وائل عادل
وائل عادل تاريخ النشر: السبت، 24 مايو، 2014 | آخر تحديث:
إسماعيل يس

قد يدهشك لو علمت أن الكوميديان الراحل إسماعيل يس لم يفكر قط في دخول عالم الكوميديا، بل ربما لو استمر في إصراره على اقتحام مجال الغناء الذي كان يريد أن ينافس به محمد عبد الوهاب، ما كنا لنسمع عنه اليوم.

ولا يعد إسماعيل يس مجرد ممثل كوميدي عادي، بل يعتبر ثاني نجم يتم إنتاج أفلام باسمه في السينما المصرية بعد ليلى مراد، حيث قدم يس أفلام " إسماعيل يس في الجيش "، و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة " وغيرها من الأفلام التي حملت اسمه، بالإضافة إلى تكوينه لفرقة تحمل اسمه استمر عملها 12 عاما، حتى أصبحت الدولة تتدخل في إنتاج الأعمال الفنية والمسرح، فاضطر لحلها.

ولد إسماعيل يس بمدينة السويس، في 15 سبتمبر 1912 وتوفى عن عمر يناهز 59 عاما، وكانت طفولته قاسية، إذ أن أبوه كان يصرف أمواله على السكر وتوفت والدته في شبابها، وعندما عانى من زوجة والده اضطر للعيش مع جدته التي كانت تسيء معاملته هي الأخرى، لشعورها بأن والده هو السبب في وفاة ابنتها في شبابها.

ولم يفكر إسماعيل يس قط في العمل كممثل كوميدي أو منولوجيست، بل كان يريد منافسة الموسيقار محمد عبد الوهاب، لاقتناعه بأنه يمتلك صوتا جيدا يؤهله لمنافسة في مجال الغناء، لكن لحسن الحظ فشل فشلا ذريعا.

واعترف يس أنه سرق ستة جنيهات ونصف من جدته لكي يسافر إلى القاهرة لارتياد معهد الموسيقى لمنافسة الموسيقار الكبير، لكن لسوء الحظ وجد المعهد مغلقا، ووجد نفسه بلا مأوى أو أصدقاء أو أهل أو مال بعدما أنفق أمواله كلها، ولم ينجده إلا إمام مسجد "مراسينا" بالسيدة زينب، والذي ساعده في العودة إلى السويس.

وعندما عاد اسماعيل يس إلى السويس وجد والده كان قلقا عليه، إلا أنه عاد مرة أخرى للقاهرة وتعرف على صديقه خليل حمدي المحامي الذي أصبح يرافقه في كل مكان يذهب له، لدرجة أن الناس ظنوا أن يس وكيل محامي. وكان حمدي سببا في تعرف يس على أصحاب صالات المونولوج الشهيرة مثل "بديعة مصابني" و"يوسف عز الدين" و"رتيبة وأنصاف رشدي".

وفي أحد السهرات بالأزهر قلد يس المونولوجيست سيد سليمان بإتقان لدرجة أن الشاعر محمد عبد المنعم أو "أبو بثينة" أعجب بموهبته ونصحه أن يتجه إلى المونولوج وترك فكرة الغناء من ذهنه، وبالفعل بدأ يس عمله كمونولجيست بأربعة جنيهات في الشهر.

توالى عمل يس في العديد من الصالات التي قدم بها مونولوجاته المضحكة، حتى عمل بصالة بديعة مصابني براتب ست جنيهات في الشهر، إلى أن ابتسم له الحظ وسنحت له فرصة العمل مع نجيب الريحاني بعدما مرض الفنان سيد سليمان الذي كان يقدم مونولوجاته بين الفصول، حيث أرسلت مصابني إسماعيل يس للعمل مع الريحاني، الذي نصح مصابني بأن تحافظ عليه لأنه سيصبح ممثلا كوميديا كبيرا في يوم من الأيام.

ورغم نجاحه العملي كانت حياته العاطفية تعيسة، حيث أحب الراقصة ثريا حلمي زميلته في فرقة فتحية محمد، واللذان اضطرا إلى ترك الفرقة بعد استياء صاحبة الفرقة من وجود علاقة عاطفية في فرقتها داخل إطار العمل.

وقبل زواجه منها اكتشف بها العديد من العيوبة من بينها أنها أحيانا تكثر في الشراب فتتحول لشخص سليط اللسان، كما علم أنها كانت على علاقة برجل آخر وقتها، فتركها يس وقرر أن يغيظها بالتظاهر بحب فتاة أخرى في الفرقة تدعى سعاد وجدي.

والغريب في الأمر أن سعاد اعترفت له بحبها له كما انه بدأ يشعر بحبه لها، وبالفعل تزوجا ليعيشا في سعادة لمدة شهرين فقط بعد أن علم يس أنها كانت تخونه مع حبها القديم عندما رآهما يجلسان في أحد المقاهي معا رغم أنها أخبرته أنها ذاهبة لزيارة والدتها، ليطلقها ويغلق قلبه للأبد.

ومع ابتعاد إسماعيل يس عن فن المنولوجات، وتكرار أدواره في السينما والمسرح في الستينيات بالإضافة إلى مرضه، كل ذلك تسبب انحسار نجمه، نهايك عن اضطراره إلى حل فرقته عام 1966، ليشارك فقط في بعض الأفلام القصيرة في لبنان، ثم عاد إلى مصر وعاش بها حياة صعبة في آخر أيامه، التي كان أخرها إصابته بأزمة قلبية أدت إلى وفاته عام 1972.

اسمع اللقاء الإذاعي النادر للإسماعيل يس مع الإذاعية آمال فهمي