تمتلك الأم مكانة خاصة ومميزة بداخل كل منا، بسبب حنانها وعطائها الذي لا ينضب أبدا، ولسهرها الليالي من أجل راحتنا، فماذا قالت نجمات برعن في تقديم دور الأم في السينما والدراما أمثال عفاف شعيب وسميرة أحمد ولبلبة وشيرين عن أمهاتهن في يوم تكريم العالم كله لـ "ست الحبايب" في 21 مارس الجاري، وما هي أدق ذكرياتهن عنهن، وكيف عبر أبنائهن في المقابل عن حبهم لهن في هذه المناسبة الخاصة؟

عفاف شعيب: أنا أم منذ ولاتي
صرحت الفنانة القديرة عفاف شعيب، والتي أمتعتنا بدور الأم لسنوات أن مسألة الأمومة لديها بدأت منذ تقديمها لمسلسلها الشهير "الشهد والدموع" في ثمانينات القرن الماضي.

وأوضحت قائلة: "في البداية أعطاني مخرج المسلسل الراحل إسماعيل عبد الحافظ سيناريو شخصية "زينب" وهي أم تمتد لمراحل عمرية مختلفة، وحاز على إعجابي للغاية لدرجة أنني قرأت 20 حلقة من المسلسل في يومين فقط، ومن بعدها "لزقت" أدوار الأم في، ورغم محاولتي الفرار منها، إلا أنها كانت أدوار جيدة جدا في معظمها.

وشددت عفاف شعيب أنها لم تحاول قط أن تقتبس كل شخصيات الأم المختلفة التي جسدتها طوال مشوارها الفني الثري من شخص معين، ولا حتى من والدتها، مؤكدة أنها تتقمص ما هو مكتوب أمامها على الورق.

وأضافت "شعيب" أن الامومة في نظرها هي الحنان والعطاء، ولا يهمها إن كانت شابة أم كبيرة في السن.

وتذكرت عفاف شعيب علاقتها بوالدتها قائلة: "أمى كانت دائما تقول لي: "لقد ولدت كأم، لامتلاكك قلبا كبيرا وهبك الله إياه"، ورغم أن لي أشقاء وشقيقات، إلا أنني كنت الأقرب لوالدتي. ومازلت أتعامل مع أشقائي على أنهم أبنائي، وأتذكر أن شقيقي الأصغر عندما حرمه والدي من المصروف أعطيته مصروفي بدون تفكير. أما شقيقي الآخر "مجدي" فهو ابني.

ووجهت عفاف شعيب كلمة لكل الشباب والأمهات بمناسبة يوم عيد الأم هي: "أتمنى من كل شاب وشابة أن يراعوا أهاليهم لأنهم سبب وجودهم في الحياة.. ودعاء الأب والأم لا يرد.. ومن يحب والده ووالدته سيحب وطنه ولن يخونه.. كذلك أطلب من الأمهات عدم التفريط في تدليل الأبناء، لأن النتيجة ستكون وخيمة في النهاية، فكم من أبناء جاحدين كانوا غليطين مع أهاليهم وتركوهم يعيشون للشارع، على الرغم من أنهم أثرياء وفي حالة مادية ميسورة".

شيرين وميريت.. علاقة أمومة وصداقة
تشكل الفنانة شيرين وابنتها الوحيدة "ميريت" رمزا للشكل العصري للأم والإبنة، فتتمتع كلاهما بالرشاقة والأناقة، وعلاقتهما ببعض أقرب للصداقة بعيدا عن العلاقة التقليدية بين الأم وابنتها.

وحول طقوس يوم عيد الأم بين "ميريت" وشيرين، كشفت بطلة مسرحية "المتزوجون": "ميريت أهدتني هدية عيد الأم قبل أسبوع، وعندما سألتها "انتي عاوزة تخلصي بدري من المناسبة؟" فكان ردها أنها وجدت هدية جميلة لي، والحقيقة أن ميريت هي أجمل هدية تلقيتها في حياتي".

