وائل عادل
وائل عادل تاريخ النشر: السبت، 7 يونيو، 2014 | آخر تحديث:
الممثل الراحل محمود المليجي

قد تندهش لو علمت أن أشر ممثلي السينما المصرية الراحل محمود المليجي كان طيبا جدا وخجولا، بل ووصفه بعض المقربين أنه كان "يخاف من ظله"، إلا أن المخرجين حصروه في أدوار الشر بسبب ملامحه الحادة وصوته الرخيم.

وربما يكون المخرج العالمي يوسف شاهين بنظرته الفنية المغايرة، هو الذي فجر طاقات المليجي واكتشف الجانب الطيب في شخصيته، وذلك في نقطة تحوله بعد تقديم شخصية "محمد أبو سويلم" بفيلم "الأرض" عام 1970.

محمود المليجي من أصل كردي ولد في عام1910 بحي المغربلين بالقاهرة، وبدأ التمثيل في فريق المسرح بمدرسة الخديوية الثانوية وتدرب على يد عزيز عيد الذي أخبره "ابحث عن مهنة أخرى غير التمثيل"، لكنه كشف أنه أخبره بذلك حتى لا يصيبه غرور الفتى الموهوب.

التحق المليجي بفرقة الفنانة فاطمة رشدي براتب 4 جنيهات في الشهر، ورشحته لبطولة فيلم "الزواج"، لكن فشل الفيلم جعله ييأس ويترك التمثيل فترة، ثم التحق بفرقة رمسيس وعمل فيها ملقن.

ومن أبرز لحظاته الفنية كانت وقوفه أمام كوكب الشرق أم كلثوم عام 1936 في فيلم "وداد" ثم اختاره المخرج إبراهيم لاما لأداء دور ورد بفيلم "قيس وليلى" عام 1939.

أما عن حياته الشخصية، فتزوج المليجي من رفيقة عمره الفنانة علوية جميل عام 1939، وكشف الناقد السينمائي طارق الشناوي في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" أن الفنان الراحل في نهاية السبعينات تزوج سرا من الفنانة الكوميدية سناء يونس، وظلت على ذمته حتى وفاته، ورفضت أن تعلن الزواج احترامًا لمشاعر علوية جميل التي كان يعشقها المليجي.

ومن المعروف أن محمود المليجي شارك في 318 فيلما خلال رحلة فنية اقتربت من الخمسين عاما قدم خلالها أكثر من 750 عملا سينمائيا ومسرحيا وتليفزيونيا وإذاعيا.

ويشاء القدر أن المليجي الذي فكر في ترك التمثيل بعد فشل في أول أفلامه، توفي وهو يمثل، حيث فارق الحياة أثناء تصويره الفيلم التلفزيوني"أيوب" في 6 يونيو عام 1983، وذلك أثناء تناوله القهوة مع صديقه عمر الشريف في استراحة قصيرة بين تصوير مشاهده.