FilFan.com
FilFan.com تاريخ النشر: الخميس، 31 أغسطس، 2006 | آخر تحديث: الخميس، 31 أغسطس، 2006
نجيب محفوظ - صورة من : رويترز

القاهرة (مصر) - رويترز : أكد المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس إن نجيب نحفوظ الذي توفي يوم الأربعاء لماضي أرسى قواعد المدرسة الواقعية في السينما المصرية.

وأضاف أن "أهميته محفوظ في السينما لا تقل عن أهمية وجوده في أدبنا المعاصر بل أن وجوده في السينما يفوق وجوده في الأدب".

وأشار إلى أن محفوظ أول أديب يكتب للسينما إذ شارك في كتابة 25 فيلماً وأنتج من إبداعه 40 فيلماً.

وإختار النقاد 18 فيلماً لنجيب محفوظ ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري بمناسبة الإحتفال بمئوية السينما عام 1996.

وتنوعت هذه الأعمال بين أفلام كتبها مباشرة للسينما وأخرى شارك مع آخرين في إعدادها وثالثة مأخوذة عن إحدى رواياته أو قصصه القصيرة.

وكان المخرج المصري الراحل صلاح أبو سيف (1915 - 1996) قد نصح محفوظ بكتابة السيناريو في منتصف الأربعينات وقدما معاً عدداً من كلاسيكيات السينما المصرية ، من بينها "مغامرات عنتر وعبلة" و"المنتقم" و"ريا وسكينة" و"الوحش" و"الفتوة".

وعلى فترات متباعدة كان محفوظ يشارك في كتابة سيناريو أو حوار أحد الأفلام ومنها "جميلة" و"الناصر صلاح الدين" و"الاختيار" للمخرج الكبير يوسف شاهين.

وعلى مدى 15 عاماً مع كتابة السيناريو لم يفكر محفوظ في كتابة أي معالجة سينمائية لأي من رواياته أو قصصه قائلاً إنه كتب رؤيته الفنية في العمل الأدبي وربما كان غيره أكثر منه قدرة على تحويلها إلى السينما.

وحين بدأ مخرجون ينتبهون إلى رواياته قرر ألا يكتب السيناريو إبتداء من عام 1960.

وكانت رواية "بداية ونهاية" التي أخرجها أبو سيف أول تعامل للسينما مع روايات نجيب محفوظ ، وبعدها توالت الأفلام ومنها بينها "القاهرة 30" لأبو سيف أيضا ، و"اللص والكلاب" و"ميرامار" لكمال الشيخ ، و"الكرنك" و"أهل القمة" لعلي بدرخان و"المذنبون" لسعيد مرزوق ، و"الحب فوق هضبة الهرم" لعاطف الطيب ، و"السمان والخريف" لحسام الدين مصطفى و"ثرثرة فوق النيل" لحسين كمال و"بين القصرين" لحسن الإمام.

وأختيرت الأفلام السابقة ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري وأضيف إليها فيلم "بين السماء والأرض" الذي أخرجه أبو سيف عام 1959 عن قصة قصيرة لمحفوظ.

وأشار النحاس في كتابه "نجيب محفوظ في السينما المصرية" الذي صدر بالقاهرة عام 1997 إلى أن نجاح أول رواية "بداية ونهاية" أغرى السينمائيين بالإقبال على تكرار التجربة ، ووصلت هذه المحاولات ذروتها خلال الستينات حيث تم عرض عشرة أفلام تحمل عناوين رواياته.

وتابع : "أفلامه تمثل في قمتها أرفع مستويات السينما العربية".

ويكاد محفوظ يكون الكاتب العربي الوحيد الذي حظيت بعض رواياته باعادة إنتاجها أكثر من مرة ففي عام 1964 أخرج حسام الدين مصطفى فيلم "الطريق" عن رواية تحمل العنوان نفسه ، ثم قدمت لها السينما عام 1986 معالجة أخرى في فيلم "وصمة عار" لإشرف فهمي الذي قدم أيضا معالجة جديدة لرواية "اللص والكلاب" في فيلم "ليل وخونة" عام 1990.

وفي الثمانينيات إنتبه المخرجون إلى الطاقة الإبداعية في "ملحمة الحرافيش" التي قدمت في ستة أفلام هي "المطارد" لسمير سيف ، و"التوت والنبوت" لنيازي مصطفى ، و"الجوع" لعلي بدرخان ، و"أصدقاء الشيطان" لأحمد ياسين ، و"الحرافيش" و"شهد الملكة" لحسام الدين مصطفى.

وتحولت "ملحمة الحرافيش" إلى مسلسل تليفزيوني كتب له السيناريو والحوار محسن زايد الذي سبق أن قدم معالجة تليفزيوية لثلاثية محفوظ ، وكان مسلسل "حديث الصباح والمساء" آخر تعامل لزايد مع إبداع محفوظ.

وإهتم النقاد بسينما نجيب محفوظ أكثر من إهتمامهم بأي مخرج أو ممثل مصري.

ففي ديسمبر 2002 بمناسبة عيد ميلاد محفوظ أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابي "نجيب محفوظ في السينما المكسيكية" لحسن عطية ، و"السينما في عالم نجيب محفوظ" لمصطفى بيومي.

وذكر بيومي أن الدراسات السينمائية السابقة عن محفوظ كانت مشغولة بالمقارنة بين النصين الأدبي والسينمائي.

وقال إنه ركز في دراسته على ما تحتله السينما في الحياة اليومية لأبطال قصص محفوظ ورواياته.

وأثبت بيومي حضور السينما في الواقع المصري كوسيلة تثقيف أو تسلية أو مكان للقاء العشاق ، فضلا عن حضور العناصر السينمائية عند محفوظ كالممثل والمخرج والمصور والنقاد.

وأشار إلى أن الجندي البسيط في قصة "ثلاثة أيام في اليمن" لمحفوظ يخوض حرباً حقيقية لأنه لم يعرف الحرب إلا في الأفلام "وفضلاً عن الدور الذي تلعبه السينما في تجسيد ملامح بعض شخوص نجيب محفوظ فإنها تلعب دوراً مماثلاً في بناء الحدث الروائي والقصصي".

وفي "أصداء السيرة الذاتية" يقول محفوظ على لسان الشيخ عبد ربه : "ليست الدنيا في جوهرها إلا فيلماً يستحيل تقييمه إلا بعد أن ينتهي