ونوهت شيرين عن وجود صعوبة في تجسيد دور الأم في الوقت الحالي: "للأسف، لا يوجد كاتب يعرف كيف يقدم شخصية الأم بشكل جيد، فصعب جدا أن تجد ممثلة في سني دورا لأم يناسب موهبتها، والممثل الشاب يقدم بنفسه الآن دور والدته وشقيقته وعمته، وكأن الفنانات الكبار ماتوا!

أما "ميريت" ابنة شيرين، فعبرت عن استيائها من أن أغلب الفنانات الشابات لا يحصلن على أدوار البطولة في الوقت الحالي، بل أن أغلب ما هو معروض عليهن من أدوار هو تجسيدهن لدور "سنيدة" للبطل، وكأنها لعنة أصابت المرأة في الفن المصري بحسب تعبيرها.

سميرة أحمد: عيد الأم يعنى مكالمة من أمريا
اعتبرت الفنانة القديرة سميرة أحمد أن الأم هي المرادف للتربية، وأنها هى من تخلق المجتمع وتضع قواعده السليمة.

وعن رأيها في أقدر فنانة لعبت دور الأم في السينما المصرية، أجابت بدون تردد: "الراحلة أمينة رزق، فكانت الأقدر على تقديم دور الأم، وسبق وسبق وأن قدمت أدوار الأم المكافحة في أفلام "بائعة الخبز"، و"التلميذة"، و"أريد حلا"، فكانت كلها شخصيات مكتوبة بشكل عميق وتركت أثرا عميقا لدى المشاهد.

ونبهت الفنانة والمنتجة الكبيرة التي سبق وأن قدمت الأم في العديد من الأدوار في السينما والدراما، منها في فيلم "وداعا يا ولدي" وفي مسلسل "غدا تتفتح الزهور" أنها لم تعد ترى أدوارا مكتوبة للأم بشكل مؤثر وجذاب في الوقت الحالي.

وأكدت سميرة أحمد أن شخصية الأم مثلها مثل أي شخصية أخرى في الحياة لها تقلباتها المزاجية، وليس من الضروري أن تكون طيبة وسوية طوال الوقت، فمن الممكن أن تكون شريرة أو مجنونة.

وكشفت سميرة أحمد أن هديتها من ابنتها الوحيدة "جليلة" أو "جلجلة" كما تحب أن تدللها في عيد الأم ستكون تلقيها اتصالا منها من الولايات المتحدة الأمريكية في الفجر بسبب فروق التوقيت.

وأشارت سميرة أحمد أن ابنتها متواجدة في أمريكا بسبب تلقيها دروسا في الرسم هناك، موضحة أن موهبة الرسم سائدة في أغلب أفراد أسرتها، بداية من والدها ونهاية بأشقائها.

لبلبة تؤكد: لم أغلق الهاتف المحمول لوالدتي الراحلة حتى الن
أكدت الفنانة الكبيرة لبلبة أنها شعرت بسعادة غامرة عندما جسدت دور الأم، وابتعدت عن أدوار الفتاة الشقية.

وقالت: "رغم أن الله تعالى لم يرزقني بالأبناء، إلا أنني أشبعت غريزة الأمومة مع والدتي رحمها الله، فهي كانت بمثابة ابنتي التي أحببتها وحنوت عليها، وحتى الآن مازلت محتفظة بهاتفها المحمول ولم أغلقه قط، وأتلقى من خلاله المكالمات من أصدقائها".

وعن أقرب أدوار أم إلى قلبها، والتي جسدتها على الشاشة الكبيرة، أفصحت لبلبة أنه كان في فيلم "عائلة ميكي"، حتى أن الطفل الذي لعب دور ابنها "ميكي" في أحداث الفيلم كان يذكرها بنفسها وهي طفلة تلعب وتعمل في الكواليس.

واختتمت لبلبلة تصريحاتها في عيد الأم بكلمات مؤثرة لوالدتها: "كل سنة وانتي في الجنة يا ست الحبايب".