرار أخدته عن تفكير وإدراك؟

بلوم : نعم ، لم أحب أن أدخل ذلك العالم ، وأن أتعامل معه ، لكني لست بهذا السوء ، أنا سأدخل عالم التكنولوجيا قريباً.. ماذا بكم على ، الأقل لدي هاتف محمول.

الموقع : نعود لشاي ، هل تميز ببعض الصفات الصعبة عليك؟

بلوم : الأمر تعلق بالشكل أكثر من أي شيء آخر ، فقد أردت الظهور بعين واحدة في الفيلم ، ومن حقي أن أفعل ما أريد مادمت المنتج ، أليس كذلك؟ لكني لم أفعل لأن الوقت لم يداهمنا ، رغم أن الماكيرة التي أتعامل معها فنانة رائعة ، وأظهرت الندب في وجه شاي بشكل متقن ، لكني كنت أظن أن خسارة ذلك الشاب لعينه ، ثم لكل شيء فيما بعد سيكون مؤثراً جداً.

الموقع : حينما كنت تنظر لنفسك في المرآة بهذا الشكل .. فيما كنت تفكر؟

بلوم : كنت أتخيل ماذا لو كان هذا حقيقاً ، أمراً مرعباً أليس كذلك؟

الموقع : معظم مناطق الفيلم تتحدث عن الحب ، فكيف يعرف بلوم الحب؟

بلوم : لا أعرف تحديداً كيف نعرف الحب ، لكني أستطيع وصفه من وجهة نظر بطلة الفيلم ، والتي تسأل دوماً هل وقعت في الحب من قبل ، إنها تعيش الحب بعد مواجهتها لآلامه ، تلك اللحظة التي تعيشها وأنت مراهق بعدما تعيش حباً تتمحور حياتك كلها حوله ، ثم يضيع من بين يديك لظروف خارجة عنك تشعر بالجرح عميقاً داخلك ، وتعرف ساعتها كم كنت تحب ذلك الشخص ، وما هو الحب الذي عشته.

الموقع : وما الجديد الذي تحضره لجمهورك؟

بلوم : أمامنا حتى شهر نوفمبر لإنهاء تصوير الجزء الثالث من "القراصنة" ، وهناك عملان في الطريق إلي ، لكنهما في مرحلة المفاوضات.

الموقع : ألست ذاهباً إلى نيومكسيكو لتصوير فيلم "فصل الغبار" أو Season of the Dust مع كاتي بوثورس؟

بلوم : أتمنى ذلك ، صعب أن أدع فيلماً مثل هذا يضيع مني.