وائل عادل
وائل عادل تاريخ النشر: الخميس، 2 أكتوبر، 2014 | آخر تحديث:
ياسر برهامي يحرم ملصقات بطوط وميكي

إذا كنت ممن أبدوا اندهاشهم من الفتوى التي خرج علينا بها، نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، بتحريم تعليق الأطفال لملصقات بطوط وميكي ماوس بغرفهم، ربما عندما تعلم المعلومات التالية عن شخصيتي "ديزني" الأشهر، قد تعذره.

فرغم أنهما مجرد شخصيات كارتونية إلا أن ذلك لا يمنع أن حياتهما مليئة بالتجاوزات والسلوكيات غير المقبولة في مجتمعاتنا المحافظة، وفيما يلي نقدم لك عدد من تلك التجاوزات لتحكم بنفسك.

1- عدم الإلتزام بالشورت الشرعي
لا تكمن المشكلة في ميكي ماوس المتصابي الذي لا يخجل من ارتداء الشورت غير الشرعي رغم سنواته الـ 86، إذ أنه من مواليد 18 نوفمبر 1928 وفقا لتاريخ أول حلقة ظهر بها، بل المشكلة تكمن في بطوط الذي لا يرتدي شورتا من الأساس.

2- التضامن مع الصهاينة
دافع بطوط عن اليهود بسخريته من النازية في فيلمه "Der Fuehrer's Face" والذي تدور أحداثه في "أرض النازية" وظهر به جوبيلز وموسليني أيضا.

وجسد بطوط به دور بطة نازية تستيقظ بالإكراه للذهاب إلى العمل في أحد المصانع، وسط مدينة لا يوجد بها أي شيء سوى شعب يحيي هيتلر طوال الوقت، إلا أنه يستيقظ في النهاية ويدرك أنه كان يحلم.

شاهد فيلم "Der Fuehrer's Face" لبطوط

الغريب أن بطوط نال في ذلك الفيلم جائز أوسكار أفضل فيلم قصير عام 1943، ليصبح بذلك الفيلم الوحيد لبطوط الذي ينال الأوسكار.

3- مناصرة أمريكا

كان بطوط في الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الثانية والذي طبعه طيارون الحلفاء على مقدمات طائراتهم، فلما لا وقد أصدر فيلم "Commando Duck" الذي انضم خلاله لصفوف قوات المظلات لمحاربة اليابانيين.

أما ميكي ماوس، فرغم أنه لم يكن في الخطوط الأمامية إلا أنه كان كلمة السر بين ضباط مخابرات الحلفاء بعد اجتياحهم نورماندي عام 1944.

4- وقالت الصناديق لبطوط نعم
ربما تكون أحد أسباب الغيرة بين برهامي وبطوط هو اكتساح الأخير للعديد من الانتخابات رغم عدم انتمائه للتيار الاسلامي، وذلك بعد انتشار ظاهرة التصويت لبطوط عندما يكون المرشحين للانتخابات غير مقنعين للشعب، ففي السويد يعد المصوتين لبطوط في الـ 20 سنة الأخيرة بمثابة الحزب التاسع جماهيريا، لدرجة أن في عام 2006 منع القانون الناخبين من التصويت لشخصيات غير حقيقية، وهو العام الذي حل به في المركز الـ 21 من بين 40 حزبا خاضوا الانتخابات.

ناهيك عن تشجيعه للناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية في تحد صارخ لدعوات التيار الاسلامي للمقاطعة مؤخرا.

5- عدم اشهار ميكي زواجه من ميني
رغم أن ميكي يعتبر متزوج شرعيا من ميني، على الأقل في نظر والت ديزني، إلا أنه يؤخذ عليه عدم اشهار ذلك الزواج أمام كل الأطفال.

وقال والت ديزني لمجلة "Film Pictorial " عام 1933: "أحيانا تبدو زوجته وأحيانا رفيقته... لأسباب فنية ميني تعتبر البطولة النسائية. لو القصة تتطلب بعض الرومانسية تصبح ميني الفتاة المطلوبة، لكن لو تطلبت القصة زوجين، يظهران كزوج وزوجة. لكن في استوديوهات ديزني قررنا أنهما متزوجان بالفعل".

6- علاقة بطوط الآثمة بزيزي
ربما لأنه رجل أعزب، بطوط ضعيف جدا أمام أي بطة بيضاء، خاصة لو كانت "ديزي" أو المعروفة عربيا بـ "زيزي" التي يرافقها بطوط دون أن يعقد قرانه عليها إلى يومنا هذا.

7- محاولة الانتحار
في أحد إصدارات القصص المصورة لميكي ماوس عام 1930، حاول ميكي الانتحار بأكثر من طريقة بعدما شك في خيانة ميني له.

8- قطع الأرحام
ميكي ماوس لم يكلف خاطره لكي يقابل ابنى اخته إلا مرة واحدة في فيلمه القصير "Mickey’s Steam Roller" عام 1934.

كما أن علاقته باخته إيميليا هشة جدة، إذ أنها لم تظهر إلا في القصص المصورة فقط.

9- ممارسة السحر
استخدم ميكي ماوس السحر في فيلم الرسوم المتحركة الشهير "فانتازيا" الذي أُنتج في عام 1940 وأدى به ميكي دور "صبي الساحر" أو "The Sorcerer's Apprentice" المستوحى من قصيدة الألماني جوتة، وقام خلاله ميكي باطلاق تعويذة على المكانس لمساعدته في جلب الماء، إلا أن خبرته القليلة في السحر جعلت الأمر يخرج عن سيطرته.

10- المعازف
طرح ميكي ماوس ألبوم "ديسكو" للأطفال عام 1979 وبيع منه مليوني نسخة.

ويبقى السؤال، بعد كل هذه التجاوزات، هل لازلت تريد أن يكون بطوط وميكي المثل الأعلى الذي يحتذي به أطفالنا؟ ألا يوجد في تاريخنا وحضارتنا العربية من هو جدير بملئ هذا الفراغ؟ فماذا عن علاء الدين الذي تقدم للزواج من فتاة أحلامه فور اعجابه بها؟ أو بكار الذي يضرب مثالا جدير بالاتباع في الرفق بالحيوان، على عكس ميكي الذي ليس لديه أي رحمة بالحيوانات.

على أي حال لم يكن بطوط وميكي ماوس الشخصيات الكارتونية الوحيدة التي أثارت الجدل، بل إن سبونج بوب كان له نصيب هو الآخر بعد أن ترك علامات استفهام كثيرة حول ميوله الجنسية.

نظرا لأن سبونج بوب مائع وخجول.